يعقد جنرالات في الجيش المصري اليوم مؤتمراً صحافياً لإعلان تفاصيل العملية العسكرية «نسر» المتواصلة في سيناء منذ مقتل 16 جندياً في رفح على أيدي مسلحين مطلع الشهر الماضي. ويتوقع أن يشهد المؤتمر إعلان معلومات عن منفذي الهجوم بعد تأكيدات رسمية بالتوصل إلى هويتهم. وفي وقت أعلنت رئاسة الجمهورية أن الرئيس محمد مرسي سيبدأ جولة أوروبية نهاية الأسبوع الجاري هدفها الأساسي جذب مزيد من الاستثمارات، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن إدارة الرئيس باراك أوباما تأمل بأن تقدم للكونغرس قريباً خطة لإعفاء مصر من ديون بقيمة بليون دولار لمساعدتها في استعادة الاستقرار الاقتصادي وتنمية القطاع الخاص. وقال توماس نايدز نائب وزيرة الخارجية الأميركية للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف لمناقشة أهداف الوفد الاقتصادي الأميركي الذي سيبدأ زيارة مصر: «أملي بأن نتوجه إلى الكونغرس قريباً جداً بإطار عمل لتوصياتنا في شأن تخصيص هذه الأموال». ووعد الرئيس باراك أوباما في أيار (مايو) 2011 بحزمة لتخفيف ديون مصر بقيمة بليون دولار. وبعد انتخاب مرسي في حزيران (يونيو) الماضي بدأت الولاياتالمتحدة مناقشات تفصيلية مع مسؤولين مصريين في شأن كيفية استخدام هذه الأموال. ونقلت وكالة «رويترز» عن نايدز: «ما زلنا في هذه المناقشات. أعتقد أننا نقترب من إتمامها. بالطبع يجب أن يقر الكونغرس ما نفعله ونحن نتشاور مع الجمهوريين والديموقراطيين وهناك في الواقع تأييد من الحزبين لذلك». وأضاف أن الولاياتالمتحدة تعمل عن كثب أيضاً مع شركاء دوليين من بينهم صندوق النقد الدولي في شأن حزمة أوسع نطاقاً لاستعادة الاستقرار الاقتصادي. على صعيد آخر، رفضت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر قرار السلطات الهولندية منح المسيحيين المصريين حق اللجوء السياسي «لممارسة شعائرهم الدينية بحرية». ونقلت وسائل إعلام محلية أمس عن قائم مقام بطريرك الأقباط الأنبا باخوميوس قوله تعليقاً على قرار هولندا فتح باب الهجرة أمام المسيحيين في بلاده: «لا أشجع الهجرة، فمصر وطننا كأقباط، ولنا حقوق كفلها لنا الدستور». وأعلنت حركة «أقباط بلا قيود»، في بيان، رفضها المطلق لأي دعوة تتعلق بهجرة الأقباط إلى الخارج، أو منحهم حق اللجوء في أي دولة «على خلفية التمييز الديني والعنف الموجه ضدهم سواء من جانب الدولة ومؤسساتها أو من بعض الشرائح المتأثرة بأفكار متطرفة، تروج لها جماعات الإسلام السياسي». وأضافت الحركة أن «أقباط مصر مواطنون تمتد جذورهم في هذه الأرض إلى آلاف السنين وليسوا جالية أجنبية ولا أقلية عرقية، وحضارتهم هي امتداد لأعظم حضارة عرفتها البشرية وتاريخهم يسطع بالإنجازات والتضحيات التي قدموها إلى الوطن، ودماء شهدائهم روت كل شبر في أرض مصر». وأكدت أن «ما يربط الأقباط بالوطن وبالشركاء فيه من الأشقاء المسلمين أكبر وأغلى من أن يتم التفريط فيه ... مصر بالنسبة إلى الأقباط هي الوطن الأصلي والوطن البديل والأرض والعرض والأصل والجذور». كما انتقد وكيل لجنة حقوق الإنسان في مجلس الشورى (الغرفة الثانية في البرلمان) عز الدين الكومي القرار الهولندي. وأشاد بالقوى القبطية التي رفضته، معتبراً أنه «لا يُفيد سوى أعداء الوطن». وانتقد في بيان «الدور المشبوه الذي يلعبه أفراد من أقباط المهجر الذين يروجون لفكرة الاضطهاد الديني في مصر». وفي خصوص تطورات سيناء، تعقد القوات المسلحة مؤتمراً صحافياً اليوم لإعلان تفاصيل العملية «نسر» الجارية هناك. وقال مصدر مسؤول ل «الحياة» إن المؤتمر سيحضره قادة عسكريون كبار، وسيشهد كشف النتائج التي توصلت إليها التحقيقات في هجوم رفح وأسماء المتورطين فيه. وكان مسلحون أطلقوا النار أمس على مكمن الريسة الواقع على الطريق الدولي العريش - رفح الذي سبق استهدافه عشرات المرات من قبل المسلحين، ما اضطر أفراد المكمن إلى الردِّ عليهم من دون وقوع إصابات. وأغلقت السلطات المصرية منفذ رفح البري أمس على أن يُعاد فتحه اليوم. من جهة أخرى، قال الناطق باسم رئاسة الجمهورية الدكتور ياسر علي إن الجولة الأوروبية التي سيقوم بها الرئيس مرسي في كل من بلجيكا وإيطاليا نهاية الأسبوع الجاري تستهدف أساساً جذب الاستثمارات الدولية لإقامة مشاريع في مصر لخلق مزيد من فرص العمل، كما تهدف إلى تنشيط العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي. وأضاف إن الرئيس مرسي سيوضح للمسؤولين الأوربيين ما قامت به مصر من خطوات في مجال الإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري وأن ما تم اتخاذه من إجراءات مؤخراً يهدف إلى التطوير وضخ دماء جديدة في شرايين العمل الإداري والوطني.