أدى أعضاء البرلمان الاتحادي الباكستاني والبرلمانات الإقليمية اليمين الدستوري، كما تم توزيع مقاعد البرلمان الاتحادي والبرلمانات الإقليمية حسب نتائج انتخابات 11 مايو الماضي، حيث حصل حزب الرابطة الإسلامية بقيادة نواز شريف على 173 مقعدا في البرلمان الاتحادي، تبعه حزب الشعب الباكستاني بقيادة الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري بالمرتبة الثانية، وفي المرتبة الثالثة نجح حزب (الإنصاف) بقيادة عمران خان محققاً 35 مقعد في البرلمان الاتحادي الباكستاني، وكان هذا الحزب قد برز بقوة خلال انتخابات 11 مايو لينافس حزب نواز شريف. ويلاحظ أن حزب الشعب الباكستاني بقيادة الرئيس آصف علي زرداري قد شهد تراجعاً واضحاً خلال انتخابات 11 مايو 2013م مقارنة بنتائج انتخابات عام 2008م. بينما حقق حزب الإنصاف الباكستاني بقيادة عمران خان تقدماً واضحاً خلال الانتخابات الأخيرة في الوقت الذي حقق فيه منافسه حزب نواز شريف الغالبية العظمى في البرلمان الاتحادي، وعلى الرغم من المنافسة التي دارت بين الحزبين المذكورين (أي نواز شريف وعمران خان) يلاحظ أنهما متفقان على سياسة التفاوض مع حركة طالبان الباكستانية إلى جانب أنهما يعارضان الغارات الأمريكية داخل الأراضي الباكستانية، والذي ينظر إليه المراقبون السياسيون في باكستان بأنهما لن يختلفا لاحقاً على رسم السياسة الإقليمية لباكستان وخصوصاً المتعلقة بالملف الأفغاني. من جهة أخرى رفض الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري خوض الانتخابات الرئاسية القادمة في سبتمبر 2013م للحصول على مدة رئاسية أخرى، وذلك نظراً لعدم وجود مقاعد كافية لدى حزبه في البرلمان الاتحادي الجديد، والذي سيعرضه للعقبات. وبعد الفوز الكاسح الذي حققه حزب الرابطة الإسلامية (نواز) تم ترشيح نواز شريف من قبل حزبه بالإجماع لمنصب رئاسة وزراء باكستان، ويتوقع أن يؤدي نواز شريف اليمين الدستوري لهذا المنصب غداً الأربعاء ليتولى بعدها مقاليد الحكم في باكستان بصفة رسمية. من ناحية أخرى، أوضح الرئيس زرداري بأن رئيس وزراء باكستان القادم نواز شريف هو الذي سيقرر مصير الرئيس الباكستاني السابق الجنرال المتقاعد برويز مشرف الذي تم اعتقاله مؤخراً بعد عودته إلى باكستان للمشاركة في الحياة السياسية. وقال الرئيس زرداري بأن حزبه "حزب الشعب الباكستاني" يرحب بفوز نواز شريف في الانتخابات التشريعية الأخيرة، كما يرحب به كرئيس لوزراء باكستان، مؤكداً بأن حزبه سيقف إلى جانب نواز شريف من أجل مصلحة باكستان العليا. يذكر أن الجنرال برويز مشرف كان قد قام بانقلاب عسكري على حكومة نواز شريف عام 1999م عندما كان قائداً للجيش الباكستاني وسيطر على زمام الحكم في باكستان لنحو ثماني سنوات متواصلة.