يلعب الأطفال عندما لايكون هناك شيء ينشغلون به، وعندما يكونون في راحة نفسية وجسمية، ورغم ان للعب أثراً أكثر من كونه مجرد ترويح فإنه يساعد على نمو الطفل من جميع النواحي ويسمح له بأكتشاف الأشياء والعلاقات بينها، والتدرب على الأدوار الاجتماعية، وهو إلى جانب ذلك يخلصه من انفعالاته السلبية وصراعاته وتوتره، ويساعده ايضا على اعادة التوافق بينه وبين البيئة.. فالأطفال في حاجة دائمة إلى تخفيف المخاوف والتوترات التي تنتجها البيئة المحيطة بهم من ضغوط نفسية وأساليب قاسية في تربيتهم ومعاملة جافة ممن هم حولهم، وكذلك في حاجة إلى ان يعوضوا كل نقص أو حرمان يعانونه وسط هذه البيئة سواء كان حرمانا عاطفياً أم مادياً.. ويلجأ الأطفال إلى اللعب حيث يجدون فيه ما يحتاجونه وما ينقصهم حتى يجدوا التوازن الذي كثيراً ما يختل بسبب التوترات والضغوط والحرمان، ولإشباع حاجاتهم ورغباتهم التي لم يستطيعوا إشباعها عبر حياتهم اليومية. ولهذا تجد الأطفال يهربون إلى اللعب ويقضون الأوقات الطويلة أمام العرائس والدمى والسيارات والعربات الصغيرة يتحدثون معها ويخاطبونها كما لو انها تفهم لهم، ويكثر هذا عندما يحس الطفل انه في حاجة إلى التخلص من توتر معين نتيجة قيود أو ضغوط مفروضة عليه، فيحاول أن يخرج من قوقعة الكبت والتوتر.. ويرى علماء النفس والسلوك ان أفضل الوسائل لتخفيف المشاكل النفسية والسلوكية ليحصل الطفل على الاتزان المطلوب وبناء الشخصية والتطبيع الاجتماعي هو اللعب... وهذه فرصة للآباء والمربين لمعرفة أحوال أطفالهم ودراسة شخصياتهم ومعرفة مشكلاتهم الانفعالية عبر اللعب، لأن الأطفال في وقت اللعب يكونون على طبيعتهم وسجيتهم فتتضح رغباتهم وميولهم وتتبين توجهاتهم وسلوكياتهم، وبذلك يتمكن المربون من تفسير هذه المشكلات وتقديم ما يحتاجونه من مساعدة وتوجيه ونصيحة.. وربما ساعدنا اللعب في كشف سلوكياتهم وانفعالاتهم قبل أن تتحول إلى أمراض نفسية متفاقمة يصعب علاجها ككرة الثلج المتضخمة كلما تدحرجت.. [email protected]