قال طبيب بريطاني اليوم الاثنين ان التلميذة الباكستانية التي اطلق مسلحون من طالبان النار عليها امامها كل الفرص “للتعافي” وذلك لدى وصولها الى مستشفى في وسط انجلترا للعلاج من جروح بالغة اصيبت بها. ونقلت ملالا يوسفزاي (14 عاما) المصابة بطلق ناري في الرأس والرقبة لدفاعها عن حق تعليم الفتيات في طائرة اسعاف من باكستان لتلقي علاج متخصص في وحدة بمستشفى كوين اليزابيث ببرمنجهام متخصصة في علاج حالات الصدمة وتعالج مئات الجنود المصابين في افغانستان. وقال الدكتور ديف روسر مدير الشؤون الصحية بالمستشفى “الاطباء… يعتقدون ان لديها فرصة التعافي الجيد على كل مستوى” مضيفا ان علاجها وتأهيلها قد يستغرق شهورا. وابلغ الصحفيين ان حالتها لم تخضع للتقييم من جانب اطباء بريطانيين لكنه قال انها ما كانت لتأتي الى بريطانيا على الاطلاق لو لم تكن فرص تعافيها جيدة. واستخرج الجراحون الباكستانيون رصاصة من مكان قريب من الحبل الشوكي في عملية استغرقت ثلاث ساعات بعد يوم من الهجوم الذي وقع الاسبوع الماضي لكنها تحتاج الان الى متابعة مكثفة من جانب اخصائي. وقال روسر انه لا يمكنه اعطاء اي تفاصيل اخرى عن اصاباتها دون موافقتها. ولم تأت يوسفزاي من باكستان برفقة اي من اقاربها لكن القنصلية الباكستانية تقدم الدعم لها وربما تلحق بها عائلتها في موعد لاحق. ويوجد بالمستشفى الواقع في وسط انجلترا وتكلف بناؤه 454 مليون جنيه استرليني (877 مليون دولار) اكبر وحدة من طابق واحد في العالم لرعاية مرضى الحالات الحرجة المصابين بجروح ناجمة عن طلق ناري وحروق وأضرار في الحبل الشوكي وإصابات الرأس الكبرى. واصبحت ملالا وهي تلميذة مرحة كانت تريد ان تصبح طبيبة قبل ان تستجيب لرغبة أبيها في ان تصبح سياسية رمزا للمقاومة ضد محاولة طالبان الباكستانية حرمان الفتيات من التعليم. ونظم الباكستانيون بعض الاحتجاجات ومسيرات بالشموع ولكن مسؤولي الحكومة احجموا عن انتقاد طالبان بالاسم علانية فيما يقول منتقدون انه انعدام الارادة لمواجهة التطرف. ويقول معارضو الحكومة والجيش في باكستان ان هذا الهجوم دليل جديد على اخفاق الدولة في التعامل مع التشدد. جاء اطلاق النار على ملالا في اعقاب حملة طويلة وقفت خلالها التلميذة الصغيرة في مواجهة واحد من أشد قادة طالبان الباكستانية هو مولانا فضل الله. وسيطر فضل الله وفصيله على وادي سوات الذي تسكن فيه ملالا بعد ان توصل الى اتفاق مع الحكومة الباكستانية سمح للفصيل الطالباني بالسيطرة على المنطقة التي كانت في الماضي منطقة سياحية. وطبق فضل الله تفسيرا متشددا للشريعة الاسلامية وفجر مدارس الفتيات ونفذ الاعدام علنا فيمن رأى ان سلوكهم مناف للاخلاق. وشن الجيش الباكستاني في وقت لاحق حملة عسكرية في سوات وأجبر عددا من مقاتلي طالبان على الفرار. واختفى رجال فضل الله في منطقة الحدود الباكستانية الافغانية التي يسهل اختراقها. وفي وقت سابق من العام خطفوا 17 جنديا باكستانيا وقطعوا رقابهم في واحد من سلسلة من الهجمات عبر الحدود التي تشكل الان صداعا أمنيا لاسلام اباد. وواصلت ملالا حملتها رغم المخاطر. ومع اتساع شهرتها بذل فضل الله قصارى جهده لاسكاتها ونشرت طالبان تهديدات بالقتل في الصحف بل دست تلك التهديدات تحت عتبات بيتها لكن التلميذة الباكستانية تجاهلت كل هذا. وتقول طالبان ان هذا ما دفع الى محاولة اغتيالها رغم الاعراف القبلية التي تحظر قتل الاناث. وذكرت مصادر من طالبان ان فضل الله أمر رجلين من رجاله مدربين على تنفيذ عمليات الاغتيال بقتل ملالا. وأغضبت محاولة قتل ملالا كثيرا من الباكستانيين. لكن عددا كبيرا من الخبراء يقولون ان الحرب على التشدد لن تنجح الا اذا عززت الحكومة الاقتصاد وخلقت المزيد من الوظائف حتى لا تنضم اعداد كبيرة من المواطنين الى الجماعات المتشددة التي تستغل الاستياء المنتشر من الحكومة. ويقول منتقدون ان الحكومات الباكستانية المتعاقبة انشغلت بالصراعات الداخلية والتوتر مع الجيش ولم تعالج مشكلات البلاد. وشن متشددون مشتبه بهم هجوما الليلة الماضية على مركز للشرطة قرب مدينة بيشاور في شمال غرب باكستان. وقتل في الهجوم ستة من رجال الشرطة من بينهم ضابط كبير قطع المهاجمون رأسه. ومازال سبعة من رجال الشرطة مفقودين. وقال وزير الداخلية الباكستاني ان الشرطة الباكستانية كلفت حراسا بحراسة الصحفيين الذين أغضبوا طالبان بتغطيتهم لقضية ملالا. وتهدد طالبان الان بقتل والدها وهو ناظر لمدرسة للفتيات في سوات. برمنجهام (انجلترا) | رويترز