في الشعر المبدع شيئان رئيسان هما: الموهبة، والتجربة، ولعله من الطبيعي ان يتقدم الشعر نحو مرحلة جديدة اذا ما طبقت تلك بالشكل الصحيح والمبدع. في الشعر الشعبي، تتألق الموهبة لدى الشاعر ومن هنا نجده يبدع في صياغته للنص الشعري وهذا بالطبع شيء رائع يجعل من النص الشعري مساحاة كبيرة للذائقة القرائية، وبالتالي أتت الموهبة عنصرا هاما من عناصر بناء النص الشعري. التجربة الشعرية قد تختلف عن الموهبة الشعرية لكونها تجسيد لتجارب الشاعر ومدى إلمامه بالصياغة الشعرية، وهذا أيضاً مهم في عملية بناء النص الشعري، ولعلي هنا أقول إن افتقاد الشاعر التجربة الشعرية قد يضعف من ظهور نصه الشعري، وقد يجعله ركيكاً وقد لا يرقى بالذائقة القرائية. امتزاج تجربة الشاعر وموهبته سيضفي بالطبع على بناء النص الشعري طابعا مبدعاً ويجعله اكثر جمالاً وروعة، ومن هنا نستطيع القول إنه شعر جميل، ولعل شعراءنا القدامى على سبيل المثال قد جمعوا بين الموهبة والتجربة الشعرية، فظهرت نصوصهم أكثر جمالا وإبداعاً بل مازالت متناولة حتى وقتنا الحاضر. في الوعي الشعري لا يقتصر فقط على البناء للنص، بل يتعداه إلى ما هو أهم وهو الاختيار الأمثل لمفردات النص وكذلك الاختيار الأمثل لمعانيه التي تجعل منه أكثر قوة وإبداعا، هذا بالطبع ما يسعى إليه الشعراء المبدعون على مساحات الشعر. في سباق الشعر، نجد عددا من الشعراء الذين ينظمون النصوص الشعرية المختلفة التي في أغلبها عاطفية يصورون فيها معاناتهم وآهاتهم، بمعنى أنهم يهتمون فقط في جانب واحد، وهو المعنى وبث الإحساس من دون النظر إلى الوعي الشعري الذي من المفترض أن يكون في بناء تلك النصوص الشعرية، ولذلك نجد أنه ومن خلال القراءة لتلك النصوص لا نكاد نجد وعي يتكئ على روح الإبداع للنص الشعري الذي يفترض أن يكون أكثر قوة وإبداعا. أخيراً : بعذري لو ظما وقتي يجف بشفتي ويصيح بعذر الليل لو يسري على وجهي ولو طالي تجافيني وانا خابر وهجرك ما يبي تلميح أحبك لو على هجرك أهل الدمع همالي