في لسان العرب. الوثن: الصنم ما كان، وقيل: الصنم الصغير، قال ابن الأثير: الفرق بين الوثن والصنم أن الوثن كل ماله جثة معمولة من جواهر الأرض، أو من الخشب والحجارة كصورة الآدمي تعمل وتنصب فتعبد، والصنم الصورة بلا جثة، ومنهم من لم يفرق بينهما وأطلقهما على المعنيين. وفي لسان من في قلوبهم مرض، وقبح، وصديد، وسواد: الوثن: الوطن، الأرض، التاريخ، الهوية، الانتماء، اللغة، القومية، وقال منظّروهم، ومن يتولى الفتوى عندهم، الوثن: هو جغرافية هذا الكيان من مياه الخليج العربي وحتى سواحل البحر الأحمر غرباً وجنوباً، والوثنيون: هم من أجمعوا على حب الوطن، والإخلاص للكيان، والتضحية من أجل تماسكه، وعزته، وتوحده بوصفه هوية مشرفة ومشرقة لكل إنسان الجزيرة العربية. وزاد «الصحويون،!!»: على الأجيال في مدارسنا، وجامعاتنا، أن يُسقطوا حب الوطن من مشاعرهم، فلا يكون لديهم انتماء للتراب، والكيان، والمستقبلات، فالوطن وثن، والأوثان شرك بالله، وكل من يحب هذا الوطن، ويخلص له، ويدافع عن كيانه الجغرافي، ونظامه السياسي، والاجتماعي، والمؤسساتي إنما هو عابد وثن يخرج من ملة الإسلام، ويكون مرتكباً للشرك الأعظم، ويتخذ مع الله معبوداً {كبرت كلمة تخرج من أفواههم}. هكذا في لسان العرب، وفي لسان من يعملون على تقويض الوطن جغرافياً، وأمنياً، وسياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً، وحياتياً. سأحاول قدر الإمكان السيطرة على نفسي، وقلمي. وسأسعى قدر الإمكان للسيطرة على مشاعري، والتحلي بأقصى درجات الهدوء والتهذيب مع هؤلاء الذين يفتقدون التهذيب، والعقل، ويتفجرون وباءً وحقداً، وكرهاً للوطن، وإنسان الوطن من الشعوبيين، والمغالين، والملوثين في ثقافتهم، وفكرهم، وتوجهاتهم. أسأل: من حقنا أن نسأل.. - هل بدأ هؤلاء تحركاً جديداً، وأخذوا في تنفيذ خطة قذرة ليتزامن فعل الإرهاب الذي يستهدف الكيان بالرصاصة، والقتل، والتدمير، مع فعل تفريغ عقول الشباب، وعقول الصغار من الولاء للوطن، والانتماء إليه، والاعتزاز بالهوية، لكي يسهل عليهم تنفيذ مخططاتهم، ويدمرون تحصينات الوطن المتمثلة في تلاحم المواطن مع القيادة، ومع الجغرافيا..؟؟ - وهل استغل هؤلاء الموتورون وجودهم في المدارس، والشارع، وامتلاكهم لكثير من منابر التوجيه، والتثقيف، والتربية، وصياغة وعي الأجيال لكي يسيطروا على عقول الناس، وعقول النشء عبر توظيف الدين، وإخضاعه لخدمة أهدافهم، وأغراضهم لكي تكون الساحة مهيأة لهم خلال تحركاتهم الآثمة؟.. أعتقد ان ما نشهده الآن هو أخطر بكثير من أعمال الترويع، واستهداف الناس، والحياة بالمتفجرات، والرصاص، وعلينا أن نتجه بشكل فاعل وكبير إلى تنقية التربية والتعليم من هؤلاء، ومحاصرتهم، والقضاء على فكرهم، أو على الأقل حماية الناس من سمومهم، ومقاصدهم، وخططهم، وبهذا نحصن عقول الشباب، ونحميها من خطر مخيف ورهيب. قبل أن أختم: يهمني ان أحتفل، وأحتفي بتعليق السيد الكريم «أبوسارة» الذي نشره في الموقع الالكتروني تعليقاً على مقالة الأحد الماضي بعنوان «نقدس الله، ونحب الوطن» وأوافقه تماماً، تماماً على تشخيصه الواعي والواقعي، واحسب أن علينا إعادة النظر سريعاً في كثير من خططنا وبرامجنا التربوية، والتعليمية، وأن نصحح الخلل الكبير الذي يكمن في المنهج التعليمي، وأهم من كل هذا ان نختار لتعليم وتربية أجيالنا من يكون حقيقة ذا فكر تنويري تحديثي استشرافي. لا من يحمل في داخله العفن، والصديد..!؟