تمثل نهضة الحرس الوطني وتطوره صفحة مضيئة كتب سطورها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - من خلال رعايته وتطويره والوصول به إلى مصاف القوات العسكرية الحديثة ليصبح إحدى ركائز الأمن والاستقرار والرخاء في المملكة العربية السعودية. وبدأت انطلاقة الحرس الوطني حين تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - رئاستة عام 1382ه حيث تحول هذا الصرح العملاق من مجرد وحدات تقليدية إلى قوات عسكريه محترفه وحديثه انطلقت نحو التطور في خطوات تطوى الأرض وتختصر الزمان ليصبح في سنوات قلائل كياناً عسكرياً حديثاً متطوراُ، يتفق وأحلام الفارس في أن يكون الحرس الوطني قوة لها وزنها العسكري والحضاري، وليسهم في مسيرة النهضة الكبرى للمملكة العربية السعودية. وكانت تلك الخطوات الجبارة لبناء ذلك الصرح الشامل تستمد حماسها من فلسفة الفارس القائد التي ظل يؤكدها في كلماته بأن الحرس الوطني مؤسسة حضارية متكاملة، وأنه ليس عسكريا وحسب، أو مدنيا وحسب، بل له دوره الفعال والمؤثر في جميع مجالات الأمن والتنمية والنهضة. وقد أحدث تعيينه حفظه الله رئيسا للحرس الوطني نقلة حضارية جبارة في فلسفة ومنهج الحرس الوطني في التحديث والتطوير ووضع تصوره الشامل والنابع من قناعته بمستقبل الحرس الوطني كمؤسسة عسكريه وحضارية متكاملة. وجاءت الخطط الطموحة، الطويلة منها والقصيرة، متوافقة مع فلسفته القيادية، حيث أعيد تشكيل الحرس الوطني العسكري ليصبح أكثر قدرة ومرونة على تحقيق تلك الطموحات وذلك وفق أربعة مسارات الأول (توضيح الفكر الموجه للحرس الوطني والقائم على مبادئ العقيدة الإسلامية السمحة) والثاني (إعادة التنظيم الشامل المستمر عموديا وأفقيا) والثالث (بناء القوة العسكرية الحديثة) والرابع (تأكيد الدور الاجتماعي والحضاري للحرس الوطني). و في عام 1387ه 1967م صدر أمر ملكي بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز نائباٌ لرئيس الحرس الوطني وذلك ليصبح السند القوى لرئيس الحرس الوطني في تحمل أعباء التطوير والتحديث والدفع بالحرس الوطني في مسيرة العطاء حيث شملت الإنجازات كل المجالات والقطاعات فمن واقع المهمتين الرئيسيتين للحرس الوطني وهما المهمة العسكرية والمهمة الحضارية انطلق الحرس الوطني في بناء قوته العسكرية على أحدث النظم العسكرية في العالم والمسلحة بأحدث ما في تقنية العصر إلى جانب الأيمان القوى والعقيدة الراسخة، وتحقق بهذا الطموح العديد من المنجزات والمشاريع الحضارية العملاقة في كل المجالات. كما صدر في عام 1430 ه أمر الملكي بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائباً لرئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية بعد أن تولى سموه العديد من المناصب خلال خدمته العسكرية بالحرس الوطني ليتولى الأشراف المباشر على عملية التطوير والتحديث للحرس الوطني وليواصل تحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين في أن يظل الحرس الوطني مؤسسة عسكرية وحضارية شامخة تسهم بكل نجاح في تعزيز مسيرة البناء والتنمية في وطننا الغالي. وضمن الخطط التي تهدف الى دفع عملية