في يوم من أيام الوطن، وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله الذي عودنا مشاركة أبنائه فرحتهم في كل مجال من مجالات العلم والتعليم كيف لا وهو راعي العلم والتعليم في بلادنا ، هذه المشاركة التي لطالما ترقبها أبناؤه من خريجي شهادة الاختصاص السعودية بعد سنوات من الجهد و السهر والعناء ومشوارِ صبرٍ وأملٍ وجاء هذا اليوم الذي تحتفي فيه الهيئة السعودية للتخصصات الصحية بتخريج كوكبة جديدة من حملة شهادة الاختصاص السعودية وهم الذين تسلحوا بالعلم والمعرفة في نواحي الطب المختلفة ليشكلوا لبنة بناء وعطاء في مجتمع شغوف للتنمية متحفز للتطور متطلع لتحقيق مشروع النهضة الشاملة التي تسري تباشيره في أوصال وشرايين هذا الوطن الغالي يلمسها كل من يحيا على تراب هذه الارض الطيبة المباركة. ان حصول أكثر من 650 طبيباً وطبيبة وصيدلي يشكلون خريجي الدفعة ال 15 على شهادة الاختصاص السعودية يأتي في إطار الدور الحيوي الذي تضطلع به الهيئة السعودية للتخصصات الصحية من اجل الارتقاء بكفاءة وتأهيل وتدريب الكوادر الطبية والصحية والدفع بطاقات خريجيها وتوظيف جهودهم للحفاظ على صحة أبناء الوطن ومكاسبه ومنجزاته ، اننا في الهيئة ندرك بلاشك ان ما نشهدُهُ اليومَ من سباق في مجالات الاكتشافات العلمية والطبية مقابل تتابع اجيال جديدة من الامراض والأوبئة والفيروسات تعمل على انهاك الانسان وإضعافه بالعلل والأمراض يضعنا امام تحديات جسام تفرضُ علينا أن نتعاملَ معها بكلِ ذكاءٍ وحرص وانطلاقاً من هذا فقدْ قبلنا هذا التحدي، وأمسكْنا بزمامِ المبادرةِ فقمنا بتطويرِ مناهجِنا وبرامجِنا ووضعْنا الخُططَ المُحكمةِ ورسمْنا معالمَ المرحلةِ المقبلةِ غايتُنا في ذلك تأهيلُ جيلٍ جديدٍ من الممارسين يمتلكُون حساً إنسانيا راقياً ومخزوناً علمياً وثقافياً وافرا ومتميزاً، ليؤدوا واجباتِهم الطبية والإنسانيةِ على أكملِ وجه في كلِ زمانٍ ومكان مبدعين في أدائِهم خلاّقينَ في إنجازاتِهم. اننا ندرك ايضا اننا نحيا ونعيش في وطن رائد، وتحت ظل قيادة رشيدة لم تعد تقبل بأقل من التميز والتفرد والإبداع سمةً للحياة ومعياراً للنجاح والتقدم، يبقى هذا هو التحدي الأكبر الذي سوف يواجه الخريجين خلال حياتهم المقبلة ومستقبلهم المهني كأطباء وقيادات صحية يعولُ عليها القطاع الصحي الكثير والكثير في تحقيق أهدافها الاستراتيجية المستمدة من تطلعات قيادتنا الرشيدة وطموحاتها التي تصب في تقدم ورخاء هذا الوطن المعطاء. وفي الختام يسعدني أن أتوجه بالتهنئة إلى كل الخريجين على ما حققوه من إنجاز بحصولهم على الدرجة العلمية الرفيعة التي طالما كانت بالنسبة لهم حلما يتطلعون إليه . * مدير العلاقات العامة والإعلام