عندما يستمع الناس أو يقرأون بيتاً أو مجموعة أبيات من قصيدة لأحد الشعراء فإنهم يقولون (هذا خيال واسع) أو هذا(تخيل بديع) وهذا بالطبع يجعل السامع أو القارئ لهذه الأبيات يدرك بأن الشاعر أجاد في سبك الأبيات وأبدع فيها وبالمقابل لذلك إذا لم يكن فيها إبداع وقوة فإن السامع والقارئ لها يقول (ماأضيق هذا الخيال) وفهم السامع هنا يجعله يقول بأن الشاعر لم يكن مبدعاً ولم يصل إلى نقل الذائقة المبدعة للقارئ. يجعلنا هذا نقول بأن الخيال هو قوة تتصرف في المعاني لتنتزع منها صوراً بديعة وهذه القوة أيضاً تصوغ الصور من عناصر كانت النفس قد تلقتها عن طريق الحس والوجدان ولعل المخيلة هنا تعتمد على قوة التذكر لدى الشاعر. أغلب الشعراء بل الجزء الأكبر منهم يعتمد في كتابته للنص الشعري على الخيال والتخيل،ومن ثم نجده يحاول الإتيان بالجديد من المفردات والخيالات المتعددة لأنه يريد أن يظهر بالجديد وهنا يكمن الإبداع في النص الشعري ولو أنه خيال لأن القاريء قد يقول (هذا خيال وغير صحيح) ولكن المهم هنا هو الإبداع الذي يريد أن يصل إليه الشاعر ويصل به إلى القارئ. تأتي هنا إشكالية القراءة للنص الشعري من قبل بعض القراء الذين يحصرون فهمهم في جانب معين من النص،بل إنهم يقرأون لمجرد القراءة أو لمجرد أن النص الشعري للشاعر الفلاني فقط وهذا مايقع فيه بعض القراء من خلال الذائقة القرائية لديهم،فهم لايجعلون للخيال مساحة في قراءاتهم ولا للتخيل مكاناً للتفكير لديهم وهنا نجد بأن النص الشعري أصبح مجرد قراءة فقط دون تفكير من قبل القارئ بينما الأهم هو العمق القرائي في النص الشعري. يبقى الخيال لدى الشاعر أداة هامة يصل بها إلى المتلقي الذي يعي المعنى الحقيقي له مع أننا لم نعد نجد من يهتم بمسألة الخيال مع أنها تعطي عملية الذائقة القرائية بعداً آخر وشكلاً جميلاً تبقى عالقة بالذهن. أخيراً : ماحكت .. هاك الملامح .. والوله والشوق // جامح .. استثار الليل .. فينا ومن غضب صمته .. حكينا حدثيها ..... عن شمالٍ .. كل مافيني شماله .. ينتهض فيني .. جماله .. عن تعب كل القصيد .. اللي تعب ..