أظهرت نتائج بحث جديد ان البنسلين يتجه لأن يُصبح غير فعال.. ونقلت شبكة (سي إن إن) الأمريكية عن تقرير أعدته مدرسة لندن للعلوم الاقتصادية والسياسية ان المضادات الحيوية كالبنسلين كانت المفتاح للتخفيف من الأمراض المعدية خلال الستين سنة الماضية.. غير ان الجراثيم باتت أكثر مقاومة للمضادات الحيوية.. إلى آخر ماجاء في الخبر الذي نشرته جريدة الرياض.. وفي رأيي ان مايحصل للمضادات الحيوية (على مستوى العالم) ومقاومة الجراثيم والبكتيريا لها يأتي في مقدمة أسبابه الاستعمال العشوائي للمضادات الحيوية (ونحن في مقدمة العالم) فتتكون لدى الجراثيم والبكتيريا مناعة.. ليس هذا فحسب بل تتخلق وتنشأ وتتكاثر أنواع جديدة من البكتيريا (نيو سترينز) مقاومة للمضادات الحيوية التقليدية كالبنسلين.. ولا أنسى تقريراً أو بحثاً قرأته منذ عقدين من الزمان أو يزيد كيف أن نوعاً من البكتيريا يعيش ويتكاثر (يكيف) بوجود مضادات حيوية معينة.. والسبب كثرة مايصرف من تلك المضادات الحيوية (بسبب وبغير سبب) ولتتأكدوا مما أقول انظروا لدينا كيف برزت مفاهيم خاطئة عن الأمراض وعلاجها.. كربط التهاب الحلق لدى الأطفال (وحتى الكبار) بالأموكسيل (عطه أموكسيل تُسمع من كل أب وأم) وغيرها كثير.. ولننظر إلى صيدلياتنا الأهلية أو الخاصة وماذا فعلت إزاء تطبيق قرار وزارة الصحة العتيد والقديم بمنع صرف المضادات الحيوية إلا بوصفة طبية (قرار لم يُتابع ولم يُفعّل أي حبر على ورق) وليقف من لا يصدقني عند أي صيدلية لدقائق قليلة وتحديداً عند (كاشير) الصيدلية ليرى بنفسه كم بيع من مضادات الأموكسيل والأوقمنتين وغيرهما من سموم بغير وصفة طبية.. واكتشاف البنسيلين قبل مايزيد عن ستين سنة يُعتبر فتحاً طبياً آنذاك في علاج أمراض كانت تفتك بأرواح الكثير من الناس كمرضي السيلان والزهري (القونوريا والسيفلس) ومرض السيلان وبعده الزهري مرضان ينتقلان بالعدوى أثناء الممارسة الجنسية (خارج نطاق الزوجية) كان بمثابة عقاب لكل من يسلك ذلك السلوك الشائن والذي تُحرمه كل الأديان.. وباكتشاف البنسلين تم مكافحة السيلان والزهري وعلاج من يُصاب بهما بسهولة.. وعندما فرح واطمئن الشاذون والمنحرفون لعلاج (القنوريا والسفلس) ظهر لهم بالمرصاد مرض الإيدز.. وهو مرض ليس هناك بادرة أو أمل قريب لعلاجه أو مكافحته.. رُغم اكتشاف الإيدز منذ ثلاثة عقود أو تزيد.. وللحديث صلة.. فإلى سوانح قادمة بإذن الله.