يقف صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية اليوم ميدانياً على آخر الاستعدادات التي اتخذتها جميع الاجهزة والقطاعات الحكومية والأهلية المعنية بشؤون الحج والحجاج لتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن حيث يقوم سموه بجولة تفقدية على المشاعر المقدسة بهدف الوقوف عن كثب على خطط وبرامج ومشاريع القطاعات الحكومية ذات العلاقة بشؤون الحج والحجاج ويستمع سموه ومرافقوه إلى شرح عن الخطط والبرامج التي أصبحت جاهزة للتنفيذ على أرض الواقع. كما يترأس سموه اجتماعاً للجنة الحج المركزية بمقر الإمارة في مشعر مزدلفة لبحث ومناقشة آخر الاستعدادات لموسم الحج ويرافق سموه في الجولة وكيل الإمارة ورئيس لجنة الحج التنفيذية الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخضيري ورؤساء القطاعات الحكومية وأعضاء لجنة الحج المركزية. وفي هذا الصدد استنفرت جميع الاجهزة والقطاعات الحكومية والأهلية المعنية بشؤون الحج والحجاج طاقاتها وإمكاناتها استعدادا لتقديم خدماتها لضيوف الرحمن خلال موسم حج هذا العام حيث بدأت هذه الجهات في تنفيذ خططها التي أعدتها وركزت في خططها على تحقيق أرقى وأفضل الخدمات لوفود الرحمن وتوفير الرعاية الشاملة لهم منذ وصولهم الى هذه الديار المقدسة حتى مغادرتهم الى أوطانهم بعد أدائهم الركن الخامس من أركان الاسلام. وفي هذا الاتجاه بدأت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في تنفيذ خطتها التي أعدتها لتقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام خلال موسم حج هذا العام 1433 والتي ستستمر حتى نهاية شهر ذي الحجة القادم ويقوم بتنفيذ الخطة بالحرمين الشريفين أكثر من 11 ألف موظف وموظفة من الموظفين الرسميين والموسميين. وأوضح الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أن الخطة تهدف إلى مساعدة الحجاج على تأدية مناسكهم بالسكينة والهدوء والطمأنينة مع توفير المناخ التعبدي الأمثل داخل الحرمين الشريفين والساحات المحيطة بهما والحرص على التوجيه بالحكمة والموعظة الحسنة لتأدية المناسك على الوجه المطلوب وتوفير جميع الخدمات اللازمة وتهيئة المرافق والتأكد من جاهزيتها والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لزائري الحرمين الشريفين والإسهام في إرشاد زوار الحرمين الشريفين وتوعيتهم بأمور دينهم. قطار المشاعر وفيما يتعلق بالمسجد الحرام بيّن السديس أنه يتم تحقيق تلك الأهداف من خلال تهيئة عدد من الخدمات منها الخدمات التوجيهية والإرشادية التي تركز على توعية الحجاج بأمور دينهم وإرشادهم وإقامة حلقات الدروس والإفتاء على أيدي عدد من أصحاب الفضيلة المشايخ والعلماء والمدرسين وتوزيع المصاحف والمطويات والكتيبات الإرشادية ويشرف عليها عدد من الإدارات العاملة بالمسجد الحرام وهي الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد وإدارة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمسجد الحرام ووحدة شؤون المرشدات وإدارة التطويف وإدارة شؤون المصاحف، وأيضاً من الخدمات التي تنفّذ بالمسجد الحرام الخدمات التشغيلية التي تمكن ضيوف الرحمن من أداء مناسكهم بيسر وسهولة ومنها تهيئة ماء زمزم المبارك من خلال عدد من المواقع داخل وخارج المسجد الحرام ويتم توفيره مبردًا وغير مبرد وتقديم عربات ذوي الحاجات الخاصة وتهيئة مداخل المسجد الحرام ومنع إدخال الأطعمة إلى المسجد الحرام والقضاء على المخالفات داخل ساحات الحرم وتهيئتها للصلاة والعناية بنظافة المسجد الحرام وساحاته