يقوم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا اليوم الثلاثاء بجولة تفقدية على المشاعر المقدسة يقف خلالها على استعدادات كافة القطاعات والأجهزة الحكومية العسكرية والمدنية لموسم حج هذا العام 1432ه، وذلك للتأكد من جاهزيتها لتقديم أفضل وأرقى الخدمات لوفود الرحمن وسيستعرض سموه الخطط المقدمة من الجهات الحكومية والأهلية المشاركة في الحج. سمو الأمير نايف في حديث جانبي مع الأمير خالد الفيصل ويطلع سموه على المشاريع التطويرية الكبرى التي نفذت هذا العام في المشاعر المقدسة لخدمة حجاج بيت الله الحرام وراحتهم، ومنها مشروع قطار المشاعر المقدسة الذي سيستفيد من خدماته هذا العام بكامل طاقته الاستيعابية، حيث سينقل 410 آلاف حاج، كما سيقف على استعراض القوات الأمنية المشاركة في مهمة الحج. وسيعقد سموه المؤتمر الإعلامي السنوي لموسم الحج، الذي تحضره سنوياً وسائل الإعلام العالمية المختلفة. وتنطلق جولة سموه من معسكر الطوارىء بعرفات. (الأمير نايف.. خيمة آمنة تظلل أمن الحجيج) من بين جولات 40 وزيراً ومسئولاً عن أكثر من 33 جهة حكومية ذات علاقة بأعمال الحج تجئ جولة الأمير نايف بن عبدالعزيز على رأس الجولات التفقدية المهمة، حيث إن سموه ومنذ 35 عاماً لم ينقطع عن تفقد المواقع الأمنية والوقوف على الاستعدادات الكبيرة لأمن الحج في مناسبة أصبحت سنوية تعود عليها رجال الأمن في كل موسم حج. وتتجلى أبعاد جولات الأمير نايف في أن أمن الحج هو الأمن الذي لا مساومة فيه وأنه يجئ على قائمة اهتماماته. لقد أسس الأمير نايف بن عبدالعزيز ورسم نهج المملكة الأمني لمهمة الحج الذي يعلنه الأمير أمام وسائل الإعلام العالمية والمحلية خلال العقود التي مضت في التعامل مع موسم الحج بعيدا عن أي تأثيرات خارجية لذا دائما ما يؤكد الأمير نايف في حديثه عن نهج هذه البلاد من خلال رسالته التي يوجهها للجميع قائلا:'' المملكة لا تتطلب تعهدات أمنية احترازية من أحد مطلقا أو أي عمل مخالف لقدسية المناسبة الدينية، ولكنها في الوقت ذاته ستواجه بحزم أي عبث من أي جهة كانت سواء أفرادا أو جماعات''. وخلال العقود الثلاثة الماضية تحولت خدمة ضيوف الرحمن إلى صناعة احترافية في شتى المجالات سواء على المستوى الأمني أو الخدمي أو التنظيمي بل حتى الفكري، حيث تجاوزت القطاعات الحكومية والأهلية مرحلة الارتجال والفردية في الخدمة، وتحول العمل إلى قالب مؤسساتي مقنن قائم على التخطيط والتنظيم والابتكار في تطويع كل الإمكانات البشرية والمادية والتقنية لخدمة ضيوف الرحمن لتمر مواسم الحج المتتالية خالية مما يعكر الصفو، وهذا لم يكن ليتحقق لولا فضل الله ثم تلك العقول المفكرة والسواعد العاملة التي تقف وراء تلك النجاحات، فليس من السهولة بمكان إدارة كتل من الحشود البشرية في ظرفية زمان ومكان محدودة، وتنوع ثقافات وعادات ولغات دون وقوع ما يعكر صفو ذلك التجمع، فإدارة البشر تمثل عنق الزجاجة في مجالات الإدارة المختلفة، وهذا لا يعني مطلقا أن إدارة ثلاثة ملايين حاج أمر مستحيل في ظل توافر سبل الإدارة البشرية والتقنية العالية التي امتلكتها الأجهزة الأمنية خلال هذه الحقبة، بل يدرك المتأمل تماما أن تراكم الخبرات لدى أجهزة الدولة خلق معجزة عصرية في هذا المؤتمر التعبدي العالمي. وأكد الأمير نايف بحزم في أكثر من مناسبة أن المشاعر المقدسة مكان للعبادة وليست للشعارات السياسية، (خدمة ضيوف الرحمن واجب علينا وواجبنا منع أي أعمال لا تمت للحج بصلة، والكل يعلم أن المشاعر المقدسة مكان للتفرغ للعبادة وتوثيق الأخوة، لكني أنبه بشدة أن أمن الحجاج وأمن البلاد يحتم مقابلة ما قد يعكر صفوها بقوة) ويأتي على رأس قائمة اهتمامات وزير الداخلية أمن الحجاج؛ إذ أن إدارة حشود تقدر بملايين البشر في منطقة محدودة ليس بالأمر اليسير، وفي كل مناسبة يؤكد الأمير نايف أن أمن الحجيج مسؤولية مناطة بالقيادة وهذا ما أكده الأمير نايف؛ إذ تحدث قائلا: «إن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بكافة قطاعاتها هيأت كافة طاقاتها وإمكاناتها لضمان أمن وراحة الحجيج». وأردف الأمير نايف في رسالة لرجال الأمن «أنتم مأجورون على ما تقدمونه لأنه واجبكم الذي تجسدون من خلاله الصورة الحقيقية للقيادة وشعبها في تحمل المسؤولية بكل اقتدار وكفاءة وشجاعة ونحن نشارككم واجبكم بقلوبنا وعقولنا».