بلغت حصيلة ضحايا حرائق الغابات التي طالت في اليومين الأخيرين جزءا من غابات سلسلة جبال "البيرينيه" الفاصلة بين فرنساوإسبانيا أربعة قتلى كلهم فرنسيون وأكثر من ثلاثين جريحا بينهم فرنسيون وأسبان. أما الذين قضوا قبل منتصف يوم أمس من الفرنسيين فهم رجل في الستين وابنته التي كانت في الخامسة عشرة، وقد ألقيا بنفسيهما في البحر من مكان مرتفع بعد أن حاصرتهما النيران. ويضاف إليهما رجل أصيب بسكتة قلبية عندما حاصرت النيران منزله ورجل آخر قضى متأثرا بالحروق التي أصيب بها. وقد أتت النيران التي شبت في قرابة ثلاثين موقعا في الشطر الشرقي من سلسلة جبال " البيرينيه" في اليومين الأخيرين على أكثر من ثلاثة عشر ألف هكتار من الغابات لاسيما في منطقة خواكيرا الواقعة في شمال إسبانيا الشرقي ووجدت طائرات الإطفاء الإسبانية المتخصصة في التصدي لحرائق الغابات أمس صعوبات في تطويق النيران داخل الحدود الإسبانية بسبب رياح عاتية بينما تمكن الفرنسيون في الصباح الباكر من نهار أمس من الحد من تقدم النيران على الحدود الفرنسية. وإذا كانت مصادر اندلاع النيران في هذه المنطقة الحدودية الفرنسية الإسبانية لم تعرف بدقة أمس ، فإن السلطات الإسبانية أعلنت أن المنطقة التي شبت فيها النيران من الجانب الإسباني شهدت في الأشهر الأخيرة فترة جفاف ليس لها مثيل منذ قرابة ستين عاما. والملاحظ أن غابات المنطقة المتوسطية الشمالية والجنوبية تتعرض كل سنة لاسيما خلال فصلي الصيف والخريف إلى حرائق تتسبب فيها أساسا درجات الحرارة المرتفعة جدا أو بقايا السجائر التي يرميها المصطافون أو أطراف لديها مصلحة في تحويل مساحات الأراضي التي تحترق غاباتها إلى مراع أو مزارع أو مساحات مخصصة لمبان سياحية أو عقارات تباع لأثرياء القوم.