احتشد عشرات الآلاف من العراقيين في ساحات الاعتصام بالعديد من المدن في جمعة «حرق المطالب» وطالبوا بمحاكمة رئيس الوزراء نوري المالكي، في وقت قتل فيه أربعة أشخاص على الأقل في انفجار عبوة ناسفة أمام مسجد الكبيسي جنوب شرق بغداد، وفي هذه الأثناء دخلت قوات الجيش ناحية سليمان بيك في محافظة صلاح الدين شمال بغداد، بعدما انسحب منها مسلحون سيطروا على المنطقة أمس، ولبى عشرات الآلاف دعوات لهيئات دينية وتجمعات عشائرية وشبابية لأداء صلاة جمعة موحدة في ساحات الاعتصام تحت شعار «حرق المطالب» في مدن الرمادي والفلوجة بمحافظة الأنبار وسامراء بصلاح الدين وجلولاء، وطالب خطيب الجمعة في الرمادي بمحاكمة المالكي بصفته القائد العام للقوات المسلحة التي اقتحمت ساحة اعتصام الحويجة. كما جدد المحتجون مهلة 48 ساعة لخروج قوات الأمن من المدن بعدما لاحظوا خروجهم من ساحات الاعتصام، واستنكر خطيب الجمعة ما سماها مجزرة الحويجة، وطالب بتقديم المسؤولين عنها للقضاء ابتداء من المالكي وانتهاء بالضباط الميدانيين والجنود الذين اقتحموا ساحة اعتصام الحويجة، ودعا خطيب الجمعة العشائر في المحافظات إلى تشكيل حشد عسكري للدفاع عن مناطقهم في مواجهة ما سماها المليشيات الحكومية. كما دعا خطباء الاعتصام إلى توحيد مسلحي العشائر في جيش عشائري ينتزع حقوقهم حسب تعبيرهم. كما طلبوا من العشائر الجنوبية سحب أبنائهم من الجيش، وقالوا : «نحن لا نريد الصدام معهم»، مؤكدين إن معركتهم مع رئيس الوزراء وليست مع الجيش. من جهتها, بدأت قوات الأمن العراقية أمس الدخول إلى ناحية «سليمان بيك» في محافظة صلاح الدين بعد خروج المسلحين منها إثر وساطة بين الجانبين، حسبما أفاد مسؤول لوكالة «فرانس برس»، وقال قائم مقام قضاء الطوز، شلال عبدول بابان: إن «قوات الأمن العراقية بدأت الدخول تدريجياً ناحية «سليمان بيك» (150 كم شمال بغداد)، التي سيطر عليها مسلحون الأربعاء قبل أن يغادروها فجر أمس. إلى ذلك، فرض الجيش العراقي حظرا للتجوال في مختلف مدن الأنبار وترافق هذا مع استنفار أمني مكثف، وقال رئيس صحوة العراق الشيخ أحمد أبو ريشة : إن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي هو من أشعل الفتنة الطائفية، وطالب المالكي بتسليم قتلة أبناء الحويجة والفلوجة والموصل إلى القضاء العادل واستبدال القيادات العسكرية من خارج المحافظات بأخرى من أبنائها لثبوت تورطهم في الدم العراقي، وأكد رافع العيساوي، نائب رئيس الوزراء العراقي المستقيل من الحكومة العراقية، في حديث لبرنامج «نهاية الأسبوع» على قناة «العربية» إنه «لا حل لأزمة العراق إلا بعد استقالة رئيس الوزراء نوري المالكي»، وأضاف إنه على التحالف الوطني «تقديم مرشح بديل» للمالكي في رئاسة الوزراء، محذراً من أن سياسة المالكي وحكومته «تقود البلاد إلى الفتنة»، وتحدى أن يوجد مقطع فيديو واحد يثبت إطلاق نار من داخل ساحة الاعتصام، مشيرا إلى أن الخطاب الحكومي إزاء المجزرة التي حدثت في ساحة الحويجة، يتسم بالاضطراب، فهم يطلقون لفظ «الأبطال» على الجنود الذين قتلوا المعتصمين، ويسمون الضحايا «الشهداء». من ناحية ثانية استهدفت سلسلة هجمات 4 مساجد سنية في بغداد، أمس، ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص على الأقل وإصابة 50 بجروح، حسبما أفادت مصادر أمنية وطبية، وقالت المصادر : إن 4 عبوات ناسفة استهدفت المصلين في مساجد الكبيسي غرب بغداد، والشهيدين يوسف ومالك الأشتر، وكلاهما شمال شرق بغداد، والرزاق ناحية الراشدية شمال شرق بغداد. تحذير دولي من جهته, اعتبر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر في بيان أمس ان البلاد تقف عند مفترق طرق، وتتجه نحو المجهول ما لم تتخذ اجراءات «حاسمة وفورية» لوقف انتشار العنف، وقال كوبلر في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه : إن البلاد «تقف عند مفترق الطرق» و «تتجه نحو المجهول ما لم تتخذ اجراءات حاسمة وفورية وفعالة لوقف دوامة العنف من الانتشار بشكل أوسع».