بدأت قوات الامن العراقية الجمعة الدخول الى ناحية سليمان بيك في محافظة صلاح الدين بعد خروج المسلحين منها اثر وساطة بين الجانبين، في حين تواصلت الهجمات ضد قوات الامن في انحاء عدة من البلاد. وقال قائمقام قضاء الطوز شلال عبدول بابان ان "قوات الامن العراقية بدأت الدخول تدريجيا الى ناحية سليمان بيك" (150 كلم شمال بغداد) التي سيطر عليها مسلحون الاربعاء قبل ان يغادروها فجر الخميس. واضاف ان "انسحاب المسلحين جاء بجهود العشائر ومحافظ صلاح الدين (احمد عبدالله عبد) الذين تمكنوا من اخماد الفتنة". واشار المسؤول العراقي الى احتمال وجود سيارات ومنازل مفخخة في المنطقة "لذا يستدعي هذا الامر جهداً عسكرياً خاصاً قبل الانتشار في الناحية" الواقعة على طريق رئيسي بين بغداد واقليم كردستان. واكد احمد عزيز نائب رئيس المجلس البلدي لناحية سليمان بيك في تصريح لفرانس برس ان "المسلحين انسحبوا من ناحية سليمان بيك صباح اليوم بعد التوصل لاتفاق بين العشائر والحكومة المحلية". وكان الجيش العراقي امهل المجموعات المسلحة التي سيطرت على الناحية بعد معارك عنيفة 48 ساعة قبل بدء "تطهير" المنطقة. واعلن عبدول عن اصابة ستة اشخاص بجروح اثر قيام مروحية تابعة للجيش فجر امس باطلاق نار على منزل اشتبه بوجود مسلحين على سطحه داخل سليمان بيك. في هذا الوقت، تواصلت الهجمات ضد قوات الامن في انحاء عدة من البلاد، في اطار موجة العنف التي اندلعت عقب مقتل 50 مدنياً وثلاثة عسكريين خلال اقتحام ساحة اعتصام مناهض لرئيس الوزراء في الحويجة (150 كلم شمال بغداد) الثلاثاء. وقتل ثلاثة من عناصر الشرطة الاتحادية واصيب ثمانية اخرون بجروح في اشتباكات مع مسلحين في الفلوجة غرب بغداد مساء الخميس، بحسب ما افادت مصادر امنية وطبية. وقال المقدم في شرطة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) ياسر حميد الجميلي لوكالة فرانس برس الجمعة ان "ثلاثة من عناصر الشرطة الاتحادية قتلوا واصيب ستة آخرون بجروح جراء اشتباكات وقعت ليل امس". واوضح ان "المسلحين من ابناء العشائر سيطروا ليلة امس (الخميس) على ثلاث نقاط تفتيش على الاطراف الخارجية في غرب وشرق وجنوب الفلوجة بعد ان فر عناصر الشرطة الاتحادية منها". وتابع ان المسلحين "اعادوا تسليمها الى الشرطة المحلية التي قامت بدورها باعادتها صباح الجمعة الى الشرطة الاتحادية". واكد الطبيب عاصم الحمداني في مستشفى الفلوجة تلقي جثث ثلاثة من عناصر الشرطة الاتحادية. كما قتل جندي واصيب اثنان من الشرطة في هجوم مسلح على نقطة تفتيش مشتركة في قرية الشيخ حمد في الشرقاط (290 كلم شمال غرب بغداد). واصيب ايضا ثلاثة من الشرطة في هجوم استهدف نقطة تفتيش عند المدخل الشرقي لتكريت (160 كلم شمال بغداد)، قبل ان يصاب خمسة اخرون بانفجار عبوة في المكان ذاته، وفقا لمصادر امنية وطبية. وفي سامراء (110 لكم شمال بغداد) قتل مدني واصيب اثنان بجروح في هجوم على نقطة تفتيش للشرطة، مساء الخميس ايضا. والجمعة اعلن ضابط رفيع المستوى في الجيش العراقي عن مقتل سبعة مسلحين في ثلاث هجمات استهدفت فجرا مناطق متفرقة الى الجنوب من مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد). من ناحية اخرى استهدفت سلسلة هجمات اربعة مساجد سنية في بغداد الجمعة ما ادى الى مقتل اربعة اشخاص على الاقل واصابة 50 بجروح، بحسب ما افادت مصادر امنية وطبية وكالة فرانس برس. وقال مصدر في وزارة الداخلية ان "اربعة مصلين قتلوا واصيب 36 بجروح بانفجار عبوة ناسفة داخل جامع الكبيسي في منطقة الشرطة الرابعة في غرب بغداد". واضاف مصدر وزارة الداخلية ان "ستة مصلين اصيبوا بجروح بانفجار عبوة ناسفة عند جامع الشهيد يوسف في منطقة الشعب في شمال شرق بغداد"، كما اصيب خمسة اشخاص لدى خروج المصلين من جامع مالك الاشتر في المنطقة ذاتها. كما اعلن المصدر عن اصابة ثلاثة مصلين بانفجار عبوة ناسفة عند جامع الرزاق في ناحية الراشدية الواقعة الى الشمال الشرقي من بغداد. وجاءت هذه الهجمات في وقت كان المتوقع ان تخرج تظاهرات مناهضة لرئيس الوزراء من هذه المساجد على خلفية عملية اقتحام اعتصام سني معارض في الحويجة (55 كلم غرب كركوك) يوم الثلاثاء قتل فيه 50 متظاهرا.