عُرف عن الفنان والملحن رابح صقر تميزه الخاص في صياغة الألحان الغنائية والأفكار الموسيقية المختلفة التي يفاجئ الساحة الغنائية بها في كل عمل جديد يقدمه، وهذا التميز في الألحان رأى أن يستأثره لنفسه باعتبار أن ألحانه وإبداعاته ملك له وحده وأن هذا "الكنز" الثمين بنظرة لا يمكن منحه لأحد سواه، وهذا السبب الذي يكرره الصقر في كل مرة يمكن أن يُسأل فيها عن توقف تعاونه مع زملائه الفنانين، إلا أنه ثمة سبب آخر يبقى مطروحاً في هذا الجانب وهو ما جعل رابح يتوقف بعد أن كان علامة فارقة في ألبوماتهم في وقت سابق، ومن خلال ألحانه منح البعض منهم نجومية "مجانية" لم يذكروا فضله فيها وقد يكون هذا السبب الأهم والمقنع الذي لا يمكن أن يصرح به كي لا يفقد صداقته مع زملائه وكي لا يظهر "الأناني" بنظر الجمهور. في وقت سابق وعندما صرّح الفنان رابح بهذه الرغبة والاستئثار بألحانه لنفسه كان هناك تعاون "مفاجأة" مع الفنان عبدالمجيد عبدالله في أغنية "ما كان الفراق" من كلمات الشاعر الأمير فيصل بن خالد بن سلطان، فيما أتبعها بعمل آخر لنفس الشاعر بعنوان "و الله فاضي"، وهنا الأمر قد يبدو مختلفاً حيث كان للصقر تصريح إذاعي بعد التعاون الأول قال فيه: عبدالمجيد كان كثير الإصرار دائما وشديد الإلحاح، ورفضي ليس لعدم التعاون معه ولكن محبة في الأمير فيصل بن خالد بن سلطان، ولعلمي أن مثل هذه الأعمال لا تناسب عبدالمجيد، إضافة إلى أن عبدالمجيد قام بالتوزيع الموسيقي للعمل دون الرجوع لي!!. إذاً هناك سبب آخر يمكن إضافته وهو استغلال تقديره لبعض الأشخاص والتصرف بالأعمال التي يقوم الصقر بتلحينها و"هدم" التصور النهائي للعمل الذي رسمه في مخيلته، بأن يقوم الفنان بتوزيع الأغنية موسيقياً حسب وجهة نظره الخاصة دون الرجوع لملحن العمل، وهذا الأمر قد يكون عمّق من رفض رابح للتعاون مع بقية زملائه كي لا يواجه الإحراج الذي واجهه في تعاونه من عبدالمجيد. لكننا وخلال الفترة الماضية شهدنا تعاون الفنان رابح صقر مع زميله الفنان راشد الماجد في أغنية (عشيري) التي قدمها في جلسات وناسة، وها هو يعيد نفس الكرّة بتعاون رسمي من خلال أغنية (زودتها) ستكون في مقدمة أعمال ألبوم الماجد القادم، أيضاً هذا التمدد في التعاونات الفنية طال الفنان ماجد المهندس في أغنية جديدة تم ضمها مؤخراً لألبومه الجديد، وبالرجوع لهذه الأعمال الأخيرة مع الماجد والمهندس فإن الرابط بينها يعود لاسم الشاعر ساري، والذي سيكون حلقة الوصل وشرارة التعاونات الفنية بين الصقر وبقية زملائه الفنانين، فهل تشهد الأيام القادمة مزيداً من هذه التعاونات ونرى دخول أسماء جديدة لتوليفة ساري و رابح؟.