يضع حارس الهلال والمنتخب السعودي السابق محمد الدعيع مساء غد الخميس نهاية لمشواره الكروي الحافل بمهرجان كبير وتاريخي يليق بما قدمه من إبداعات يتصدره اللقاء الذي يجمع الهلال المطعم بنجوم الكرة السعودية والعربية وفريق جوفنتوس الإيطالي في مباراة يتوقع أن تحظى باهتمام جماهيري، نظرا لما قدمه المحتفى به من مستويات أعطته النجومية المطلقة في الحراسة السعودية، بل الآسيوية، زاد على ذلك منافسته على عمادة لاعبي العالم حيث لم يحسم أمرها بعد. «عكاظ» حاورت الدعيع ليتحدث عن ملامح من مشواره الحافل وحقيقة الضغوط التي تعرض لها ليعلن اعتزاله، ولماذا اختار يوفنتوس بالتحديد وأشياء أخرى يتحدث عنها للمرة الأولى. وهنا نص الحوار معه: من اليد للقدم • قلنا للحارس التاريخي .. نود أن نبدأ من نقطة تسجيلك في الطائي ومن اكتشفك؟ كان أشقائي عبدالله وسالم ودعيع وفهد يلعبون مع الفريق الأول بنادي الطائي، وكان طبيعيا أن التحق بهم ولعبت مع الفريق في مركز الهجوم كرأس حربة، ولكن لم استمر طويلا، بعدها تحولت إلى مركز الحراسة بفريق كرة اليد، ومن بعدها حدث موقف أثناء تواجد المدرب البرازيلي «شيزنهو» مع الفريق حيث كنت أتابع تمارين فريق كرة القدم برفقة خالد العنبر وهو ابن خالتي وأثناء التمرين حدثت إصابة للحارس، فتم استدعائي من قبل المدرب البرازيلي لإكمال المناورة ولم أمانع، وبعد نهاية التمرين طلب مدرب الفريق تسجيلي مع فريق كرة القدم. • وكيف تحولت من حراسة كرة اليد إلى كرة القدم؟ بعد طلب المدرب البرازيلي تسجيلي في كرة القدم حصل اختلاف في وجهات النظر بين الأشقاء وفرج الطلال مدرب فريق الناشئين وشقيقه عبدالعزيز الطلال مدير كرة اليد، حيث كان يرغب في استمراري مع فريق اليد، وبعد سنة استقال عبدالعزيز الطلال ومن ثم تحولت إلى كرة القدم وتدرجت من الناشئين إلى الشباب وصولا للفريق الأول، مع العلم أنني كنت أتدرب مع الفريق الأول. صراع النصر والهلال • انتقالك لنادي الهلال صاحبته ضجة كبيرة ومنافسة حامية مع نادي النصر كيف بدأت المفاوضات وكيف انتهت الأمور بانتقالك للأزرق؟ كانت مباراتنا أمام نادي النصر في الرياض هي بداية موضوع الانتقال، حيث عرض علي عن طريق شخصية نصراوية التسجيل في النادي لدعم الفريق أثناء مشاركته في بطولة أندية العالم، وفي نفس الوقت جاءني عرض من نادي الهلال عن طريق شقيقي عبدالله، لم تنجح المفاوضات مع النصر لوجود مشاكل واختلاف مع إدارة نادي الطائي واستمرت المفاوضات مع نادي الهلال، حيث كان شرطي في وقتها هو استلام إدارة نادي الطائي لكامل مستحقاتها وهذا ما حصل حيث استجاب المفاوض الهلالي وسلم إدارة الطائي جميع مستحقاتها وتم الانتقال. دعوة عبد الغني • في الأيام الماضية حدث جدل عبر الصحافة والمواقع الإلكترونية بخصوص دعوتك للكابتن حسين عبدالغني لمهرجان اعتزالك مما أثار حفيظة بعض الجماهير ومن ثم جاء النفي فما حقيقة الأمر؟ في البداية أحترم الكابتن حسين عبدالغني حيث تزاملنا في المنتخب السعودي، ولكن الخبر كان مفبركا من أحد الصحفيين، وفي الأساس لم نجتمع بخصوص الدعوات إلا مرة واحدة ولم نتطرق إلى أي لاعب محلي. بدون ضغوط • من أصعب القرارات بالنسبة للاعب هو قرار الاعتزال، كيف اتخذت هذا القرار وهل كانت هناك ضغوط بالفعل على محمد الدعيع للاعتزال، علما بأن أغلب الرياضيين والنقاد أجمعوا على أنك قادر على العطاء؟ أوافقك الرأي بأنني كنت قادرا على اللعب ولكني اختلف معك بخصوص الضغوط، حيث لم تكن هناك ضغوطات على محمد الدعيع كل ما في الأمر هو اختيار الوقت المناسب، فما زلت أذكر مقولة الدكتور مدني رحيمي بعد مباراتنا مع الاتحاد حين قال «إن محمد الدعيع يجب أن يعتزل في هذا الوقت، وهو الوقت الذي يصفق له فيه الجمهور لا أن يصفر له»، حيث أثرت في كثيرا تلك الكلمات وفكرت في الموضوع كثيرا، وأنا ولله الحمد حققت جميع البطولات مع الهلال والمنتخب السعودي سواء بطولات داخلية أو خارجية وشاركت في أربع بطولات لكأس العالم، وتم اتخاذ القرار بعد تفكير والحمد لله على كل شيء. تدريب وتحليل • بعد الاعتزال، أين يجد محمد الدعيع نفسه في التحليل أم التدريب أم الإدارة؟ في الحقيقة أرغب في دخول مجال التدريب بالإضافة إلى التحليل وجميعها مكملة لبعضها، فقد شاهدنا كبار المدربين العالميين في بعض البطولات وهم يتألقون في التحليل، مثل أرسين فينجر وشيزار مالديني وفرانك ديبور وغيرهم وهم في الأساس مدربون وفي النهاية التوفيق من عند الله. • ما هي المباراة التي شعرت بأنك قدمت فيها كل ما تملك وتشعر أنها أفضل مباراة لعبتها؟ صراحة من الظلم لو قلت على مباراة بحد ذاتها أنها مميزة، لأن هناك كثيرا من المباريات التي شعرت بأنها كانت هي الأفضل، سواء مع الطائي أو الهلال أو المنتخب السعودي، وغالبا مباريات الكؤوس هي التي يبدع فيها الحارس لأنه لا مجال فيها للتعويض. أسوأ مباراة • وما هي المباراة الأسوأ في تاريخ محمد الدعيع؟ مباراة ألمانيا والبرازيل. • علي أي أساس تم اختيارك لنادي جوفنتوس من بين الأندية العالمية في حفل اعتزالك؟ في البداية كانت هناك عدة خيارات تضم عددا من الأندية العالمية، مثل برشلونة وريال مدريد وجوفنتوس ومانشستر وليفربول وتشلسي والأهلي المصري، ولكن مسألة الوقت والتوقيت لم تكن مناسبة مع بعض الأندية، وتم اختيار نادي جوفنتوس لتوافقه مع جميع الأمور من ناحية الوقت والأمور المادية والحمدلله أنني وفقت في الاختيار لما يمتلكه هذا الفريق من نجوم أمثال( دل بيرو، وبوفون وغيرهما) وتصدره للدوري الإيطالي بجانب تاريخه العريق. اختيار الجماهير • في الفترة الأخيرة تابعنا عبر الإعلام أن المفاضلة تمت بين نادي جوفنتوس والنادي الأهلي المصري واخترت الفريق الإيطالي رغم قلة العائد المادي لمحمد الدعيع؟ من خلال تواصلي مع الجماهير عبر موقعي في الفيس بوك وتويتر كانت جميع الجماهير تطالب بحضور نادي جوفنتوس لما يمتلكه من شعبية جارفه في السعودية ورغبة منها في مشاهدة نجومها العالميين، وبكل صراحة تستاهل الجماهير هذه التضحية، حيث وقفت مع محمد الدعيع خلال السنوات الماضية، لذلك هذه أقل هدية يمكن أن أقدمها لهم، والدور الآن عليهم بالحضور إلى المهرجان. • كيف تقيم مشاركتك مع نادي الهلال خلال ال 11 سنة الماضية؟ الحمد لله إنني راض كل الرضا عن مسيرتي مع الزعيم، حققت من خلالها جميع البطولات المحلية والخارجية، سواء على صعيد الفريق أو الإنجازات الشخصية والتي توجت بلقب عمادة لاعبي العالم. • كيف ترى تعامل الرؤساء الذين مروا على قيادة نادي الهلال معك؟ كل الرؤساء الذين مروا على رئاسة النادي لم أجد منهم إلا كل الاحترام والتقدير والمحبة والوقفة الصادقة خلال مشواري، بداية بالأمير بندر بن محمد ثم الأمير سعود بن تركي ثم الأستاذ فواز المسعد والأمير عبدالله بن مساعد والأمير سعود بن تركي والأمير محمد بن فيصل وأخيرا الأمير عبدالرحمن بن مساعد. • ماذا تقول للأمير عبدالرحمن بن مساعد وهو من تكفل بحفل اعتزالك؟ أقول له ألف ألف شكر على الذي قدمه لمحمد الدعيع من خلال حفل الاعتزال، فهذا الرجل قدم الكثير والكثير لمحمد الدعيع ولا أنسى الأمير عبدالله بن مساعد وصراحة جميعهم وقفوا معي ولهم الفضل بعد الله في حفل تكريمي، وبالمناسبة أحب أن أقدم الشكر لجميع أعضاء الشرف في نادي الهلال الذين وقفوا مع محمد الدعيع خلال مسيرته، وأخص بالشكر الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز الذي وقف معي في جميع الأزمات، سواء مرض الوالدين أو عند أي إخفاق لي سواء مع المنتخب أو النادي. الاحتراف مسؤول • وبحكم خبرتك ما هي أسباب تذبذب مستوى حراس المرمى؟ أغلب الحراس مستوياتهم غير ثابتة، ولو تلاحظ أن المنتخب السعودي خلال السنوات الخمس الماضية تناوب على حراسته مجموعة من الأسماء، كل ذلك بسبب تذبذب المستوى وبالذات مع أنديتهم، وبالتالي تجد أغلب الفرق تتأثر لأن مركز الحراسة يعتبر الأهم في الفريق، ففي بعض الأحيان يمكن أن يكون الحارس فريقا بأكمله. ومن وجهة نظري اللاعب نفسه هو المسؤول عن هذا التذبذب لأنك تجد مستوى الحارس يختلف من لقاء إلى آخر، فأحيانا تجد مستواه في ارتفاع ومرة أخرى في انخفاض والسبب يعود إلى نظام الاحتراف وتفكير اللاعب في المادة فقط على حساب ما يقدمه للفريق وكل ذلك أثر بشكل سلبي على مستوى الحراسة في المملكة. • من وجهة نظرك من يستحق لقب حارس الدور الأول في دوري زين؟ فايز السبيعي حارس مرمى نادي الاتفاق. التدقيق في العمادة • فيما يخص عمادة لاعبي العالم، كم عدد المباريات الدولية التي لعبتها؟ كانت 182 مباراة دولية حذفت منها 4 مباريات من قبل الفيفا وأصبحت 178 مباراة. • خلال الأيام السابقة تردد أن لديك بعض المباريات الدولية لم ترفع إلى الفيفا، ما هو السبب في تأخرها لهذا الوقت؟ نعم لدي أكثر من مباراة تم رفعها إلى الفيفا عن طريق الاتحاد السعودي ومن الممكن أن يصل مجموع المباريات الدولية إلى 191 مباراة وننتظر رد الفيفا بعد مراجعة جميع المباريات. وفيما يخص تأخري في رفع هذه المباريات يعود إلى مراجعتها والتدقيق فيها للتأكد من صحتها. • كلمة أخير كابتن محمد الدعيع؟ أشكر جميع من وقف معي خلال مسيرتي الكروية وبالذات الجماهير التي ساندتني وكانت هي الداعم الأول لمحمد الدعيع ومن جعلته يتألق إلى يوم اعتزاله، وكانت بيننا محبة وعتب فإذا أخفقت كان الجمهور يقف بجانبي ويعطيني القوة للعودة، حتى عندما أخطئ في هدف أجد الجمهور يقف بجانبي ويدعمني من خلال الاتصال أو التشجيع في الملعب. وأخص بالشكر جريدة «عكاظ» على إتاحتها الفرصة لي وأنا من المحبين لهذه الجريدة المميزة.