من شيم العرب حب الشموخ والاعتزاز بالنفس دون كبرياء ولا غرور ، وعشق الطموح كما تعشق الصقور قمم الجبال والتحليق في السماء .. في الحب أيضاً يسمو كرام العرب إلى حب (التي تسوى) ولا يسلمون قلوبهم الا لمن تستحقها مهما كلفهم ذلك .. وكما في الكفاح نحو المجد هنالك كفاح في حب الكريمات الأصائل، الجميلات خلقة وأخلاقاً، يبذلون في حبها النفس والنفيس .. وقد اختصر الامير الفارس (أبو فراس الحمداني) هذا الشموخ العربي في بيت واحد : يامدور الهين ترى الكايد أحلى.. اسأل مغنّي كايدات الطروق تهون علينا في المعالي نفوسنا .. ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر تهون علينا في المعالي نفوسنا ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر ولنزار قباني قصيدة رائعة في حب امرأة رفيعة المستوى، رقيقة المشاعر ، عفيفة القلب، ومنها نقتطف هذه الأبيات : أُريدُكِ أعرفُ أَنّي أُريدُ المُحاَلْ وأَنَّكِ فوق ادّعاءِ الخَيَالْ وفوقَ الحيازةِ ، فوقَ النَوَالْ وأطيبُ ما في الطُيُوبِ وأجْمَلُ ما في الجمالْ أُريدُكِ أعرفُ أَنَّكِ ، لا شيءَ غيرُ احتمالْ وغيرُ افتراضٍ وغيرُ سؤالٍ ، ينادي سؤالْ ووعدٍ ببال العناقيدِ بالِ الدَوَالْ أُريدُكِ أَرُومْ ودونَ هوانا تقومْ تخومْ طِوالٌ .. طِوالٌ كلونِ المُحَالْ كَرَجْع المواويلِ بين الجبالْ ولكنْ .. على الرغم مما هُوَ وأُسطورةِ الجَاهِ والمُسْتَوَى أَجُوبُ عليكِ الذُرى والتلالْ وأفتحُ عنكِ عُيُونَ الكُوى وأمشي .. لعلّي ذاتَ زوالْ أراكِ ، على شُقْرةِ المُلْتَوى ويومَ تلوحينَ لي تباشيرَ شَالْ .. يَجُرُّ كُرُوماً يَجُرُّ غِلالْ سأعرفُ أَنَكِ أصبحتِ لي وأنيِّ لمستُ حدودَ المُحالْْ يَجُرُّ كُرُوماً يَجُرُّ غِلالْ سأعرفُ أَنَكِ أصبحتِ لي وأنيِّ لمستُ حدودَ المُحالْْ وللأمير خالد الفيصل قصيدته الرائعة التي رددتها الأجيال يامدور الهين ترى الكايد أحلى اسأل مغنّي كايدات الطروق الزين غالي لكن الأزين أغلى ولكل شرايٍ بضاعة وسوقِ النوّ عالي والسما فوقه أعلى لا فاق علمٍ جاه علمٍ يفوقِ الصعب هلاّ قلت ياصعب سهلا دامك تبيني فانت ياصعب شوقِ أحب أعسف المهرة اللي تغلى واحب أروّض كل طرفٍ يموقِ واحب أسافر مع سحاب تعلّى واحب فوق الغيم لمع البروقِِِِ واحب اساهر بدري اللي تجلى وارسم شعاع الشمس عند الشروقِ يامن على ثاير فوادي تولّى خلّك على قلب الكرامة شفوقِ أكرم عزيزٍ بالعمر ماستذلّى يسوق عمره للمشاريف سوقِ اخترتك من الناس للقلب خلّى ياحيثك مرادي وكيفي وذوقي مارحت أدوّر كل زولٍ تحلّى لولاك تسوى ماعطيتك خفوقي نزار قباني