ذكر الموقع الأمني الإسرائيلي "تيك ديبكا" في تقرير وصفه بالخاص والحصري أن وزير الخارجية الأميركي يخطط لخطوة دراماتيكية تتضمن فتح مفاوضات على مسارين، الأول بين إسرائيل والفسلطينيين، والثاني وللمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي سيكون بين إسرائيل والجامعة العربية وذلك بالتزامن من المسار الأول. وأكد الموقع الأمني الإسرائيلي أن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أعطيا موافقتهما على صيغة المفاوضات هذه، رغم عدم تحديد موعد انطلاقها حتى الآن، إلا أن مصادر الموقع رجحت أن تنطلق الصيف المقبل بسبب حرص كيري الشديد على المضي قدماً في خطته. وأضافت مصادر الموقع أن نتنياهو أبلغ وزير الخارجية الاميركي أنه لا يعارض أن تتضمن المفاوضات المباشرة مع الجامعة العربية مناقشة مبادرة السلام العربية المطروحة منذ العام 2002 بشرط عدم تضمنها انسحاباً إسرائيلياً الى حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967، وإلا فانه سيرفضها بشكل قاطع في أول جلسة تفاوضية. من جهته أوضح محمود عباس لكيري - طبقاً للموقع - أنه غير مستعد للدخول في مفاوضات مباشرة مع حكومة نتنياهو في حال عدم حصوله على دعم واضح من جميع الدول العربية. وقال "تيك ديبكا" أن هذين الموقفين كانا وراء دعوة جون كيري لأعضاء اللجنة العربية لمتابعة مبادرة السلام في بلير هاوس، وذلك ليشرح لهم بأن نتنياهو لن يحضر لطاولة المفاوضات ما لم يوافقوا على ادخال تعديلات على مبادرة السلام العربية. ويبدو أن كيري نجح في اقناع الوزارء أعضاء لجنة الجامعة العربية بقبول الصيغة التي طرحها الرئيس باراك أوباما والتي تقضي بعودة اسرائيل إلى حدود 1967 مقابل تبادل لأراضٍ يتم الاتفاق عليها. وقال نتنياهو -طبقاً للموقع- لكيري أنه اذا نجح في اقناع الجامعة العربية بقبول هذه الصيغة فستكون هذه خطوة كبيرة تشجع على المضي نحو الدخول في مفاوضات مباشرة مع الجامعة العربية. ويُعتبر اعلان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني قبول الجامعة العربية لهذه الصيغة الاثنين الماضي أول خطوة عملية في المفاوضات السياسية المباشرة بينها وبين إسرائيل. وعليه يستعد جون كيري الآن للتوجه الى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لإبلاغه بحصوله على الدعم العربي الذي طلبه كشرط للدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل تسير بالتزامن مع المفاوضات التي تجريها الجامعة العربية. ورغم التفاؤل الكبير الذي ساد في واشنطن يدرك جون بايدن، الذي سيدير هذه المفاوضات بنفسه دون مساعدين أو خبراء شرق أوسطيين، أن أمامه عملاً كثيراً حتى موعد انطلاق المفاوضات العربية والفلسطينية مع إسرائيل.