توقف حركة الشراء والبيع للأراضي والوحدات السكنية بدون سابق انذار يراه الكثيرون مفاجأة، من يعرف السوق وخصائصه وتوجهاته ولديه القدرة على التحليل والاستقراء يعلم أن ما يحدث هو وضع طبيعي ومتوقع. الغالبية ترى أن سوق الأسهم بالذات هو سبب الركود في السوق العقاري دون بقية قنوات الاستثمار الأخرى وأنه قد خطف الأنظار وسحب الأرجل للاستثمار فيه. نعم هناك ركود والغريب في الأمر التوقف المفاجئ للتداول العقاري على مستوى الأفراد والجماعات رغم أن هناك طلبا كبيرا على المساكن والأراضي السكنية وبالذات لمن حصلوا على قرض الصندوق العقاري. المواضيع المتنوعة والتي صدرت عن (الرياض) والتقارير التي يقدمها الزملاء عن المشهد العقاري في المملكة اسبوعيا كانت تركز على أوضاع السوق وتحركاته وتحدد مسار جميع القطاعات ضمن صناعة العقار من التطوير الى التمويل والتسويق والاستثمار مرورا بالمشاريع الحكومية والخاصة. بالنسبة لي شخصيا كنت متوقعا ذلك وذكرته في عدة مقالات سابقة في هذه الزاوية وقد لخصت ذلك في مقال اسباب انخفاض اسعار العقار بتاريخ 15 شعبان 1432 ه الموافق 16 يوليو 2011م بمجموعة من الاسباب وقلت من واقع الحال وبسبب ضعف القدرة الشرائية التي لا يقابلها زيادة في الدخل فمن المرجح أن الأسعار ستنخفض خلال الفترة القادمة والتي قد تمتد إلى خمس سنوات بسبب الركود الإجباري الذي يشهده السوق حاليا رغم القرارات الحكومية والسبب ارتفاع الأسعار للمنتجات السكنية مقارنة بمستوى الدخل والقدرة الشرائية للمواطن ومنها اهتمام الدولة الجاد لحل مشكلة الإسكان،توقع ازدهار سوق الأسهم وامتصاص بعض الأموال المجمدة في العقار، الإقبال على الشراء في أطراف المدن والمحافظات والقرى المجاورة للمدن الرئيسية لمعقولية الأسعار مقارنة بها داخل النطاق العمراني، الرغبة الجادة في السعودة وتشديد الإجراءات على العمالة الأجنبية مما سيترتب عليه هجرتها من السعودية، زيادة المعروض من الوحدات السكنية عن طريق الأفراد والشركات العقارية، دخول الاستثمار الأجنبي في القطاع السكني، الاهتمام بتطوير الأحياء العشوائية ووسط المدن، تطبيق نظام الرهن العقاري،تنفيذ مشاريع وزارة الإسكان، زيادة عدد الأدوار. اذاً فالركود كان متوقعا وليس عزوفا تاما وتوقفا عن الشراء والبيع حتى للمحتاج من المستهلكين النهائيين وقد نجد لهم العذر سابقا بأن الأسعار وصلت الى سقف يتجاوز القدرة الشرائية. أعجب من التوقف التام رغم التصحيح الذي بدأ لأسعار الأراضي والوحدات السكنية والسبب انطلاق الغالبية لسوق الأسهم بمن فيهم البسطاء ومن لا يملكون مساكنهم بحثا عن الربح في سوق يعج بالمخاطر لمن لا يستطيع التعامل معه. انه العامل النفسي والذي أجبر الجميع على الخضوع واللهث وراء السراب ويبقى فئة قليلة من الأذكياء ممن يقتنصون الفرص متى أتيحت لهم.