رفض أقباط مصر دعوة هولندا لهم للجوء السياسي إليها مؤكدين أنهم ليسوا بحاجة للسفر أو الهجرة وأنه ليس هناك ما يجبرهم على ذلك. وقال فادي يوسف مؤسس "ائتلاف أقباط مصر" إن الأقباط ليسوا بحاجة إلى السفر أو الهجرة من وطنهم، لأن أجدادهم كانوا ثابتين على موقفهم، ولم يتركوا مصر برغم مرورها بعصور ظلام أصعب مما نعيشه الآن، على حد قوله، وأضاف يوسف معلقا على قرار هولندا بفتح باب اللجوء للمسيحيين المصريين، أن هناك شخصيات قبطية تعيش بالمهجر تحاول أن تجد حلولا غير صحيحة لأقباط مصر، مؤكدا أنهم بتلك الأفعال يضعفون الموقف القبطي بالداخل. واعتبر أن أقباط المهجر يسهمون مع تيار الإسلام السياسي في توسيع سلطته والانفراد بمصر فليس المسيحيون فقط من يرفضون انفراد تيار الإسلامي السياسي بالحكم، بل هناك مسلمون أكثر انزعاجا وقلقا لصعود التيار الإسلامي. من جانبها أكدت حركة "أقباط بلا قيود" رفضها المطلق لأية دعوة تتعلق بهجرة الأقباط للخارج، أو منحهم حق اللجوء بأية دولة على خلفية ما أسمته ب "التمييز الديني" والعنف الموجه ضدهم سواء من جانب الدولة ومؤسساتها، أو من بعض الشرائح المتأثرة بأفكار متطرفة تروج لها جماعات الإسلام السياسي، حسبما قالت. وأضافت الحركة في بيان أن أقباط مصر "مواطنون أصليون"، تمتد جذورهم في هذه الأرض لآلاف السنين، وليسوا جالية أجنبية ولا أقلية عرقية، وحضارتهم هي امتداد لأعظم حضارة عرفتها البشرية، والتضحيات التي قدموها للوطن، ودماء شهدائهم روت كل شبر في أرض مصر. إلى ذلك، أكد الدكتور أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، عضو الجمعية التأسيسية للدستور، تعليقا على قرار هولندا، أن الأقباط وطنيون يعشقون تراب هذا الوطن، وأن هناك هموما ومشاكل قبطية لن يتم حلها إلا بدستور حقيقي يكرس مفهوم المواطنة ويستبعد أي شكل من أشكال التمييز والتفرقة، وأضاف أن هولندا لها تكوين خاص، وأن هناك تيارات ونهجا متطرفا داخل الحكومة الهولندية، وليس مستغربا من تلك الحكومة أن تفعل هذا، مشيرا إلى أنه لابد ألا نتعامل مع الأمر على أنه هجوم على مصر. ولفت نور، إلى أن أعمال إعداد الدستور الجديد لمصر تسير في طريق سليم، ونريد أن نحافظ على قطعة منا وهم الأقباط، مؤكدا أن الأقباط لن يستجيبوا لطلب هولندا، إلا عددا قليلا من الذين يعانون ظروفا اقتصادية صعبة.