التنظيم والتطوير بالحرس الوطني صدرت في عام 1430 ه الموافقة على تعيين معالي الأستاذ عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري نائباً لرئيس الحرس الوطني المساعد. وتعد أفواج المجاهدين النواة الأولى التي تشكل منها الحرس الوطني، فعلى الرغم من أن تشكيل قوة القتال الرئيسية في الحرس الوطني هي وحدات الأسلحة المشتركة الحديثة ممثله في ألوية المشاة والألوية الآلية والوحدات المساندة لها، ظل الحرس الوطني مبقيا على أفواج المجاهدين بزيها وتسليحها ومهامها الخاصة بها وفاء للأجداد والآباء، والإبقاء على رمز جيل المجاهدين الذي وحد المملكة. ومع التطوير الذي شمل كافة قطاعات الحرس الوطني نتيجة لتوسع المهام وتطور ونمو الهيكل التنظيمي ونتيجة لزيادة أعداد أفواج الحرس الوطني تم أحداث وكالة شؤون الأفواج بالحرس الوطني للأشراف على هذه الأفواج من الجوانب الوظيفية والتموينية والإنشائية والتعليمية والصحية والإرشادية. وتنفيذا لاستراتيجيه اعتمدها الحرس الوطني لتطوير وتحديث قواتة لتكون قادرة على حماية الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره تم في عام 1394ه البدء في مشروع تطوير الحرس الوطني والتي حولت الحرس الوطني السعودي من أسلحة وتشكيلات تقليدية إلى وحدات عسكرية متطورة وفق أحدث النظريات العسكرية تنظيما وتسليحا وتدريبا، وبعد أن كان الحرس الوطني يقتصر على وحدات المشاة الخفيفة، أصبح يشتمل على ألوية المشاة الميكانيكية الحديثة التي تمتلك كافة القدرات القتالية. وامتدادا لتطوير القطاع العسكري بالحرس الوطني فقد تم إعادة تنظيم الجهاز العسكري بالحرس الوطني وأنشئت الهيئات العسكرية التي تتولى التخطيط والتنظيم والإشراف على وحدات الحرس الوطني القتالية وحرص المسئولين في الحرس الوطني على تنفيذ برامج التدريب المختلفة سنوياً من اجل رفع كفاءة القوات والمحافظة على جاهزيتها والوقوف على مستوى وكفاءة أداء الوحدات في شكل متناغم وفي ظروف متشابهه لظروف الحرب الفعلية،حيث يقيم الحرس الوطني سنوياً العديد من التمارين الميدانية ضمن برامج التدريب السنوية. وضمن خطط تطوير قوات الحرس الوطني وتزويده بالأسلحة المتقدمة والمتطورة التي تلائم مهامه العسكرية فقد صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى لكافة القطاعات العسكرية مؤخراً بإدخال منظومة جديدة تعزز من قدراته وترفع من جاهزيته القتالية والتي تمثّلت بإدخال الطيران العمودي ضمن تشكيلات الحرس الوطني لتساهم في دعم قوته في حفظ الأمن والدفاع عن المكتسبات. كما تمت الموافقة على إنشاء منظومة الدفاع الجوي لقوات الحرس الوطني لتساهم في زيادة فاعلية وقوة وكفاءة قوات الحرس الوطني. وصدر الآمر السامي الكريم في 11/ 1/ 1400 بالموافقة على إنشاء (كلية الملك خالد العسكرية) وافتتحت في 3/ 3/ 1403 بهدف (تخريج الضباط المؤهلين تأهيلاً جامعياً لينضموا إلى قوات الحرس الوطني المسلحة،وعقد دورات لتأهيل الضباط الجامعيين،وإعداد الضباط إعدادا علمياً وثقافياً يتناسب مع إعداده العسكري،وخدمة البحث العلمي في المجال العسكري،إضافة للمساهمة في خدمة المجتمع عن طريق