ومرافقه، ويقوم بالإشراف على تنفيذ هذه الخدمات عدد من الإدارات هي إدارة سقيا زمزم وإدارة النظافة والفرش وإدارة العربات وإدارة الأبواب وإدارة الساحات بالمسجد الحرام وفيما يتعلق بالخدمات الفنية فهناك عدد من الخدمات تتولى الإشراف على تنفيذها الإدارة العامة للمشاريع والدراسات والإدارة العامة للخدمات والصيانة وإدارة التشغيل وتعنى تلك الخدمات بشكل كامل بالمشاريع المنفذة أو التي سيتم تنفيذها وتشغيل وصيانة جميع الأجهزة والأنظمة المعنية من الإنارة والتكييف والتهوية وأنظمة الصوت والتحكم وأجهزة الاتصال والسلالم الكهربائية والمباني. من جهتها شرعت مديرية الشؤون الصحية بمنطقة مكةالمكرمة في تنفيذ خطتها لتوفير الرعاية الصحية الشاملة لحجاج بيت الله الحرام وقامت بتهيئة وتجهيز كافة المرافق الصحية بمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والبالغ عددها 15 مستشفى في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. ويبلغ عدد أسرة التنويم بمستشفيات مناطق الحج نحو 5250 سريرًا و 4200 سرير تنويم في الأقسام المختصة و 500 سرير عناية مركزة و 550 سرير طوارئ) اضافة الى 141 مركزًا صحيًّا دائمًا وموسميًا في مناطق الحج منها 43 مركزًا صحيًّا بالعاصمة المقدسة و 80 مركزًا صحيًا بالمشاعر المقدسة و 46 مركزاً بعرفات و 6 مراكز بممر المشاة بمزدلفة و 28 مركزاً بمشعر منى، وتم تكليف (20) ألف مشارك في برنامج القوى العاملة من مختلف الفئات الطبية والفنية والإدارية لتنفيذ الخطة التشغيلية في موسم الحج. وتشارك الوزارة جميع الجهات المشاركة في أعمال الطوارئ في الإعداد ووضع خطة الطوارئ الصحية ومراجعة خطط الطوارئ بالمرافق الصحية بمناطق الحج وإعداد وتنفيذ خطط طوارئ إضافية في المناطق ذات الكثافة العالية لتجمع وتنقل الحجاج والتعامل مع الحالات الطارئة وتقديم الخدمات الطبية في مواقع الأحداث وتجهيز مهابط الطائرات العامودية بالمرافق الصحية لنقل الحالات المرضية خلال موسم الحج وتشغيل مجمع الطوارئ بالمعيصم لتجميع حالات الوفيات الناتجة عن حالة الكوارث وتشغيل 17 مركزًا صحيًا للطوارئ بجسر الجمرات للتعامل مع الحالات الإسعافية والطارئة وتوفير 80 سيارة إسعاف كبيرة لنقل المرضى بين المرافق الصحية في مناطق الحج وتوفير 95 سيارة إسعاف صغيرة للتعامل مع الحالات المرضية ميدانيًا حيث زودت كل سيارة بطبيب وممرض. وركزت الوزارة في خطتها على توفير الخدمات التشخيصية حيث عملت على توفير جميع التجهيزات المخبرية والمواد التشغيلية لعمل جميع التحاليل والفحوصات المخبرية اللازمة والمسببة للأمراض وتطبيق برنامج العينات القياسية للتأكد من صحة ودقة نتائج الفحوصات المخبرية بالمرافق الصحية في مناطق الحج واستخدام أجهزة مخبرية ذات تقنية عالية للتعرف السريع على مؤشر الإصابة بالأزمات القلبية وتشغيل مختبر الفيروسات بالمختبر الإقليمي في جدة على مدار الساعة لإجراء الفحوصات المخبرية لجميع الفيروسات المسببة للأمراض وخاصة المنقولة من الحيوان والطيور للإنسان. وتوفير (16000) وحدة دم ومشتقاته من جميع الفصائل المختلفة لاستخدامها خلال موسم الحج وتخصيص مستشفيات رئيسة في بعض الشؤون الصحية بالمناطق كقوة داعمة في حالة الطوارئ لتوفير أعداد كبيرة من الدم ومشتقاته. وتقوم الوزارة في كل عام بتجهيز قافلة طبية لتصعيد المرضى المنومين في المستشفيات إلى مشعر عرفات، حيث يتم نقلهم من مستشفيات العاصمة المقدسة ومنى والمدينة المنورةوجدة ويرافقهم طاقم طبي متكامل، ويتم في المتوسط تحجيج ما بين 