تستحضر القيادات الأمنية وخبراء الأمن التاريخ المضيء للأمير الراحل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز رحمه ولي العهد ووزير الداخلية في متابعة أمن الحجيج التي تحولت لعادة سنوية يلتقي فيها سموه قيادات أمن الحج في قطاعات وزارة الداخلية المختلفة قبل موسم الحج بأيام قليلة للتأكد من جاهزية كافة القطاعات لأمن الحج والحجيج . اللقاء السنوي للأمير نايف أصبح تظاهرة أمنية يحضرها أصحاب السمو الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين في وزارة الداخلية وسط حضور إعلامي كبير في أم القرى . ومن بين جولات 40 وزيراً ومسؤولاً عن أكثر من 30 جهة حكومية ذات علاقة بأعمال الحج تجيء جولة الأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله على رأس الجولات التفقدية الأكثر أهمية وتتلقفها الفضائيات ووكالات الأنباء العالمية والمحلية باهتمام بالغ حيث تبرز اتجاهات الأحداث والقضايا المعاصرة على طاولة سموه أثناء مواجهة الإعلاميين. 38 عاماً لم ينقطع فيها أمير الأمن رحمه الله تعالى عن تفقد المواقع الأمنية والوقوف على الاستعدادات الكبيرة لأمن الحج في مناسبة يكون فيها الأمير الراحل وجهاً لوجه مع رجاله العاملين في قطاعات الأمن المختلفة وفي مشهد وطني مهيب يعزز الثقة في أمننا. ويشير اللواء م مساعد بن منشط اللحياني مدير الإدارة العامة للتوجيه والإعلام في مديرية الدفاع المدني سابقا أن في زيارة الأمير نايف روعة التلاحم والفخر والوطنية والأبوة في مشاهد مهيبة تفجر مشاعر الحب والولاء لبلادنا وقادتها. وأضاف : لقد أسس الأمير نايف ورسم نهج المملكة الأمني لمهمة الحج في حديثه السنوي أمام وسائل الإعلام العالمية والمحلية خلال العقود التي مضت في التعامل مع موسم الحج بعيدا عن أي إفرازات خارجية مؤثرة لذا دائما ما يؤكد الأمير نايف رحمه الله في حديثه عن نهج هذه البلاد من خلال رسالته التي يوجهها للجميع قائلا '' المملكة لا تطلب تعهدات أمنية احترازية من أحد مطلقا أو أي عمل مخالف لقدسية المناسبة الدينية ولكنها في الوقت ذاته ستواجه بحزم أي عبث من أي جهة كانت سواء أفرادا أو جماعات''. وقال اللواء م يوسف مطر مدير شرطة منطقة مكةالمكرمة سابقاً أن المتابع لفكر الأمير نايف ومنهجه يلحظ الوضوح والشفافية ففي كل موسم حج نلحظ التغيير والتطوير الذي يكتسي به الحج عاما بعد آخر, فخلال العقود الثلاثة الماضية تحولت خدمة ضيوف الرحمن إلى صناعة احترافية في شتى المجالات سواء على مستوى الصعيد الأمني أو الخدمي أو التنظيمي بل حتى الفكري، حيث تجاوزت القطاعات الحكومية والأهلية مرحلة الارتجال والفردية في الخدمة, وتحول العمل إلى قالب مؤسساتي مقنن قائم على التخطيط والتنظيم والابتكار في تطويع كل الإمكانات البشرية والمادية والتقنية لخدمة ضيوف الرحمن لتمر مواسم الحج المتتالية خالية مما يعكر الصفو, وهذا لم يكن ليتحقق لولا فضل الله ثم تلك العقول المفكرة والسواعد العاملة التي تقف وراء تلك النجاحات, فليس من السهولة بمكان إدارة كتل من الحشود البشرية في ظرفية زمان ومكان محدودة ، وتنوع ثقافات وعادات ولغات دون وقوع ما يعكر صفو ذلك التجمع مما خلق أشبه بمعجزة عصرية في هذا المؤتمر التعبدي العالمي. الأمير نايف في المشاعر المقدسة ويشير الإعلامي عبد الله حسنين الذي عاصر مؤتمرات الأمير نايف رحمه الله منذ أكثر من 30 عاماً أن سموه في كل موسم كثيراً ما يؤكد بحزم أن المشاعر المقدسة مكان للعبادة وليست للشعارات السياسية وأن خدمة ضيوف الرحمن واجب علينا وواجبنا منع أي أعمال لا تمت للحج بصلة. ولفت حسنين الانتباه إلى أن حديث سموه السنوي عادة ما يؤكد على أن رجال الأمن مأجورون على ما يقدمونه باعتبار أنه واجب يجسد الصورة الحقيقية للقيادة وشعبها في تحمل المسؤولية بكل اقتدار وكفاءة وشجاعة. ويسترجع الزميل خالد الحسيني الذي رافق الأمير نايف يرحمه الله منذ عام 1379ه فصولاً من الذكريات لأمير الأمن أثناء تفقده التجهيزات النهائية عادة ما يستقل سموه حافلة خاصة تحمل معه كل المسؤولين ليستمع أثناء الجولة إلى تعليق وشرح المسؤولين كلٌ في مجاله حيث يحرص الأمير نايف على دخول أحياء مكة القديمة والعشوائية ويقف على ظروف الحياة هناك. وفي عرفات يترجل الأمير نايف عادة ليتواصل مع المسؤولين في العديد من الجهات ويوجه بكثير من الأمور ويستمع إلى شرح المسؤولين عن كل جهة. ويواصل الحسيني حديثه : في الطريق من عرفات إلى منى يقف الأمير ليتفقد المراكز الصحية ومشروعات إيصال المياه وخطوط المشاة والإدارات وأجهزة الاتصالات والخدمات الموجودة في الطريق في مزدلفة والى منى.