ثمة ورقة عمل قيمة.. قدمها متخصص أوروبي في الأخطاء الطبية.. في ندوة عن الأخطاء الطبية و(رسك فاكتورز) حضرتها في مستشفى قوى الأمن قبل بضع سنين.. عندما قال المتحدث.. دُنت بليم إندفيجولز ..بليم ذا سستم.. أي لا تلوموا الأشخاص (الأطباء) ولكن لوموا السستم.. أي نظام المنشأة الصحية التي يعمل فيها من ارتكب الخطأ الطبي.. وهنا يبرز تساؤل واستغراب لماذا حدث الخطأ الطبي.. وكأن مهنة الطب والأطباء هم الذين يخطئون فقط.. ومن المعروف (طبياً) أن هناك اختلافاً في طريقة العلاج بين طبيب وآخر في بعض الحالات المرضية (سكوول أُف ثوتس) أو كما يقال في معارف ومجالات أخرى (لكل شيخ طريقته) فكل مدرسة طبية لها طريقتها.. التي تنتهجها في العلاج.. وتدرجت فيها وتعودتها منذ عشرات السنين.. وتطويرها من آن لآخر باكتشاف جديد ونحو ذلك.. ولا يمكن الحديث عن الخدمات الطبية وما قد يحدث للمريض من مضاعفات أو أعراض جانبية.. دون (التعريج) على وضع صرف الأدوية العشوائي لدينا.. فهل تصدقون ان الكثير من الناس يتعاملون مع التهاب اللوزتين مثلاً بوصف واستعمال مضاد حيوي (أموكسيل) من غير فحص أو كشف طبيب.. بالذهاب إلى أقرب صيدلية وطلب كبسولات أموكسيل أم 500مجم.. فأصبح الأموكسيل يستعمل عند اللزوم.. كالبنادول..!!؟ وأنا أستغرب من وزارة الصحة كيف لم (تتابع وتطبق) قرارها القديم بعدم صرف الأدوية إلا بوصفة طبية.. ولا تظنوا ان المسألة فيها صعوبة.. فهو مطبق في جزء كبير منه.. ففي الصيدليات الحكومية لا يستطيع الصيدلي صرف (ولو حبة بندول) بدون وصفة لأنها (عهدة) على الصيدلي يحاسب عليها.. وبالمقابل نجد الصيدلي في الصيدليات الأهلية لديه (عهدة) أيضاً من الأدوية.. وهما نوعان.. نوع يُجرَد عليه (الصيدلي) كما تُجرد المواد الكمالية وحليب الأطفال وحفايظهم.. بدفع القيمة.. ويندرج معها أيضا كل الأدوية تقريباً (كورتيزون ومضادات حيوية) ماعدا أي دواء يحوي مهدئاً أو منوماً.. وقد حدثني من أثق به أن أمه تعاني من القولون العصبي منذ سنين طويلة.. وعلاجه حبوب إسمها (لبركس) ولونها أخضر فاتح.. يحصل عليه هذه الأيام من الخارج.. لصعوبة شرائه من الصيدليات المحلية.. بدون وصفة طبية.. فقلت له يا رعاك الله إن (لبركس) فيه نسبة قليلة من (بنزودايازيبين) وهو دواء يندرج تحت مسمى (كنترول درقز) فليت بقية الأدوية والسموم (من مضادات حيوية وكورتيزون) تحتوي على تلك النسبة القليلة أو البسيطة.. الني يحتوي عليها (لبركس) فلا يتم صرفها إلا بوصفة طبية.. وإلا أقول لكم ان صعوبة حصول صديقي على (لبركس) لوالدته دليل على أن وزارة الصحة (إذا اشتهت) طبقت النظام بحذافيره.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله. *مستشار الطب الوقائي في الخدمات الطبية.. وزارة الداخلية