350-500 حاج وحاجة سنويًا. وتركز الوزارة في خططها على نشر الوعي الصحي بين الحجاج قبل قدومهم من بلدانهم حتى عودتهم، حيث تنفذ برامج للتوعية الصحية للحجاج في بلدانهم تتضمن الإرشادات والاشتراطات الصحية ب(10) لغات عالمية حية مع التركيز على الأمراض الشائعة بالحج وطرق الوقاية منها التي يتم تسليمها لوزارة الخارجية لتوزيعها على سفارات وممثليات خادم الحرمين الشريفين بالدول التي يفد منها الحجاج للإسهام في تظافرالجهود المبذولة في توعية الحجاج في بلدانهم. كما أعدت الإدارة العام للدفاع المدنية خطة متكاملة تهدف إلى اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية لحماية الحجاج والمواطنين وتوفير السلامة لهم من أخطار الحوادث والكوارث وحماية الممتلكات العامة والخاصة، والتدخل السريع للتعامل مع أي حوادث طارئة وذلك باتباع أفضل السبل، بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية بتنفيذ تدابير مواجهة ما قد يحدث من طوارئ في جميع مناسك الحج بمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. وتتضمن الخطة «13» افتراضاً للأخطار المحتملة في الحج التي تم استشرافها من خلال أعمال الرصد وتحليل المخاطر ودراسات لأداء خلال موسم حج العام الماضي وكذلك دراسة المستجدات المرتبطة بالمشاريع الكبرى لخدمة الحجاج في مكةالمكرمة، إضافة إلى أية حالات أخرى تتطلب تطبيق تدابير الدفاع المدني التي تتلخص في الاستعداد لمواجهة المخاطر المحتملة واتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية منها وتهيئة جميع الإمكانات والمستلزمات الضرورية والتنسيق مع الجهات الحكومية وغير الحكومية المشاركة لمواجهة ما قد ينجم عنها من أضرار، من خلال أكثر من "450" وحدة وفرقة ميدانية تتواجد في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة، ومجهزة بجميع معدات الإنقاذ والسلامة والإسعاف والإطفاء والإنقاذ المائي، إضافة إلى الوحدات المتخصصة في التعامل مع المواد الخطرة وقوات المهام الخاصة وطيران الأمن ويبلغ عدد قوات الدفاع المدني المشاركة في الحج هذا العام ما يزيد عن (25700) ألف ضابط وفرد، و(6900) آلية ومعدة متعددة الاستخدامات، بالإضافة إلى عدد (19) طائرات عمودية من أسطول الطيران الأمني المجهزة بأحدث التقنيات للعمل على مدار الساعة، وفي جميع الظروف المناخية وتنفيذ مهام الدفاع المدني في الإنقاذ والإطفاء والإخلاء والإسعاف الجوي. ومن جانبها، قامت وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بإعداد خطة متكاملة لتوعية وإرشاد الحجاج منذ وصولهم الى المملكة حتى مغادرتهم الى اوطانهم وقامت بتعيين أكثر من ألفي داعية ومترجم وإعلامي وإداري وفني لتنفيذ منظومتها المتكاملة والشاملة المبنية على مفهوم التوعية المبكرة وفق مراحل وخطوات وبرامج وفقرات ومواد تعليمية تستهدف نشر المعلومات والإرشادات والتوجيهات عن الحج وأحكامه وواجباته وأركانه والتعليمات المنصوص عليها في القرآن الكريم والسنة النبوية وما يتبع ذلك من فتاوى العلماء التي تشرح للحاج وتوضح له كيف يفعل ذلك الحكم ومتى ينبغي عليه أن يتجنب هذا المحظور. ويتم تنفيذ الخطة على مرحلتين: الأولى فترة القدوم والثانية: فترة المغادرة ولكل منهما أعمال وبرامج ومواقع محددة للتنفيذ تتوافق مع الأوضاع وحاجة ضيوف الرحمن إلى العلم والمعرفة ويتم تنفيذها وفق معايير ومواصفات دقيقة ومنضبطة لا تقبل التعديل إلا عندما تقتضي الحاجة لذلك وبما يصب في مصلحة الحاج وهو المستفيد الوحيد من خدمات التوعية في الحج.