دخل"الحرس الوطني" أمس مرحلة جديدة ومهمة من مراحل التطوير والتجديد والتحديث الإداري في قطاعاته ووكالاته التي لم يتوقف عنها التطوير والعمل المؤسسي المنظم منذ بداياته وذلك بعد صدور الأمر الملكي الكريم بتحويله من "رئاسة" إلى "وزارة". وترجم هذا القرار مدى الرعاية والاهتمام والدعم من لدن القيادة الرشيدة لهذا الجهاز الحيوي منذ نشأته حتى أضحى اليوم مؤسسة حضارية عملاقة وقوة عسكرية متطورة، تقف مع باقي قطاعات ووزارات الدولة العسكرية والأمنية سداً منيعاً تجاه كل مايهدد وحده واستقرار الوطن بكل قوة وشموخ، وأصبح هذا الجهاز العريق الذي نشأ بفكرة لجمع شمل المجاهدين، واكتمل جيشاً ضارباً في قلب الصحراء، كياناً حضارياً وعسكرياً لايستهان به على مستوى المنطقة. وتعتبر"أفواج المجاهدين" النواة الأولى التي تشكل منها الحرس الوطني، فعلى الرغم من أن تشكيل قوة القتال الرئيسية في الحرس الوطني هي وحدات الأسلحة المشتركة الحديثة ممثلة في ألوية المشاة الآلية والوحدات المساندة لها، ظل الحرس الوطني مبقيا على أفواج المجاهدين بزيها وتسليحها ومهامها الخاصة بها وفاء للأجداد والآباء، والإبقاء على رمز جيل المجاهدين الذي وحد المملكة، وتم إحداث وكالة شؤون الأفواج بالحرس الوطني للإشراف على هذه الأفواج من الجوانب الوظيفية والتموينية والإنشائية والتعليمية والصحية والإرشادية ومع التطوير الذي شمل كافة قطاعات الحرس الوطني نتيجة لتوسع المهام وتطور ونمو الهيكل التنظيمي ونتيجة لزيادة أعداد أفواج الحرس الوطني تم احداث وكالة الشئون العسكرية لتتمكن من تأدية الخدمات الملائمة لمهام الأفواج بالإضافة إلى مهمات أخرى للوكالة. ولخادم الحرمين الشريفين حفظه الله فضل كبير بعد الله فيما تحقق لهذا الجهاز الهام من تطور ونجاح طوال تاريخه، حيث تمثل نهضة الحرس الوطني وتطوره صفحة مضيئة كتب سطورها الملك عبدالله بن عبدالعزيز وله الفضل بعد الله في تحديثه والوصول به إلى مصاف القوات العسكرية الحديثة ليصبح إحدى ركائز الأمن والاستقرار والرخاء في المملكة. وتعود قصة التطوير لهذا الجهاز الذي ينتقل اليوم إلى ثقافة وبيئة العمل الوزاري، تعود حينما استلم الملك عبدالله رئاسة الحرس الوطني عام 1382ه حيث بدت انطلاقة هذا الصرح العملاق من مجرد وحدات تقليدية إلى قوات عسكرية محترفة وحديثة وبقيادته حفظه الله انطلق الحرس نحو التطور في خطوات تطوي الأرض وتختصر الزمان، وليصبح في سنوات قلائل كياناً عسكرياً حديثاً متطورا، وقوة لها وزنها العسكري والحضاري، ليسهم في مسيرة النهضة الكبرى للوطن. وكانت فلسفته رعاه الله التي ظل يؤكدها في كلماته بأن الحرس الوطني مؤسسة حضارية متكاملة، ليست عسكرية وحسب، بل له دوره الفعال والمؤثر في جميع مجالات الأمن والتنمية والنهضة. وبعد تولي خادم الحرمين رئاسة الحرس وضع تصوره الشامل والنابع من قناعته بمستقبل الحرس الوطني كمؤسسة عسكرية وحضارية متكاملة وجاءت الخطط الطموحة، الطويلة منها والقصيرة، متوافقة مع فلسفته القيادية، حيث أعيد تشكيل الحرس الوطني العسكري ليصبح أكثر قدرة ومرونة على تحقيق تلك الطموحات. وفي عام 1387ه صدر أمر ملكي بتعيين الأمير بدر بن عبدالعزيز رحمه الله نائبا لرئيس الحرس الوطني ليصبح السند القوى