المشاركة في دراسة قضاياه ومشكلاته والإسهام في حلها). وتستغرق مدة الدراسة بالكلية ثلاث سنوات دراسية ستة فصول يحصل الطالب بعدها على درجة البكالوريوس في العلوم العسكرية بعد أن يتوفر لطلاب الكلية كل ما يعينهم على الاستذكار والأداء المتميز، فخصصت غرفة مستقلة لكل طالب، وزودتها بكل ما من شأنه أن يشعره بالراحة والاستقرار والخصوصية، هذا فضلاً عن كافة الامتيازات التي يحصل عليها الطالب أثناء فترة الدراسة. ولا تنقطع علاقة الكلية بطلابها بعد تخرجهم فيها حيث تفتح الكلية أبوابها وأقسامها لضباطها بعد التخرج للاستنارة والاستفادة بكل ما يستجد في العلم والفن العسكريين. واستكمالاً لرسالة الكلية في مجال التعليم والثقافة العسكرية حرصت قيادتها على إصدار مجلة عسكرية متخصصة تحمل أسم الكلية، وتهدف إلى نشر الفكر والمعرفة، كما أصدرت عدداً من الكتب العلمية المتخصصة في سلسلة متواصلة تنصب موضوعاتها على القضايا العسكرية والعلمية. كما انشأت مدارس الحرس الوطني لتطوير وإدارة وتوفير البرامج التعليمية لتدريب الضباط وضباط الصف وجنود الحرس الوطني وغيره من القطاعات الأخرى. وتجد المدارس كل الدعم والاهتمام والتطوير من المسئولين بالحرس الوطني حيث شهدت المدارس عبر تاريخها الطويل العديد من مراحل البناء والتطوير كان أخرها افتتاح مقرها الحديث في بداية هذا العام 1430ه تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشئون التنفيذية لتسهم هذه المنشاَت العسكرية في الحرس الوطني والذي سيوفر البيئة المناسبة لتقديم الكثير من البرامج التدريبية المتطورة. مراحل البناء والتطوير: المرحلة الأولى (التأسيس) بدأت مدارس الحرس الوطني عام 1375ه بمسمى مدارس التدريب، ثم أنشئت أول مدرسة عسكرية عام 1376ه وفي عام 1384ه أطلق عليها مدارس الحرس الوطني العسكرية لتخريج الضباط وكانت النواة الأولى لضباط الحرس الوطني في تاريخ 15/ 11/ 1388ه كانت مدارس الحرس الوطني العسكرية والفنية في هذه المرحلة تلبى احتياجات الحرس الوطني من خلال الأقسام التالية: جناح المشاة، وجناح الصواريخ، وجناح المرشحين، وجناح السياقة، وجناح الصيانة، وجناح الميكانيكا، وجناح الموسيقى، وامتدت هذه المرحلة إلى عام (1392ه). المرحلة الثانية (التطوير) دأب الحرس الوطني بقياداته الحكيمة على التطوير المستمر تمشياً مع معطيات العصر، ففي هذه المرحلة انتقلت مدارس الحرس الوطني العسكرية والفنية إلى موقعها الجديد في خشم العان وتم افتتاحها تحت رعاية جلالة الملك فيصل (يرحمه الله) سنة 1393ه استعداداً لتوسعة أشمل في النوعية والكمية من خلال تعديل الأجنحة السابقة إلى مدارس تدريب مثل: المدرسة العسكرية لتخريج الضباط ومدرسة تحفيظ القرآن الكريم ومدرسة الصيانة. كما كان لتوقيع اتفاقية تطوير الحرس الوطني مع إحدى الشركات العالمية في عام 1394ه نقلة نوعية في تطوير الحرس الوطني حيث أصبح لمدارس الحرس الوطني العسكرية أهداف أشمل وواجبات أوسع تلخصت في (تطوير وإدارة وتوفير البرامج التعليمية وتدريب منسوبي الحرس الوطني،وتطوير مناهج التدريب وتوفير الإسناد لذلك،وتطوير وتقويم المذهب العسكري للحرس