أصبح توجه الفتيات في الفترة الأخيرة، فيما يتعلق بدراستهن الجامعية نحو التخصصات العلمية، كالطب والكيمياء والفيزياء والأشعة التطبيقية، وإدارة الأعمال، والتمريض وغيرها، يأتي ذلك لضمان الحصول على فرصة عمل بعد التخرج، خاصةً وأن هناك الكثير من الخريجات "عاطلات"؛ بسبب اختيارهن لتخصصات لا تتناسب مع "سوق العمل". وتولي جامعات المملكة هذا الجانب عناية خاصة، بل واهتماماً مضاعفاً، نظراً لأهمية ربط المخرجات التعليمية بحاجات السوق المحلي، مع إيجاد برامج أكاديمية تخدم الصالح العام وتقلل من البطالة بين النساء في المملكة، كما أن بعض الجامعات عملت على تنفيذ عدد كبير من الدورات والورش التدريبية والبرامج التأهيلية المختلفة بالتعاون مع كافة القطاعات، بهدف تأهيل المرأة وفق الفرص المتاحة في السوق المحلي. د.مشاط: أعدنا هيكلة كليات وأقسام الطالبات بحسب الحاجات الحديثة توجه علمي وأكّد "إبراهيم آل معيقل" -مدير عام برنامج "هدف"- على أن نسبة الإناث المستحقين لصرف إعانة حافز وصلت إلى (80%) من إجمالي العدد، في حين بلغت نسبة الذكور (20%)، مضيفاً أنه لحل هذه المشكلة توجهت جامعات المملكة في الآونة الأخيرة إلى دعم التخصصات العلمية وربط مخرجات الجامعة باحتياجات سوق العمل، مضيفاً: "من خلال تواصلنا مع عدد من المسؤولين بالجامعات لاحظنا مدى اهتمام الطالبات بشكل خاص بهذه الأقسام، والتي تأتي لمواكبة متطلبات سوق العمل". د.هدى العميل: نهدف إلى أن تقلّل مخرجاتنا من نسبة البطالة خيارات واسعة ولفت "د.عبدالإله باناجه" -مدير جامعة الطائف- إلى أنّ الجامعة لديها تخصصات علمية ومنها؛ الحاسب، والعلوم، والهندسة، والطب، والصيدلة، موضحاً أنّ جامعة "الطائف" تتجه لتكون جامعة علمية، حيث وجدوا إقبالاً كبيراً من الطالبات على العلوم الطبية والصيدلة، فالخيارات واسعة، والعدد كبير ممن بدأو يحددون مستقبلهم منذ المرحلة الثانوية، حيث يتطلب سوق العمل اليوم أطباء في الأسنان، والعيون، والطب العام، وممرضات، وفنيّو مختبرات وأشعة، وكذلك العلاج الطبيعي، مبيناً أن الفرص الوظيفية أشمل وأكبر بعد التخرج، خاصةً في مجال الترقيات، والبدلات، والحوافز، ذاكراً أنه في البداية يجب أن تحدد الطالبة طموحها وقدرتها على الجرأة وتحدي المعوقات، فالوظائف حسب طلب الجهات، مضيفاً: "بالنسبة لوظائف الجامعة فلدينا عدد كبير من فنيّي المختبرات والصيادلة، ولدينا معيدين ومعيدات في طريقهم إلى الإبتعاث، يقارب عددهم (600) معيد"، مشيراً إلى أن جامعة "الطائف" كغيرها من الجامعات تستقبل سنوياً أعداداً كبيرة من الطالبات من كافة مدن المملكة، خاصةً ممن أغلقت الأقسام العلمية بسرعة في منطقتها. التخصصات العلمية تفتح أبواباً أوسع للحصول على فرص عمل تقليل من البطالة وأوضحت "د.هدى بنت محمد العميل" -مديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن- أن جامعة الأميرة نورة أولت هذا الجانب عناية خاصة واهتماماً مضاعفاً، مؤكدة على ربط المخرجات التعليمية بحاجات سوق العمل المحلية، مشيرةً إلى أنّ الجامعة تعمل على تقييم كافة برامجها الأكاديمية، من خلال جهات علمية موثوقة بهدف تطوير مخرجات الجامعة أولاً، والعمل على إيجاد برامج أكاديمية تخدم سوق العمل، وتقلل من البطالة بين النساء في المملكة، مضيفةً أنّ الجامعة عملت على تنفيذ عدد كبير من الدورات والورش التدريبية والبرامج التأهيلية المختلفة بالتعاون مع كافة القطاعات، بهدف تأهيل المرأة إلى العمل وفق الفرص المتاحة في السوق المحلي، متمنيةً ألاّ تكون مخرجات الجامعات عالة على المجتمع تزيد من نسب البطالة الوطنية من خلال خلق فرص وظيفية غير مسبوقة للمرأة في المملكة. إبراهيم آل معيقل أقسام جديدة وكشف "د.