دخلت عملية تشكيل الحكومة الباكستانية الجديدة بقيادة رئيس حزب الرابطة الإسلامية نواز شريف إلى مراحلها النهائية، وذلك بعد فوز شريف في الانتخابات التشريعية التي عقدت في 11 مايو الجاري، بينما يتوقع الشارع العام الباكستاني بأن المرحلة القادمة ستكون أكثر أماناً للمواطنين الباكستانيين في ظل حكومة نواز شريف، بينما يرى المراقبون للتطورات السياسية في باكستان بأن المرحلة القادمة ستكون مرحلة الانسجام بين المؤسسة العسكرية الباكستانية والحكومة المدنية، وذلك بعدما أجرى قائد الجيش الباكستاني الجنرال إشفاق برويز كياني لقاءً مع نواز شريف في منزله وبارك له بالفوز في الانتخابات العامة مجدداً عهده للعمل سوياً لمحاربة الأزمات التي تواجهها باكستان في الوقت الحاضر. ويلاحظ أن نواز شريف قد أكمل المراحل الأساسية لتشكيل الحكومة المركزية في باكستان، بينما انه قد منح الفرصة لمنافسه قائد حزب الإنصاف الباكستاني عمران خان فرصة لتشكيل الحكومة الإقليمية في إقليم "خيبربختونخواه" الشمال الغربي من باكستان والذي يضم منطقة القبائل الباكستانية مما ساعد في تخفيف حدة المنافسة بين الزعيمين، بينما عرض نواز شريف الانضمام أيضاً إلى الائتلاف الحكومي الجديد على حزب جمعية علماء الإسلام الذي يقوده الملا فضل الرحمن الذي حقق حزبه نجاحاً ملموساً في الإقليم المذكور. وبالنسبة لإقليم السند الجنوب الشرقي من باكستان وهو معقل (حزب الشعب الباكستاني المنافس السياسي التقليدي لحزب شريف) فقد نجح نواز شريف في كسب تأييد عدد كبير من الأحزاب السياسية القومية التي تمثل الوجه السياسي الآخر في الإقليم المذكور، ويرى الرأي العام في باكستان بأن نواز شريف سينجح في إحكام سيطرته على إقليم السند إدارياً بعد انضمام الأحزاب القومية الصغيرة إلى حكومته على الرغم من نجاح منافسه حزب الشعب الباكستاني في الإقليم المذكور وتخطيطه لتشكيل الحكومة الإقليمية به. وبالنسبة لإقليم بلوشستان فقد حقق فيه حزب نواز شريف نجاحاً واضحاً في كسب تأييد الأحزاب القومية والسياسية التي فازت فيه. وكان حزب نواز شريف قد حصل على 126 مقعدا في الانتخابات التشريعية الأخيرة في باكستان، وبعد انضمام النواب المستقلين إليه وحصوله على المقاعد المخصصة للنساء والأقليات الدينية سيرتفع إجمالي مقاعد حزب الرابطة الإسلامية إلى 192 مقعدا، وهو ما يفوق حاجز الغالبية البسيطة 172 مقعداً من إجمالي مقاعد البرلمان الوطني البالغة 342 مقعداً مما يضمن فوز نواز شريف دون منازع لمنصب رئاسة الوزراء في الاقتراع الذي سيعقد على مستوى نواب البرلمان الوطني بعد أيام قليلة. وإلى جانب الحكومة المركزية فقد وصلت عملية تشكيل الحكومات الإقليمية في الأقاليم الباكستانية الأربعة (البنجاب، السند، بلوشستان، خيبربختونخواه) إلى مراحلها النهائية، وقد تبنى نواز شريف سياسة التصالح مع الجميع ليقود الحكومات الإقليمية تحت إشراف الحكومة الباكستانية المركزية التي سيترأسها كرئيس للوزراء قريباً.