الوطني،وإسناد التدريب الجماعي)،حيث تستطيع المدارس العسكرية أن تحقق هذه الأهداف وتنجز هذه الواجبات من خلال الهيكل التنظيمي المتناسق الذي يشتمل على (قيادة المدارس) وتوجد في أعلى التنظيم الهرمي للمدارس وتقع على عاتقها مسئوليات جسيمة لإدارة وتوجيه أقسامها المختلفة، متبعة أفضل النظم وأحدثها من خلال الأقسام الفرعية في تلك القيادة، مثل (الإدارة، والشؤون المالية والإدارية، والتقويم والمتابعة) وهي تسعى جاهدة في تنفيذ سياسات وتوجيهات القيادة الأعلى التدريبية، والتوصية بالخطط الجديدة التي تخدم مصلحة الحرس الوطني فيما يخص الرسالة التعليمية. وتعد مديرية التدريب القاعدة الأساسية والركيزة الفعلية التي يستند عليها التدريب في مدارس الحرس الوطني العسكرية،فهي المعنية مباشرة بالتدريب، تخطيطاّ ومتابعة وإشرافا، وهي معنية بتقديم المشورة لقائد مدارس الحرس الوطني العسكرية في جميع ما يختص بالتدريب. ويعكس إنشاء مدرسة تحفيظ القرآن الكريم وعلومه مع بداية إنشاء مدارس الحرس الوطني العسكرية الاهتمام الذي توليه هذه البلاد لغرس العقيدة الإسلامية في نفس الجندي. كما تعنى مدرسة المشاة على تدريب وتأهيل ضباط وافراد الحرس الوطني على الأسلحة المتنوعة والفعالة وتأهيلهم على جميع الأسلحة وعلى أنواع العمليات القتالية ومبادئ القيادة وتخطيط الأركان والتخصصات العسكرية المختلفة بل إنها تقوم بإرسال الفرق التدريبية إلى وحدات الحرس الوطني لعقد الدورات الإنعاشية عند الحاجة. وتختص مدرسة خدمات إسناد القتال بتدريب التخصصات الفنية والتموينية التي تسند عمليات القتال في الميدان كما أنها تسهم في إرسال فرق تدريبية متخصصة لعقد دورات إنعاشية للوحدات متى ما تطلب الأمر لذلك. في حين تقوم مدرسة التربية الرياضية بتنمية القدرات الرياضة لدى ضباط وأفراد الحرس الوطني وإكسابهم اللياقة البدنية اللازمة والمهارات الرياضية التي تعينهم على أداء وإنجاز مهامهم وواجباتهم العسكرية في السلم والحرب وتقوم مدرسة التربية الرياضية بأداء مهامها من خلال عقد الدورات الرياضية للضباط وضباط الصف وتوفير برامج اللياقة البدنية والإشراف عليها وإعداد المراجع والمذكرات التعليمية للدورات. وبدأت الدراسة في مدرسة اللغة الإنجليزية في شهر ربيع الثاني عام 1395ه وتقوم بتأهيل ضباط وأفراد الحرس الوطني وتعليمهم اللغة الإنجليزية مما يؤهلهم للابتعاث إلى خارج المملكة للحصول على المعارف والخبرات التي تساهم في تطوير الحرس الوطني وتقدمه وتساعد الضباط والأفراد على تشغيل وإدارة معداتهم التي تحتاج على الإلمام باللغة الانجليزية. وتوفر مدرسة الموسيقى التخطيط والإشراف الفني والتدريب في دورات تخصصيه موسيقية وتقدم الإسناد للفرق الموسيقية التابعة للحرس الوطني وتقوم بالأعمال الموسيقية أثناء الاحتفالات والمناسبات الوطنية فهي تشارك في الأنشطة الرياضية لرعاية الشباب المحلية والدولية وتشارك في اختتام الأنشطة الرياضية لوحدات الحرس الوطني وفي المهرجان الوطني للتراث والثقافة وفي احتفالات سباق الفروسية وكذلك احتفالات التخرج بكلية الملك خالد العسكرية. كتيبة الطلبة: هي إحدى إدارات