عبدالفتاح سليمان مشاط" -عميد القبول والتسجيل في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة- أنّ الجامعة أعادت هيكلة جميع الكليات والأقسام الخاصة بالطالبات؛ من أجل أن تتناسب المخرجات مع المتطلبات الحالية لسوق العمل، والخطة التنموية للمملكة، مبيناً أنّه سيتم العام المقبل زيادة أعداد الطالبات المقبولات، حيث تم اعتماد قبول (16300) طالبة، موضحاً أن الكليات والأقسام الجديدة التي سيتم افتتاحها العام المقبل تشمل كليات اللغات والترجمة، والعلوم الطبية، والتربية والتصاميم، وأقسام الرسم والفنون، والتصميم الداخلي، والتصميم والجرافيك، حيث إنّ هذه التخصصات لم تكن موجودة واستحدثت لتتناسب مع متطلبات سوق العمل. د.عبدالفتاح مشاط إقبال على التمريض وذكرت "د.هيا الفوزان" -عميدة كلية التمريض بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية بالرياض- أنّ كلية التمريض رغم حداثتها إلاّ أنّها أسهمت في إيجاد حراكاً وتغييراً ملحوظاً في النظرة الإجتماعية للتخصص في مهنة التمريض، حيث وصل عدد الطالبات في الكلية إلى ما يزيد عن (1030) طالبة، موضحة أنّ الجامعة نجحت خلال السنوات القليلة الماضية في تأهيل أكثر من (500) ممرضة بدرجة "البكالوريوس" في التمريض، كاشفةً عن الزيادة الملحوظة في عدد الراغبات بالإلتحاق بكلية التمريض، حيث شُغلت المقاعد بالكامل بقبول أكثر من (260) متقدمة هذا العام، مشيرةً إلى أنّ الجامعة تقدم مسارين لمنح درجة "البكالوريوس" في التمريض، مسار لخريجات الثانوية العامة، وآخر لخريجات بكالوريس التخصصات العلمية؛ يأتي ذلك تلبيةً للحاجة الماسة في المجتمع، وليساعد في سد العجز المتنامي. د.عبدالإله باناجه وأشارت "د.منى علي السيف" -المشرفة العامة على كليات البنات ووكيلة القبول والتسجيل بجامعة نجران- إلى أنّ الإقبال على الأقسام العلمية مشجع جداًّ، بل ولم يعد كالسابق، وذلك بدعم وتشجيع من الجامعة، حيث تم التوسع بفتح المجالات العلمية والأقسام وتجهيزها بما تحتاجه من مستلزمات تتيح للطالبات إكمال دراستهن بشكل جيد، فرغبة الطالبات تتجه للأقسام العلمية كون مخرجات هذه الأقسام أكثر وسوق العمل يتطلبها كالطب، والكيمياء، والفيزياء، وكلية الأشعة التطبيقية، وإدارة الأعمال، والإدارة العامة، مبينةً أنّ الجامعة تشجع الطالبات بكل الطرق ومنها السنة التحضيرية التي تهيئ لهذه الأقسام. برنامج خاص وذكرت "د.منى علي السيف" أنّ الجامعة تنظم الندوات، وورش العمل، واللقاءات، المتواصلة سعياً لتساير خدمة التعليم مع متطلبات سوق العمل، إضافةً إلى أنّ الجامعة لديها برنامج خاص بمتابعة الخريجين، لمساعدة من لم يجد وظيفة، إلى جانب تتبع من أكمل الدراسات العليا، ومن هم بحاجة إلى دورات تدريبية، مضيفةً: "تحظى الجامعة بعدد كبير من الطالبات من خارج المنطقة، للإلتحاق بأقسامها، كل ذلك بفضل دعم التعليم من قبل خادم الحرمين، وولي عهده، وأمير المنطقة"، مبينةً أن الجامعة بكافة كلياتها تخضع لدراسات الجودة التابعة للخطة الإستراتيجية، والتي شدد معالي المدير على تنفيذها.