كثيرون تابعوا الحمار يتجول بأريحية في مستشفى الوجه، اليوتيوب قناة من دون رقيب ولا تحتاج لإمكانات مهولة لكي ينتشر أي موضوع مصور، عند بثه كثيرون علقوا، وكثيرون كتبوا المقالات والانتقادات، ولكن ما المفاجأة التي حدثت فيما بعد!. هنا الخطر المتوقع من استغلال البعض لتطور وسائل التواصل ومحاولة بث رسائل معينة قد يتطور ضررها من شخصي إلى عام أحياناً، الناطق باسم شرطة منطقة تبوك وبشفافية خرج للإعلاميين وأكد أن عملية إدخال الحمار وتصويره للإساءة للمستشفى أو مسئولي المستشفى أو حتى وزارة الصحة تمت من قبل شخصين، رسما سيناريو اليوتيوب الذي تم بثه، وكأن الأمر عفوي وأن الإهمال وصل لحد كبير بالمستشفى. أنا هنا لا أدافع عن المستشفى ولا عن الحمار هل هو ظالم أو مظلوم، وإنما أتعامل مع حالة جديدة وجديرة بالدراسة والاهتمام أمام زحف وسائل التواصل الاجتماعي وهجمتها وتطورها والاستخدام الإيجابي أو السيء من بعضهم، كل حسب ثقافته ورؤيته وتوجهه، فقد لفت انتباهي أن ما حدث لم يكن أمراً عفوياً وإنما بعد بيان شرطة تبوك تحول إلى فعل جنائي وسابقة، أول مرة تحدث لدينا حسب - معلوماتي الخاصة - وبيان الشرطة من وجهة نظري اعتبره إيجابي، لأن استخدام وسائل التواصل المتطورة بهدف الإساءة المنظمة لا يمكن قبولها، فالمعروف هو الأسلوب العفوي في تسجيل أو تصوير الموقف، وكم من حدث شهير، كان تصويره نقطة تحول في التنظيم ورضا كثيرين، ولا ننسى التفاعل الكريم وغير المستغرب من سمو وزير الداخلية، بعد حادثة ضرب موظف الجوازات المراجعين في جدة، وكان النجم فيها اليوتيوب بلا منازع!. استغلال أجهزة التواصل الاجتماعي للإساءة أمر لا أخلاقي ترفضه أبسط مبادئ وأخلاقيات العمل الإعلامي، لذا لابد أن نتعامل مع ما نراه بعقلانية، بدلاً من الاندفاع أمام أي مشهد تقذفه لنا الشبكات الاجتماعية، لأن الاستفادة من هذه التقنية أمر مهم، عكس ما ظهر من بيان بعد تصوير حمار مستشفى الوجه. فالاستفادة بصورة إيجابية مهمة جداً، وهذا الأمر لاحظته في مقاطع اليوتيوب الأخيرة للجيش الحر بسوريا، فعند القبض على عميد بالجيش واستجوابه وهو لم يكن يعلم أنه في قبضة الجيش الحر، وكان يتوقع أنه يستجوب من مخابرات الجيش النظامي، نجد عند توضيح المفاجأة الكبيرة له، مدى حرص أفراد الجيش الحر على تهدئته واحترامهم له، وهذا يعكس صورة إيجابية لهم أمام العالم، بعد أن انتشرت عدة مقاطع يوتيوب أساءت كثيراً للثوار ونشاطهم، وخصوصاً التي كان يبثها أفراد جبهة النصرة والسوداوية المقيتة في رسائلهم للعالم. تعاملنا مع شبكات التواصل الاجتماعية يحتاج لتوعية وأيضاً للعقاب ضد المسيئين، لأن التطور الإعلامي الذي نعيشه في عالمنا، قد يصبح أمراً سيئاً وغير محبب بفعل تصرفات بعضهم، وكثيرون يشاهدون السلبيات بهذا الخصوص، وإن كانت من وجهة نظري الإيجابيات أكثر!.