لرئيس الحرس الوطني في تحمل أعباء التطوير والتحديث والدفع بالحرس الوطني في مسيرة العطاء وفي عام 1430ه صدر الأمر الملكي بتعيين الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائباً لرئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية بعد أن تولى العديد من المناصب خلال خدمته العسكرية ليتولى الاشراف المباشر على عملية التطوير والتحديث للحرس الوطني وليواصل تحقيق رؤية خادم الحرمين في أن يظل الحرس الوطني مؤسسة عسكرية وحضارية شامخة تسهم بكل نجاح في تعزيز مسيرة البناء والتنمية في وطننا الغالي، وفي 11/12/1431ه صدر أمر ملكي بتعيين سموه رئيساً للحرس الوطني بمرتبه وزير، ثم توج هذا الأمر يوم أمس بتحويل الرئاسة إلى وزارة وتعيين سموه وزيرا لها. وتنفيذا للاستراتيجية التي اعتمدها الحرس الوطني لتطوير وتحديث قواته لتكون قادرة على حماية الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره تم في عام 1394ه البدء في مشروع تطوير الحرس الوطني والتي حولت الحرس الوطني السعودي من أسلحة وتشكيلات تقليدية إلى وحدات عسكرية متطورة وفق أحدث النظريات العسكرية تنظيما وتسليحا وتدريبا، وبعد أن كان الحرس الوطني يقتصر على وحدات المشاة الخفيفة، أصبح يشتمل على ألوية المشاة الميكانيكية الحديثة التي تمتلك كافة القدرات القتالية. وامتدادا لتطوير القطاع العسكري بالحرس الوطني فقد تم إعادة تنظيم الجهاز العسكري بالحرس الوطني وأنشئت الهيئات العسكرية التي تتولى التخطيط والتنظيم والإشراف على وحدات الحرس الوطني القتالية، وصدر امر سام في العام 1400 ه بالموافقة على إنشاء (كلية الملك خالد العسكرية ) وافتتحت الكلية في 3/3/1403 ه لتخريج الضباط المؤهلين تأهيلاً جامعياً لينضموا إلى قوات الحرس الوطني المسلحة، وإعداد الضباط إعدادا علمياً وثقافياً يتناسب مع إعداده العسكري. وبينما يقوم الحرس الوطني في إطار مهمته العسكرية ببناء قواته المسلحة، ويعزز إمكاناته الدفاعية العسكرية تسليحا وتنظيما وتدريبا، فانه لم يغفل عن مهمته الثانية، وسارت المهمتان في خطين متوازيين تحقيقا للنظرة الحضارية الشاملة، في إطار العقيدة الصحيحة والشريعة الإسلامية الخالدة وفى هذا السبيل انطلق الحرس الوطني في برامج طموحة لتحقيق رسالة الحرس الوطني في المجالات الحضارية المختلفة كبرامج للإرشاد والتوجيه وبرامج للشئون الصحية وبرامج في الإسكان والمدن الجديدة وبرامج في الثقافة والتعليم وبرامج في التطوير الإداري وبرامج في الإعلام والثقافة وبرامج في النشاط الرياضي، بالاضافة الى المشاركات الاجتماعية في خدمة ضيوف الرحمن في الحج، وفي أسابيع النظافة وتحسين البيئة والتشجير، ومشاركات في المؤتمرات والمعارض الثقافية، وندوات التوعية وبرامجها، وفي احياء التراث المتمثلة في تبني المهرجان الوطني السنوي للتراث والثقافة، كما ينظم الحرس الوطني سنويا المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)بدعم ورعاية خادم الحرمين وسمو ولي عهده الأمين وأصبح المهرجان معلما كبيرا وملتقى عربياً وعالمياً للتراث والثقافة. الملك عبدالله يرعى تخريج دورات بالحرس الوطني سمو وزير الحرس يتفقد رجال الحرس في إحدى المناسبات متعب بن عبدالله يتفقد أحد ألوية الحرس