أعلنت وزارتا الداخلية والدفاع الوطني فرض حظر تجوال ليلي بداية من يوم امس الثلاثاء في العاصمة التونسية وسبع محافظات اخرى. ويشمل حظر التجول محافظات تونس وبن عروس ومنوبة وأريانة (شمال شرق) وسوسة والمنستير (وسط شرق) وجندوبة (شمال غرب) ومعتمدية بن قردان من محافظة مدنين (جنوب) وذلك "إثر الاعتداءات السافرة على مقرات السيادة والاملاك العامة والخاصة من قبل مجموعات اجرامية" في هذه المناطق، وفق بيان الوزارتين من جهته أعلن مسؤول بوزارة العدل التونسية أن أعمال العنف والتخريب التي شهدتها العاصمة تونس ليل الاثنين - الثلاثاء تعد "جرائم إرهابية" وأن من تم اعتقالهم في هذا الاطار سيحاكمون بموجب قانون مكافحة الارهاب. وقال محمد فاضل السايحي المكلف بمهام في ديوان وزير العدل التونسي "الجرائم التي وقعت إرهابية بامتياز وسيكون القانون المنطبق على مقترفيها من جنس الفعل وسنطبق عليهم أحكام قانون مكافحة الارهاب" الصادر سنة 2003 في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. واصيب اكثر من 100 شخص في اعمال العنف التي شنت الشرطة على اثرها حملة اعتقالات شملت 160 شخصا في صفوف "عناصر من السلفية الجهادية" وآخرين من اصحاب السوابق. وأضاف السايحي في سياق آخر أنه تم منذ امس نشر أعوان من شرطة السجون الراجعة بالنظر إلى وزارة العدل لحماية المحاكم التونسية من هجمات الخارجين عن القانون، موضحا انهم "تلقوا الامر باستخدام كل السبل بما فيها اطلاق الرصاص الحي لاحباط اي هجوم". وشهدت تونس مؤخراً تصاعدا غير مسبوق لاعتداءات مجموعات محسوبة على "التيار السلفي" في العديد من جهات البلاد شملت أشخاصا ومؤسسات سيادية - محاكم ومراكز أمن - ودوراً ثقافية وإعلامية كانت آخرها ليلة أمس حيث تم نهب وحرق محكمة تونس 2 بالزهروني الواقعة بأحواز العاصمة وقبلها بيومين الاعتداء على الفضاء الثقافي "قصر العبدلية" بالمرسى حيث تم تمزيق بعض اللوحات الفنية التي اعتبرت مسيئة للإسلام وبخاصة للذات الإلهية وللرسول عليه السلام.