سارع "صريح" لالتهام طعام السحور قبل أن يرفع المؤذن صوته بالأذان.. تناول الأرز ثم قضم شيئاً من الفاكهة سريعاً.. ويطلب سريعاً من ابنه الصغير "حسن" أن يحضر له "طبق الكريمة" من البراد، ينهض "حسن" بتثاقل قبل أن يصرخ عليه "صريح" قائلاً له "أنهض بسرعة.. منذ قليل تلعب وتقفز كالقرد!".. هَرول "حسن" نحو البراد وأخذ الطبق وركض لأبيه ليعطيه الكريمة ونسي باب البراد مفتوحاً من فرط الخوف.. (يدحرج) "صريح" الكريمة إلى معدته ثم سأل زوجته المتعبة من زحام اليوم "كم بقي على موعد الأذان؟" فتجيب أن المتبقي عشر دقائق.. قفز بعدها "صريح" مسرعاً نحو المطبخ ليدس في فمه بعض من التمرات فيما تمتد يده الأخرى إلى رف الكؤوس ويتناول كأساً كبيراً ملأه باللبن البارد ثم شربه دفعة واحدة!. يعود إلى زوجته ويسأل باهتمام "كم بقي على موعد الأذان؟" فتجيبه بتململ "خمس دقائق".. يلتفت إلى ابنته "هيّونة" ويطلب منها أن تحضر له قدحاً من الماء بسرعة.. يفرك اصبعه في منخاره.. ثم يتمتم.. "يبدو أنني سأصاب بالزكام".. تمتد حاجبيه على جبينه بامتعاض وقلق فيسأل نفسه "ماذا أفعل إذا أصبت بالرشح وأنا صائم كيف سأتناول أدوية الرشح؟".. ينهض سريعاً إلى "الصيدلية المنزلية" ويبحث عن مضاد للحرارة والرشح والزكام علّه يتناول شيئاً منه للحيطة قبل الإمساك عن الطعام.. وبحث وبعثر جميع الأدوية وقلب الصيدلية رأساً على عقب، قبل أن تقترب منه "هيّونة" وتمد إليه الماء وتهمس بخوف "الماء.. الماء"، بينما "صريح" مشغول في البحث عن المضاد، ويصرخ منادياً زوجته، فيما يديه تعبثان بالأدوية الكثيرة "كم بقي على الوقت؟"، ولا تزال "هيّونة" تتمتم "الماء يا بابا"!. يرفع المؤذن صوته إعلاناً بدخول وقت أذان الفجر.. فيما تقف "هيونة" وهي تمد يدها بقدح الماء.. و"صريح" ينظر إليها بخيبة أمل بعد أن أدركه الوقت ولم يشرب الماء ولم يتناول الدواء!. الصيام لدى "صريح" مقاطعة الطعام.. لذا يدس مختلف الاطعمة وما يحتاجه وما لا يحتاجه تحسباً لأي طارئ، دون أن يعي الهدف الحقيقي من الصيام!.