دخلت يوما الصيدلية لشراء بعض الحاجيات، وبينما أنا أتجول في الصيدلية إذا بشخص يدخل علينا، عيناه ذابلتان وأنفه محمر يمشي على مهل من شدة تعبه ومرضه، وصوته دل على سيطرة المرض عليه وعلى قواه، فأخذ يشكو للصيدلي ليصف له الدواء المناسب، حيث يعتقد كما تخيل له أنه مريض بالزكام، وسرعان ما لبس الصيدلي الكمامات وابتعد الناس الذين كانوا بجانب المريض والبعض الآخر غادر الصيدلية خوفاً من المرض، وأخذ الصيدلي يسأله عن الأعراض التي يعاني منها وكأنه طبيب مختص، والمريض لا حول له ولا قوة يصف معاناته وآلامه من المرض الذي ألم به، ثم أخذ الصيدلي بعض الأدوية وأعطاها المريض، وانتهت مهمة الصيدلي بصرف الدواء وكسب المال، لكن حال المريض ومصيره مجهول، لا يعرف بعد ماذا ستخبئ له الأقدار. هنا سألت نفسي أما كان الأجدر والأولى على هذا الصيدلي بمجرد ظهور علامات الانفلونزا على المريض أن ينصحه بالذهاب إلى المستشفى في أسرع وقت ممكن، خصوصاً وأن العالم أجمع يحارب ويصارع انفلونزا الخنازير كونها القضية الصحية العالمية الأولى حالياً، وبلادنا بالذات رصدت إلى الآن أكثر من ألفي مصاب وثماني عشرة حالة وفاة، والكمية في تزايد مخيف. والسؤال هنا: هل ساهمت صيدلياتنا في انتشار انفلونزا الخنازير؟ بالنسبة لي أعتقد أنها ساهمت في ذلك خصوصاً أنه مرض سريع الانتشار سواء كان عن طريق الاستنشاق (رشح، وسعال ..الخ) أو اللمس، علماً أنه كان في الصيدلية قرابة الستة أشخاص من غير الصيدلي ومساعده، بالإضافة إلى تداول الأموال التي أخذها الصيدلي من المريض وصرفها لأشخاص آخرين، ومساهمة الصيدلية وتشخيص الصيدلي في عزوف المرضى عن المستشفيات والاكتفاء بوصفة الصيدلي وتشخيصه للمرض. نحن نطالب من وزارة الصحة تدارك هذا الأمر الخطير، وإصدار أوامر إلى جميع الصيدليات المنتشرة في جميع أنحاء المملكة ألا يصرف أي دواء مضاد للزكام لأي شخص يحضر للصيدلية وهو يعاني من أعراض الانفلونزا إلا بوصفة طبية خصوصاً في وقتنا الحالي حتى يتم القضاء على المرض نهائياً، وهي بذلك أيضاً تساهم في ذهاب المرضى إلى المستشفيات واكتشاف المرض مبكراً، حيث إن الغالب يقللون من أهمية مرض الانفلونزا (الزكام) والبعض الأخر يحمل هم الزحام والمواعيد في المستشفيات الحكومية، أو هم المال في المستشفيات الخاصة. وتقوم وزارة الصحة بتوزيع منشورات ومطويات إرشادية عن مرض انفلونزا الخنازير من حيث أعراضه وطرق علاجه وكيفية الوقاية منه إلى جميع الصيدليات والمستشفيات في جميع مناطق المملكة، وتعطى لكل زائر سواء للصيدلية أو المستشفى، وتكتب في هذه المطويات أن علاج مرضى انفلونزا الخنازير مجاناً كما نشرته صحفنا عن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. كما نرجو ونطمع أن تتعاون وزارة الصحة مع شركات الاتصال بالمملكة، سواء الجوال أو موبايلي أو زين، في نشر بعض الرسائل الإرشادية عن المرض للوقاية منه والحد من انتشاره. وأسأل الله أن يحمي بلادنا وجميع بلاد المسلمين من كل وباء. عائشة حسن اللقماني المدينة المنورة