الدمعات والرجاءات كانت جواب عنوان لجولة " الرياض" التي قامت بها في قسم الجزاءات بمرور الناصرية بالعاصمة بهدف التفريج عن كرب رجال وشباب ابتلاهم المولى عز وجل بحوادث وديون تسببت في بقائهم داخل أسوار التوقيف والذين ما أن رأوا فريق "الرياض" بمعية العقيد خالد اللحيدان والمقدم فيصل القحطاني إلا وأن تزاحموا يبحثون عن بارقة أمل لدى الفريق في أن تصل رجاءاتهم واحتياجاتهم لأهل الخير الذين تكفلوا بخروج أكثر من 40 موقوفاً منذ بداية الشهر الفضيل وحتى الآن. بصوت مكلوم ودمعة مقهور ابتدأ ماجد من أبها معاناته قائلاً : ( أتيت للرياض للبحث عن لقمة العيش للصرف على زوجتي وأبنائي , رغم أني لا أملك مسكناً , وتعتبر سيارتي هي بيتي ووظيفتي ومصدر رزقي , وبعد أن وفقني الله بالحصول على وظيفة قبل ثمانية أيام في إحدى الشركات تم ايقافي في الناصرية من أجل أربعة آلاف ريال فقط ) وأكد بصوت مبحوح وبنغمة القهر أنه لا يملك منها شيئاً ولا يستطيع تدبيرها ولا يوجد في الرياض من يكفله أو يدفع عنه, داعيا المولى أن يجد من أهل الخير من يتبنى مديونيته ويدفعها عنه ليعود لأسرته وأبنائه المنفطرة قلوبهم لأجله, وكان يشغله مليا فقدان وظيفته بسبب توقيفه وخاصة انه لا زال في أيامه الأولى فيها. ماجد : 4 آلاف تسببت في إيقافي * فيصل : اصطدمت بست سيارات ووالدي متقاعد ومريض بينما اعتلى من الخلف صوت الباكستاني شاه رسول والمطلوب ب 36 ألف ريال وقال بلهجته المتكسرة لي ما يقارب ال16 يوما ولا يوجد من يدفع عني أو حتى يكفلني, وعاد ليقول بدمعات منكسرة : فعل الخير لا يشترط فيه الله أن يكون الشخص سعودياً كي تشمله زكوات أهل الخير فأنا اغتربت عن بلدي وأسرتي وأطفالي كي أؤمن لهم قوت يومهم في باكستان. العقيد خالد اللحيدان والمقدم فيصل القحطاني وتقدم المواطن علي من جازان ليسرد لنا معاناته عله يجد أسارير الفرج بقدومنا إليهم , وابتدأ حديثه قائلا ( والله العظيم أني أعول أمي وأخواتي وأخواني في جازان وأتيت هنا للرياض بحثاً عن الرزق وليس لدي قريب أو زميل في العاصمة , حتى إنني لم أبلغ أهلي في جازان ) ، ومن ثم تحدث بألم قائلاًَ إنه استنجد بعدة أشخاص من جماعته لعل أحدهم يحضر ويكفله ويدفع مديونيته لكنه للأسف لم يجد أي مجيب , وقال : أخشى أن يقبل العيد وأنا لا أزال هنا بعيدا عن أمي ووالدتي وجاء الوافد السوداني يستنجد بنا ويقول : مديونياتي بلغت 26 ألف ريال ، ولا امتلك منها شيئاً , وأعلم أنني اخطأت لعدم تأميني على السيارة ولكني لا أجد من يكفلني ويسهم ولو في جزء بسيط من المبلغ المقدر علي، (كان يتحدث وهو في قمة انكساره !!). علي : جئت باحثاً عن الرزق..ولم أبلغ أهلي بتوقيفي وفي الجهة المقابلة لتوقيف الموقوفين بسبب حوادث مرورية كان هناك توقيف آخر مكتظ بفئات عمرية تشع منها نضارة الشباب وروح المغامرة واللامبالاة , كان يقف من بينهم الشاب (ف.م) والذي لم يتجاوز ال21 عاما بسبب خطأ ارتكبه في لحظة تهور وحضوره لمشاهدة " المفحطين " ،مما تسبب في اصطدامه في ست سيارات وعلى إثرها تم توقيفه لحين السداد, فيصل لا يجد من يغفر له زلته ويساعد في إنقاذ شبابه وتبنيه ليعود شابا صالحا يسهم في بناء المجتمع الذي يحتاجه وأمثاله من الشباب الذين لا زالوا بحاجة إلى من يحتويهم ويقوّم بعض تصرفاتهم اللامسؤولة , ويعاني والد فيصل المتقاعد من قصور في الكلى والكبد إضافة إلى السكر والضغط والذي لا يستطيع أن ينتشل ابنه من خلف تلك الأسوار الحديدية ولا يملك له إلا الدعاء بأن يفرج الله كربه ويسخر له من يساعده من أهل الخير والعطاء ليكمل ما تبقى من رمضان في أحضان أسرته وذويه. يبحثون عن بارقة أمل لإخراجهم من الجزاءات وساهم العقيد خالد اللحيدان والمقدم فيصل القحطاني في إيصال الصورة بوضوح ل" الرياض" والسعي لمساعدة هؤلاء الموقوفين في التفريج عن كربهم, عبر دخول الصحفية والمصور داخل أسوار التوقيف التي كانت تعكس مدى اهتمام الدولة بسجون المملكة ونظافتها ومدى العناية في الموقوفين لحين الإفراج عنهم, ليتحدث لنا الموقوفون بشفافية دون أدنى حواجز عن معاناتهم. الموقوف ماجد يشرح معاناته الشاب فيصل والعبرة تعتريه خلال حديثه