سجلت معدلات البطالة في معظم الدول العربية ارتفاعات قياسية في عام 2012م لاسيما في دول الربيع العربي، وموريتانيا، وفلسطين، والعرق. وخليجياً سجلت الإمارات أعلى معدل بطالة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث بلغ معدل البطالة بين الإماراتيين 20,8% في عام 2011م (وفقاً لأحدث بيانات متوفرة)، وتلتها سلطنة عمان بمعدل بطالة 15% لنفس العام. في حين جاءت السعودية بالمرتبة الثالثة خليجياً بمعدل بطالة 12,1% في عام 2012م، ثم البحرين (3,7%)، ثم الكويت (2,1%)، ثم قطر (0,6%) وهو أقل معدل بطالة بين الدول العربية ومن أقل معدلات البطالة العالمية. والجدول المرفق يوضح معدلات البطالة ل 118 دولة لعام 2012م (أو وفقاً لأحدث بيانات متوفرة)، ويتضح من الجدول أن أربع دول عربية كانت من بين العشر دول الأعلى في معدلات البطالة (موريتانيا، وفلسطين، والعراق، والإمارات)، وأن خمس دول عربية (ليبيا، وتونس، وسلطنة عمان، وسوريا، واليمن) كانت من بين أعلى العشرين دولة الأعلى في معدلات البطالة. بينما جاءت الأردن في المرتبة (29) عالمياً بمعدل بطالة 12,9%، تلتها مصر بمعدل 12,7%، ثم السعودية في المرتبة (31) بمعدل بطالة 12,1%. والشكل (1) يوضح معدلات البطالة في الدول العربية. وبشكل عام ارتفعت معدلات البطالة في معظم دول العالم بعد الأزمة المالية العالمية، حيث ارتفع متوسط معدل البطالة في الدول محل الدراسة من 7,5% عام 2008م إلى 9,5% في عام 2012م. وبدأت معظم الدول المتقدمة تتخلى عن سياسة استهداف التضخم إلى استهداف النمو وتخفيض معدلات البطالة إلى أدنى مستويات ممكنة. فعلى سبيل المثال، تستهدف الولاياتالمتحدة تخفيض معدل البطالة من مستوياته الحالية (8,2%) إلى 6,2%. ومعدلات البطالة الحالية في السعودية لا تنسجم مع حجم النمو الاقتصادي، والموارد المتاحة، وعدد السكان. كما أنها مرشحة للارتفاع نتيجة تزايد أعداد الخرجين وكثرة الداخلين إلى سوق العمل من الجنسين. ومن المفارقات أن يتجاوز معدل البطالة في السعودية ضعف إلى ثلاثة أضعاف معدلات البطالة في الدول المصدرة للعمالة الوافدة إليها، في الوقت الذي بلغ فيه عدد طالبي العمل السعوديين في القطاع الخاص المسجلين في برنامج "حافز" 1.16 مليون عاطل في نهاية الربع الأول من عام 2012م. والشكل (2) يؤكد على ارتفاع معدل البطالة في السعودية مقارنة بالدول المصدرة للعمالة الوافدة إليها باستثناء بعض الدول العربية مثل مصر، والأردن، واليمن، وسوريا.