أعلنت باكستان أمس منح وسام الشجاعة للتلميذة الباكستانية المدافعة عن حقوق الفتيات في التعليم ملالة يوسف زاي التي أصيبت بجروح خطرة نتيجة تعرضها لإطلاق نار من مسلحي "طالبان" وذلك تقديراً لجهودها على رغم المخاطر الواضحة على حياتها. وكانت ملالة يوسف كتبت مدونات تشير إلى أهمية التعليم عندما كان أفراد حركة طالبان يحرقون ويفجرون مدارس البنات فى منطقة سوات بشمال غرب باكستان أثناء ذروة سلطتهم العام 2009، وهددوا بقتل والدها الذي يعمل مديراً لمدرسة بنات في سوات. وأعلن وزير الداخلية رحمن مالك عن منح الوسام لملالة خلال زيارته لاثنتين من زميلاتها أصيبتا في الاعتداء أثناء عودتهن من المدرسة الأسبوع الماضي. وقد نقلت ملالة جواً الى مستشفى الملكة إليزابيث في برمنغهام ببريطانيا أول من أمس لتتلقى العلاج وإعادة التأهيل بعدما استخرج الأطباء العسكريون الباكستانيون رصاصة واحدة من جسدها. وقال مالك إنه تم التخطيط للاعتداء في أفغانستان حيث يعيش زعيم "طالبان" الهارب مولانا فضل الله بعد إفلاته من العملية العسكرية في سوات العام 2009. وكان الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ندد أمس بجريمة إطلاق النار على ملالة، وقال إن الاعتداء "هجوم على جميع فتيات باكستان". وأضاف على هامش مشاركته في منتدى اقتصادي في باكو عاصمة أذربيجان إن "هجوم طالبان على هذه الشابة البالغة 14 عاماً والتي بدأت منذ كانت في ال11 من عمرها بالمكافحة في سبيل حق التعلم للفتيات، هو هجوم على جميع الفتيات في باكستان، هجوم على التعليم وعلى كل الأشخاص المتحضرين". وقال زرداري ان "العمل الذي قامت به أعظم عند الله مما يقوم به هؤلاء الارهابيون باسم الدين، سنواصل الدفاع عن قضيتها المهمة". وقال طبيب بريطاني إن أمام ملالة كل الفرص "للتعافي" وذلك لدى وصولها الى المستشفى في برمنغهام، وأوضح الدكتور ديف روسر مدير الشؤون الصحية بالمستشفى "الأطباء يعتقدون ان لديها فرصة التعافي الجيد على كل مستوى" مضيفا ان علاجها وتأهيلها قد يستغرق شهورا. وأبلغ الصحافيين ان حالتها لم تخضع للتقييم من جانب اطباء بريطانيين لكنه قال إنها ما كانت لتأتي الى بريطانيا على الاطلاق لو لم تكن فرص تعافيها جيدة. وأعلنت ادارة المستشفى في بيرمغهام أمس انها ابعدت اشخاصاً ادعوا انهم اقارب لملالة، مؤكدة انه لا "مخاوف" حول سلامة الفتاة.