اليوم لن أناقش ما يحدث في كرة القدم في الوقت الحاضر، لكن سأعود في التاريخ وبالتحديد في التاسع والعشرين من شهر مايو لعام 1985، في هذا اليوم الكئيب، اليوم الذي أبكى وأضحك الكثير من المتابعين لكرة القدم، اليوم الذي وقعت فيه "كارثة هيسل" نتيجة لأعمال شغب وسوء تنظيم من قبل الاتحاد الأوروبي بملعب هيسل في بلجيكا عند إقامة نهائي أبطال أوروبا بين فريقي ليفربول الانجليزي وجوفنتوس الإيطالي. حدثت هذه المأساة قبل ساعة من انطلاق المباراة عندما تدافع بعض من جماهير ليفربول عبر الفاصل الذي يفصل بين جماهير الفريقين مما جعل جماهير جوفنتوس تتراجع وتجتمع في أماكن ضيقة وغير قادرة على تحمل هذا العدد؛ وهذا أدى لسقوط أجزاء من المدرج و وقوع حالات وفاة كثيرة قدرت بالمئات. تم تسمية هذه الساعة بأسوأ ساعة بتاريخ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. وقد تردد الاتحاد الأوروبي باقامة المباراة أو إلغائها ولكنهم قرروا إجراءها بعد موافقة رئيس جوفنتوس على ذلك. فاز اليوفي بهدف واحد وقد انتقد بلاتيني على احتفاله بالهدف وخاصة بعد ما حدث، وصدر بعد ذلك قرار الاتحاد الأوروبي بايقاف ليفربول عن أي مشاركة أوروبية لمدة ستة اعوام وايقاف جميع الأندية الانجليزية كذلك لمدة خمسة اعوام على الرغم انهم ليس لهم أي علاقة بالحادثة. ويقال إن سبب تصرف بعض جماهير ليفربول بهذا الشكل تعود إلى حادثة حدثت في العام 1984 عندما واجه فريق ليفربول روما الإيطالي في معقله هناك، تمت مضايقة جماهير ليفربول من قبل الطليان بدرجة كبيرة، إذ قام الطليان بمحاصرة مجموعات من جماهير ليفربول قبل وأثناء وبعد المباراة وتهديدهم بالضرب والقتل لدرجة أن الكثير من جماهير ليفربول التي ذهبت من بلدها لحضور النهائي لم تغادر مقر اقامتها بالفندق. بعد هذه المأساة تم اغلاق ملعب هيسل وأصبح مقصورا على ألعاب القوى فقط ولا تقام فيه مباريات كرة القدم. في عام 1995 تم هدم الملعب والبدء ببناء ملعب جديد، وتم افتتاحه في عام 1996 ليحتضن أول لقاء ودي بين منتخب بلجيكا ومنتخب ألمانيا.