مدارس الحرس الوطني العسكرية الهامة التي تقوم بجميع الإجراءات الإدارية المتعلقة بالدورات وطلابها حيث تقوم سرايا الكتيبة المتعددة بإجراءات الاستقبال وتطبيق سياسة القبول ومتابعة الطالب إداريا حتى يتم تخريجه من مدارس الحرس الوطني العسكرية. كما تقوم مديرية الإمداد والتموين بإسناد مرافق ومدارس الحرس الوطني بالإمدادات والتموينات اللازمة للقيام بمهامها وواجباتها التدريبية والتعليمية وذلك من خلال توفير معدات التدريب والتموين والعهد والذخيرة وكذلك توفير الصيانة والنقل. وتقوم مدرسة إسناد القتال بالتدريب على المهارات العسكرية والتعبوية وتأهيل ضباط وضباط صف وجنود الحرس الوطني على الإسناد الناري والاتصالات والهندسة والدفاع الكيماوي، كما تختص مدرسة الأمن الداخلي والقوات الخاصة بتدريب الضباط وضباط الصف على أعمال الشرطة العسكرية والاستخبارات والأمن الداخلي والمتفجرات والقوات الخاصة. ولم يغفل الحرس الوطني مهمته الحضارية إلى جانب مهمته العسكرية، وسارت المهمتان في خطين متوازيين تحقيقا للنظرة الحضارية الشاملة، في إطار العقيدة الصحيحة والشريعة الإسلامية الخالدة. وفى هذا السبيل أنطلق الحرس الوطني في برامج طموحة لتحقيق رسالة الحرس الوطني في المجالات الحضارية المختلفة (برامج للإرشاد والتوجيه، برامج للشئون الصحية،برامج في الإسكان والمدن الجديدة،برامج في التطوير الإداري،برامج في الإعلام والثقافة، برامج في النشاط الرياضي)،إلى جانب برامج مشاركات اجتماعية في خدمة ضيوف الرحمن في الحج، وفي أسابيع النظافة وتحسين البيئة والتشجير، ومشاركات في المؤتمرات والمعارض الثقافية، وندوات التوعية وبرامجها، وفى أحياء التراث المتمثلة في تبنى المهرجان الوطني السنوي للتراث والثقافة. وفي المجال الصحي وصلت الخدمات الطبية والرعاية الصحية في الحرس الوطني إلى أعلى مستوياتها،حيث شهد هذا العام 1431ه العديد من المنجزات والمشاريع المساندة وفق تخطيط دقيق ومدروس لتطوير الخدمات الطبية، وتأتى مشاريع تحديث المدن الطبية بالحرس الوطني كأحد أبراز المنجزات العملاقة. كما تمثل جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية بالحرس الوطني أول جامعة متخصصة في العلوم الصحية بالمملكة التي تسهم في توفير الكفاءات الطبية المتميزة، كما شمل الاهتمام بالرعاية الصحية التركيز على القاعدة الأساسية وهي العناية بالصحة الوقائية، وصحة البيئة والمجتمع، والعناية الطبية العالية المتقدمة المتمثلة في المستشفيات الكبيرة المتخصصة التي أصبحت مدناً طبية تتوسع باستمرار وتحظى مشاريعها بمتابعة قادة الحرس الوطني وحرصهم على تقديم أفضل الخدمات الطبية لمنسوبي الحرس الوطني والمواطنين... وكانت البداية عبارة عن ما يسمى (طبيب الحرس الوطني) حيث يتواجد هذا الطبيب في كل منطقة من المناطق التي يتواجد فيها قوات الحرس الوطني، كانت بداية هذا الطبيب عام 1374ه وفي عام 1380ه أنشئ مستوصف الشميسي بالرياض بطبيب واحد، وفي عام 1388ه أنشئت مجموعة من العيادات الطبية بأقسامها المختلفة في مناطق تواجد قوات الحرس الوطني وفي عام 1391ه أنشأت الإدارة العامة للخدمات الطبية