عندما تجد نفسك عاجزا أمام 47 شخصاً يوجهون لك نداءاتهم ورجاءاتهم من خلف القضبان ممن ابتلاهم الله بحوادث وديون تسببت في بقائهم خلفها، وأن تساعدهم وأهل الخير ليكملوا الشهر الفضيل مع أسرهم وأبنائهم ويشهدوا العيد معهم، لاتستطيع حينها إلا بإيصال دمعاتهم ورجاءاتهم لأهل الخير عسى أن يكتب الله بسببهم تفريجاً لكرب هؤلاء المبتلين من الرجال والشباب والمسنين، هذا ماوجدته "الرياض" في قسم الجزاءات بمرور الناصرية بالعاصمة. بصوت هزه القهر وخنقته الدمعات بادر المواطن خالد البلوي قائلا (خسرت وظيفتي كحارس أمن وحرقت قلب والدتي ووالدي الذين كانوا يصرفون من راتبي ، بسبب 13 ألفاً و200 ريال تسببت في توقيفي شهرين، وللأسف لم أجد من يدفع عني ولو جزءاً من المبلغ وأن يهون علي كربتي وقلة حيلتي) ويكمل بعبرة (والله العظيم حتى الريال ما أملكه عشان أشتري مويه، الوقت ثقيل علي وأنا متفائل بشهر الرحمة وأهل الخير أن يساعدوني وأطلع أدور لي على وظيفة أقدر بدخلها أعيد مع أهلي). بينما كان "عمر جعفر "يردد كثيرا" لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"علها تفرج كربته التي تسبب في مكوثه خلف القضبان منذ أكثر من شهر ونصف بسبب ستة آلاف ريال. وكان الهم الأكبر من نصيب محمد الدهامي، الذي ابتلاه الله بحادث أول رمضان، قدرت تلفياته ب 75 ألف ريال لايجد حيلة لدفعها هو وأهله. وتقدم الشاب مرزوق فهد -18 عاماً -وقال: لم أجد من يكفلني ويدفع عني والله أن أمي لم تكف دمعاتها لأجلي، فأنا أنتظر من يرحمني ويبادر بكفالتي والدفع عني. وكان لقصة الشاب أحمد عبدالفتاح يمني الجنسية -مجهول الهوية- وقفة أخرى، حيث تسترت عليه عائلة سعودية ووظفته لديها كسائق، وعندما قدر الله عليه بحادث قدرت تلفياته ب خمسة آلاف ريال، لم تلتفت له العائلة وتخلت عنه، وأكد المقدم فيصل القحطاني بأن العائلة المتسترة ستحاسب وستتحمل بقية المبلغ المقدر ب 15 ألف ريال. وجاء الوافد الباكستاني المسن الموقوف منذ أكثر من شهر ونصف يستنجد بنا ويقول بلكنته: مديونياتي بلغت 7 آلاف ريال، ولا امتلك منها شيئاً، أنا مريض سكر وضغط وقطعت الإشارة في حالة عصبية وأعلم أنني اخطأت ولكني لا أجد من يكفلني ويسهم ولو في جزء بسيط من المبلغ المقدر علي، (كان يتحدث وهو في قمة انكساره). وأكمل وافد من بنجلاديش لا زال بعكازته وملابس المستشفى الزرقاء: أريد أن أذهب لأسرتي، أنا سائق دباب بإحدى "البقالات" دخلت بسيارة وتضررت كثيرا حيث تم إجراء عملية جراحية بقدمي ووضع آسياخ حديد وكسر بركبتي، وأكمل باكيا (لي 14 سنة في السعودية لم أعمل ولاحادثاً واحداً).وفي الجهة الأخرى من تلك القضبان التي تضج بالنداءات والدموع من أهل الخير قال المقدم فيصل القحطاني: يتقدم أهل الخير سنويا للمرور ابتغاء مرضاة الله والدفع عن الموقوفين، وأحيانا يتبقى جزء زهيد من المبلغ يرفض أصحاب الحقوق التنازل عنه، والبعض يتجاوب مع إدرة المرور ويتنازل عن المتبقي ابتغاء مرضاة الله.وأكد أن نظام الربط الإلكتروني ساهم كثيرا في تخفيف عدد الموقفين بسبب المخالفات المرورية، حيث إن المواطن أو المقيم تسجل مخالفته بالجهاز ويتم إيقاف جميع تعاملاته الحكومية كتجديد إقامة وخروج وعودة للمقيم، وتجديد الرخصة للسعودي وتسجيل المواليد واصدار بطاقة الأحوال المدنية، إضافة إلى معاملات الجوازات ومكاتب الاستقدام ومكتب العمل، مشيرا إلى أن جميع الموقفين الآن هم ممن عليهم حقوق مادية لأفراد آخرين وممن لم يؤمن على سيارته. لمن يرغب من اهل الخير مساعدة هولاء المنكوبين وتفريج كربتهم الإتصال عل ادارة مرور الناصرية: 012122232 او الإتصال على المحررة :012996354 مواطن ينتظر من يفرج كربته أحد المسنين يقرأ القرآن «عدسة- صالح الجميعة»