رغم العنف المسيطر على الساحة السياسية في باكستان إلا أن الجهات التي تراقب الوضع تتوقع انعقاد الانتخابات العامة الباكستانية في وقتها المقرر في11 من مايو المقبل، وتشير معظم الإحصاءات المحلية والإحصاءات التي أعدتها المؤسسات الأجنبية إلى أن نواز شريف زعيم حزب الرابطة الإسلامية يتصدر قائمة الأوفر حظاً في الانتخابات وأنه سيتمكن من الوصول إلى رئاسة الوزراء للمرة الثالثة. وذكرت قناة "جيو" الإخبارية الباكستانية الخاصة في احد برامجها التحليلية مشيرة إلى أحدث الإحصاءات الغربية للوضع السياسي في باكستان أن نواز شريف قادر على اكتساح الانتخابات وسيقود باكستان نحو انقلاب تنموي لم تشهده البلاد من قبل، وأوضحت أن نواز شريف يحتل موقع الأسد في إقليم البنجاب، وهو أكبر أقاليم باكستان من حيث تعداد السكان لاسيما أن شعبية حزب نواز شريف ازدادت بنسبة 59 في المائة بإقليم البنجاب بفضل التنمية التي تحققت خلال فترة حكم شهباز شريف للحكومة الإقليمية في البنجاب، وأشارت إلى أن شريحة التجار ورجال الأعمال يفضلون نواز شريف على غيره بسبب سياسته الداعمة للاقتصاد. وحول وضع حزب الرابطة الإسلامية ذكر التقرير أن هذا الحزب انحسر وتلاشى، مشيرة إلى أن هذا الحزب تأسس في عام 1999 بدعم من الرئيس العسكري السابق الجنرال برويز مشرف لتقويض شعبية حزب نواز شريف، لكن لا وجود له اليوم سوى قيادته. وعن حزب الشعب الباكستاني تكهن التقرير بأنه سيحصل على المرتبة الثانية في الانتخابات المقبلة رغم تراجع شعبيته بشكل قوي لسوء أداء حكومته خلال السنوات الخمس الماضية، كما أن التحدي الأكبر أمام حزب الشعب في الانتخابات المقبلة هو أنه يفتقد لشخصية قيادية تقود الحملة الانتخابية، حيث أن بلاول بوتو زرداري البالغ من العمر أربعة وعشرين عاماً لا ينوي الخروج واللقاء بنشطاء الحزب وقيادة الحملات الانتخابية خوفاً على حياته، لكن على الرغم من كل ذلك لا يرى التقرير خروج حزب الشعب من اللعبة السياسية كما يتوقع البعض، حيث أنه ما زال يملك شعبية كافية تمكنه من الحصول على 60 مقعداً من مجموع 272 مقعداً في الجمعية الوطنية معظمها من المناطق النائية في إقليم السند. وحول عمران خان زعيم حزب حركة الإنصاف أشار التقرير إلى أنه الشخصية السياسية الوحيدة في باكستان التي قد تخرج خلافاً للتوقعات ويفاجئ الجميع، وأنه يشكل التحدي الوحيد أمام نجاح نواز شريف في الانتخابات، نظراً لبروز شعبيته بقوة مرة أخرى قبل أيام من الانتخابات، حيث يحظى عمران بتأييد الشباب والمثقفين في المدن، لكن مستقبل نجاح حزب عمران خان لا يزال غامضاً، لأنه غير مُجرب ولا ينوي التحالف مع حزب الشعب أو حزب نواز شريف في المستقبل، كما لا ينوي الدخول في صفقة مع أي حزب آخر لتنسيق المرشحين في الدوائر الانتخابية، وهذا يشكل تحدياً بالنسبة له في الحصول على الغالبية داخل البرلمان المقبل، ويُتوقع بحسب معظم المراقبين أن عمران خان لن يتمكن من الحصول على أكثر من 30 مقعداً في الجمعية الوطنية.