الخزامى أحد النباتات العطرية الصحراوية التي تنبت في الجزيرة العربية ولها رائحة جذابة ولون جميل ويتألق هذا الجمال بعد هطول الأمطار ورغم منافسة الخزامى في الرائحة واللون لنباتات عطرية أخرى مثل الشيح والشمطري والنفل وغيرها إلا أن الخزامى اقترن اسمه بكل جميل يقول الشاعر فيصل الرياحي: الشمطري والخزامى والنفل من يعيش بدونها ما قيل عاش وغالباً ما تتجاور الخزامى مع نباتات أخرى عطرية خاصة في أوقات الوسم فتفوح تلك الروائح العطرية مختلطة ينقلها العبير إلى أرجاء المكان يزيده بهجة وجمالاً يقول محمد بن أحمد السديري: فيها الزهر ريحه كما فايح الطيب بأرض مساس للقطر مجرهده وللخزامى لون مميز يعرفه من يعشقون الصحراء ونباتاتها الجميلة حيث تتحرك الشجون ويحلو المسير بخطى بطيئة ونظرات إلى الأفق وإلى الأرض للتعرف إلى نبتها خاصة بعد هطول الأمطار عليها يقول الشاعر سلطان بن حمود: يا ما حلا شبة النار بالليل في ديرة رب البريه سقاها فيها خزامى من بعد دارج السيل ينعش فؤاد اللي مشفي شذاها ويوجد نبت الخزامى بكثرة في منطقة نجد وأجزاء من الشمالية فهو كثير نبته في المناطق المستوية المتسعة الأفق وعندما يلوح البرق في ظلام الليل إعلاناً لهطول الأمطار فإن ذلك يحرك أشجاناً ويفرح به كثير يقول الشاعر سلطان بن حمود البقمي: أنا أسهر وأعاف النوم ولا لاح لي براق خصوص البروق اللي تشوف مخايلها على أرض شجرها غطته خضرة الأوراق تشوف الخزامى والنفل في مسايلها ويشتاق هواة المناطق الصحراوية إلى شم رائحة النباتات العطرية التي تنبت في الأرض بعد هطول المطر فهي تشرح الصدر برائحتها الزكية وبعض منها يستخدم في تحضير العلاجات الطبية يقول الشاعر محمد بن أحمد السديري: متى تربع دارنا والمفالي وتخضر فياض عقب ماهي بيباس ونشوف فيها الديدحان متوالي مثل الرعاف بخصر مرقوق الالعاس ولتجانس الطبيعية جغرافياً وقطرياً ونباتياً مذاق خاص ورؤية عميقة في نفوس من يتلذذون بجمال الصحراء عندما تنجب الطبيعة الخلابة وتتكون بألوان زاهية بعد هطول المطر وكأنها لبست فستان الفرح في عرس الطبيعة عندما يأتي التكامل الطبيعي وتفوح روائح الصحراء العطرية بالخزامى والبختري هذا ما يود الشاعر ابن لعبون قوله في هذين البيتين: سقى غيث الحيا مزن تهامي على قبر بتلعات الحجاز يعط به البختري والخزامى وترتع في طفلات الجوازي ولجمال رائحة الخزامى والنباتات العطرية الأخرى فقد وصفها كثيرون في مواقع رائعة ووضعوها أحسن موضع بحيث طغت في وقتها على أجمل العطور المصنعة ويقول سليمان شريم: ريحه كما ريح النفل في شعيبه في مربع عله من الوسم تشعيب ممطور أمس وممسي ما وطى به واليوم شمس وفاح طيب على طيب وهذه إحدى بنات البادية تتذكر حياة البادية وتحسد بنات البدو بعد أن فارقت حياة البداوة وما يحدث فيها من مجريات جميلة لها وقع في النفس وذكريات لا تمحى: هني بنات البدو يرعن أبقفره ريح الخزامى والنفل في غبوتها