يعد التدريب وسيلة رئيسية لإحداث التغيير وتعزيز منافسة الاقتصاد الوطني على المستوى الدولي، ويلعب التدريب التقني والمهني دوراً بالغ الأهمية في تحقيق الرفاه الاجتماعي والاقتصادي نظراً لكونه يمكّن الاقتصاديات من إحراز الإنجازات المتميزة في مجال التقنية وتطوير الإنتاجية وتعزيز المنافسة العالمية. كما أنه أساس لإيجاد قوة عمل وطنية تتمتع بالمهارة وتشكل جوهر سياسات التنمية في معظم الدول. إلا أن التدريب التقني والمهني واجه العديد من التحديات في المملكة والعديد دول العالم وذلك نتيجة للصورة النمطية السائدة عن هذا النوع من التدريب لدى الطلاب وذويهم والعديد من قطاعات المجتمع. من ناحية أخرى، ترتبط تلك الصورة بافتقار الطلاب إلى دوافع الانخراط في مجالات التدريب التقني والمهني بشكل عام. وتجسّد المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني محور قطاع التدريب المهني في المملكة ، إذ تتخذ الإجراءات اللازمة لتحسين وإصلاح تلك المنظومة بشكل متكامل. ويتمثل أساس تلك الإصلاحات في توسعة نطاق أنظمة التدريب التقني والمهني وتوسيع خدماتها لتشمل أكثر من 250,000 طالب بحلول العام 2020، مقارنة بحوالي 110,000 طالب حالياً، وتحسين جودة النظام لتعزيز جاذبية التعليم والتدريب التقني والمهني واستقطاب المزيد من المواطنين السعوديين حرصاً على توفير أشخاص يتمتعون بالمهارات المناسبة لتلبية احتياجات سوق العمل. ومن اجل تحقيق تلك الأهداف بادرت المؤسسة إلى تأسيس كليات التميّز. استقطاب أفضل الكليات التقنية في العالم للاستفادة من خبراتها العريقة وأساليبها المتطورة ستبدأ الكليات الجديدة قريباً بتقديم البرامج التدريبية وفقا للمعايير الدولية في كبرى مدن المملكة، وتعمل حالياً على استقطاب أفضل الكليات التقنية في العالم للاستفادة من خبراتها العريقة وأساليبها المتطورة في التدريب . وبفضل الدمج بين أفضل الخبرات العالمية وتلبية احتياجات ومتطلبات جهات العمل والقطاعات المحلية في السعودية، فإن المتدربين سيحصلون على أعلى مستويات التدريب في مختلف التخصصات، ومنها إدارة الأعمال، والبيئة والكيمياء، والسيارات والانتاج والكهرباء، بالإضافة إلى تقنية المعلومات وغيرها من المجالات المهنية والتقنية الهامة. وتساهم كليات التميّز في ترسيخ العلاقات بينها وجهات العمل ، مما يضمن نجاح وترابط كافة الأطراف المعنية. وسيبدأ بمشيئة الله تعالى تقديم الطلاب للالتحاق بتلك الكليات العالمية في 12 من يونيو المقبل. وتحظى كليات التميز والمعايير العالمية التي تعمل من خلالها بدعم المقاييس السعودية للمهارات، وهي جهة تنظيمية جديدة للكليات والمعاهد التقنية والمهنية في المملكة. وتعقد الهيئة شراكة مع جهات التوظيف المحلية بهدف وضع معايير محددة للمهارات المرتبطة بالمهن والوظائف المطلوبة في المملكة العربية السعودية، لتعمل بعد ذلك على ضمان مستوى رفيع من الجودة والحرص على التزام جميع الكليات والمعاهد التقنية والمهنية في البلاد بمعايير محددة تتناسب مع أفضل الممارسات العالمية. ويضفي عمل المنظمة السعودية لمعايير المهارات قيمة عالية إلى الخريجين، إذ تمنحهم شهادات تبرز مهاراتهم ومستواهم المهاري. إن للتدريب أثر هائل على رخاء البلاد وحياة مواطنيها، ولا شك في أن وراء كل دولة متقدمة نظاماً تدريبياً راسخاً. وستعمل كليات التميّز على رفع المقاييس السائدة لتحقيق النجاح للمتدربين ولأصحاب العمل والمؤسسات التدريبية، ووضع المعايير الجديدة للتدريب التقني والمهني في المملكة العربية السعودية.