بالحرس الوطني وعممت المستوصفات الطبية في مناطق المملكة وبدأ الحرس الوطني يعمل على نشر عيادات الرعاية الصحية الأولية بين منسوبي الحرس الوطني، وبعدها أخذت هذه العيادات بالتطور إلى مفهوم العيادات الشاملة ومنها على سبيل المثال العيادات الطبية في الشميسي والعيادات الطبية في خشم العان والعيادات الطبية في العليا والتي تعمل على مدار الساعة بأقسامها المتعددة وفي عام 1395ه اعتمد رئيس الحرس الوطني خطه إستراتيجية لإنشاء مستشفيات متخصصة تلبي احتياجات منسوبي الحرس الوطني الصحية حيث تم في 16/ 6/ 1396ه إبرام عقد مع اتحاد شركات لتقديم نظام صحي متكامل يلبي احتياجات الحرس الوطني حيث شمل العقد سبعة مهام رئيسة منها إنشاء مستشفيين من الدرجة الممتازة ومدينتين طبيتين متكاملتين تعملان الآن بشكل متكامل. وفي 25/ 11/ 1402ه افتتح مستشفى الملك خالد في مدينة جده بطاقة استيعابية (354) سريراً، وفي 19/ 8/ 1403ه افتتح مستشفى الملك فهد للحرس الوطني بالرياض بطاقة استيعابية (510) سريراً، وفي عام 1420 افتتح مستشفى الملك عبد العزيز في الإحساء. كما تم مؤخراً وضع حجر الأساس لأحد الصروح العملاقة والمتمثّل بجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية بالشؤون الصحية للحرس الوطني بالرياض والتي تعد احد الصروح العلمية المتقدمة. ونتيجة لإيمان القيادة بأن الإنسان هو أغلى وأثمن ثروة في بلادنا وهو الذي تقام من أجله المشروعات العملاقة فإن الحرس الوطني انطلق في بناء مشروعات الإسكان لمنسوبيه، فأنشئت المدن السكنية العملاقة في مناطق المملكة المختلفة. وفي هذا الإطار نفّذ الحرس الوطني ست مدن سكنية، بلغ عدد وحداتها أكثر من 12539 فيلا، في كل من: الرياض، وجدة والإحساء والدماموالطائف، وقد تم تزويد المدن السكنية بعشرات المباني المكمّلة من مساجد، ومدارس ومستوصفان، وملاعب، وميادين للخدمات، وأسواق مركزية، ومراكز رياض للأطفال، ومكتبات عامة، وأندية ترفيهية، واجتماعية، ومحطات إطفاء، ودورات مياه عامة. وقد توزعت هذه المشاريع في مدن إسكانية في كل من الرياض، جده، الطائف، الدمام، والإحساء على النحو التالي (أسكان الحرس الوطني بحشم العان بالرياض ويضم 5111 فله سكنية للضباط وكبار الضباط والجنود، أسكان الحرس الوطني بجده ويضم 1227 فله و22 مبنى عام،إسكان الطائف ويضم 1227 فله و39 مبنى عام،إسكان الدمام ويضم 1227 فله و24 مبنى عام،إسكان الإحساء ويضم 2496 فله و41 مبنى عام،إسكان ديراب بالرياض ويضم 1250 فله و36 مبنى عام،إسكان كلية الملك خالد العسكرية ويضم 417فيلا و60 شقه و12 مبنى عام). ولسد احتياجات منسوبي الحرس الوطني مستقبلاً في مجال الإسكان فقد صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى لكافة القطاعات العسكرية بإنشاء (17000) وحدة سكنية لمنسوبي الحرس الوطني لتساهم في إستقرار ورفاهية منسوبي الحرس الوطني،حيث ساهمت هذه المدن السكنية العملاقة وما وفرته من تجهيزات متكاملة في عملية التحضر وتنمية المجتمع السعودي، وفى رخائه وتطوره. ويعد مجمع رئاسة الحرس الوطني بالرياض احد الصروح المتميزة التي نفذها الحرس الوطني ويقع المجمع على مساحة 77000 متر مربع ويتسع لحوالي 3500 موظف، الى جانب العديد من المباني الإدارية المساندة مثل مباني مطابع الحرس الوطني، هيئة الطيران، مركز المعلومات، مبنى مجلة الحرس الوطني والمهرجان الوطني للتراث والثقافة وغيرها من المباني الإدارية، كما نفذ الحرس الوطني مباني إدارية متميزة لقيادات الحرس الوطني في القطاع الغربي والقطاع الشرقي لتساهم في تطوير العمل بين قطاعات الحرس الوطني. وتعد وكالة الحرس الوطني للشئون الفنية الجهة المسئولة عن تنفيذ المنشآت الخاصة بقطاعات الحرس الوطني في المملكة حيث تعمل على الإشراف على مشاريع الحرس الوطني وعلى أعمال الصيانة والتشغيل وكافة النواحي الفنية في كافة قطاعات الحرس الوطني. ويعمل جهاز الإرشاد والتوجيه على رفع الروح المعنوية وتقوية ولاء منسوبي الحرس الوطني لدينهم وعقيدتهم ومحاربة الأفكار الهدامة والعناية ببيوت الله داخل المدن السكنية والمعسكرات والوحدات، وتقديم المشورة الشرعية للجهات العليا والمشاركة في جميع المناسبات الدينية كالحج وغيره التعاون وتقديم المشورة مع الجهات الحكومية الأخرى العسكرية والأمنية المختلفة. ويقوم الجهاز بتنظيم المحاضرات وعقد الندوات من قبل علماء ودعاة معروفين بسلامة منهجهم وإخلاصهم ونشر الكتب والرسائل النافعة وتوزيعها وكذلك العناية بالوسائل السمعية والبصرية والإشراف على المكتبات وعلى حلقات تحفيظ القرآن الكريم وعقد الدورات التدريبية لمنسوبي الحرس الوطني وتنظيم المسابقات الدينية والقرآنية والثقافية وإصدار نشره شهريه تعنى بالجوانب التوجيهية والإرشادية. كما تقوم الإدارة العامة للعلاقات والمراسم بالحرس الوطني بتنفيذ مهام وواجبات العلاقات العامة وتترجم أهداف ونشاطات الحرس الوطني وتنقل الدور القيادي والمميز الذي يقوم به الحرس الوطني في كافة المجالات العسكرية والحضارية. وقد كانت بدايات العلاقات العامة بالحرس الوطني في عام 1388 ه بصوره متواضعة وبإمكانات قليلة ولم يمض وقت طويل حتى بدأت الإدارة بأعداد برنامج الحرس الوطني الإذاعي وذلك في عام 1389ه ضمن برنامج القوات المسلحة باسم ركن الحرس الوطني، إلى أن اصبح البرنامج أحد البرامج الثابتة في خارطة برامج الإذاعة السعودية وأصبح يساهم في نقل الصورة الحضارية عن الحرس الوطني كما يساهم في تعريف منسوبي الحرس الوطني والمستمعين بما يضطلع به الحرس الوطني من مهام وواجبات وما يقوم به من جهود ومهمات عسكرية وحضارية. وقد واكبت الإدارة العامة العلاقات والمراسم بالحرس الوطني التطور الذي شمل كل قطاعات الحرس الوطني حيث تضم الإدارة في هيكلها الإداري نخبه من الشباب السعودي المؤهل المتخصص كما تشمل تجهيزات الإدارة المعامل التلفزيونية والإذاعية واستوديوهات التسجيل الإذاعية والتلفزيونية والمكتبات المنتشرة في المدن السكنية وتطبق الإدارة العامة العلاقات العامة المفاهيم الإعلامية الحديثة والمناسبة وذلك بواسطة تنفيذ البرامج والخطط المبنية على الدراسات والبحوث الخاصة بفن العلاقات العامة بما يتناسب مع بيئتنا وطبيعة جهاز الحرس الوطني ووضعت الإدارة العامة العلاقات والمراسم في خططها وبرامجها إستراتيجية تهدف لمواكبة الإعلامية لكل إنجازات الحرس الوطني وتطوره ونقلها إلى المواطن والمقيم عبر وسائل الإعلام المختلفة بشكل مدروس وواع،وترسيخ مفاهيم صحيحة لدى المواطنين وجميع فئات الجمهور الخارجي عن الحرس الوطني يهدف خلق صورة واضحة عن الحرس الوطني ومنجزاته المتعددة في شتى المجالات الحضارية والعسكرية،والتوجيه المعنوي داخل الوحدات وخلق عنصر الثقة بالنفس وبالجهاز الذي يتشرف أفراده بالانتساب إليه،وتطوير الإدارة بشرياً وإداريا وفنياً لكي تكون قادرة على مواكبة تطور الحرس الوطني،وتقوم الإدارة بإنتاج البرامج التلفزيونية والإذاعية في معاملها الخاصة وبأيدي منسوبيها من الشباب السعودي المؤهل بشكل احترافي متميز كما يمثل موقع الحرس الوطني على شبكة الانترنت أداة للتواصل بين الحرس الوطني وجمهوره الخارجي والداخلي. وفي عام 1390 ه صدرت الموافقة السامية على إصدار مجلة الحرس الوطني بحيث تكون مجلة عسكرية ثقافية وقد قامت إدارة العلاقات العامة بإصدار المجلة بالبداية بصوره فصليه في عام 1400ه ثم صدورها شهريا كواحدة من أهم المطبوعات المتخصصة في العالم العربي. وينظم الحرس الوطني سنويا المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) بدعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولى عهده الأمين وسمو النائب الثاني حيث عقدت الدورة الأولى للمهرجان الوطني للتراث والثقافة عام 1405ه / 1985وقد أصبح المهرجان معلما كبيرا وملتقى عربياً وعالمياً للتراث والثقافة. كما تهتم نشاطات المهرجان المختلفة بالمحافظة على التراث وإحيائه ومن ذلك تنظيم سباق الهجن السنوي الكبير والذي بدأ عام 1395 على ارض الجنادرية وكان البداية لمشروع المهرجان الوطني للتراث والثقافة. وتنوع المشاركات التراثية والثقافية في المهرجان حيث تشارك إمارات المناطق في عرض نماذج لنشاطات المناطق وحرفها المتعددة على أرض القرية التراثية في الجنادرية، وقد عمدت عدد من مناطق المملكة ببناء مقرات لها في قرية الجنادرية تمثل الأنماط العمرانية المختلفة في المملكة بحيث تحولت الجنادرية إلى متحف حي للتراث العمراني في البلاد سيسهم في الإبقاء على هذه النماذج. كما يشكل النشاط الثقافي أحد أهم فعاليات المهرجان بمشاركة العديد من الأدباء والمفكرين من داخل المملكة وخارجها وأصبح هذا النشاط يمثل منبراً صادقاً للحوار الهادف وللمعرفة النيرة. ومن نشاطات المهرجان الثقافية مسابقة القرآن الكريم، معرض الكتاب، الفنون التشكيلية، النشاط المسرحي، إلى جانب النشاط النسائي التراثي والثقافي الذي يواكب فعاليات المهرجان كل عام. هذا هو الحرس الوطني السعودي، المؤسسة الحضارية العملاقة والقوة العسكرية المتجددة، يقف شاهداً حياً على قوة وشموخ ذلك الكيان الكبير المملكة العربية السعودية التي حققت في زمن وجيز تحت ظل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين إنجازات عظيمة. بدأ فكرة لجمع شمل المجاهدين، واكتمل جيشاً ضارباً في قلب الصحراء، وكياناً حضارياً وعسكرياً يحمى ولا يهدد، يصون ولا يبدد، ويحمل مشعل القوة والحضارة والمدينة والأصالة، والتراث.