تنتهج المملكة العربية السعودية سياسة الحكمة والعقل والمنطق مدافعة عن الحق لا تأخذها في الحق لومة لائم، فعلى مدى كما عرفت بمواقفها الواضحة والصريحة المؤيدة والداعمة لكل قرار من شأنه أن يحقق الخير للأمتين العربية والإسلامية وذلك ديدنها الذي لا تحيد عنه. يأتي كل ذلك انطلاقا من دورها الريادي والهام في خدمة القضايا العربية والإسلامية وكونها القلب النابض للأمتين. وحول أحداث سورية المؤلمة عبر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بصراحة ووضوح عن موقف المملكة فقال: (إن ما يحدث في سوريا لا تقبل به المملكة العربية السعودية، فالحدث أكبر من أن تبرره الأسباب، بل يمكن للقيادة السورية تفعيل إصلاحات شاملة سريعة، فمستقبل سوريا بين خيارين لا ثالث لهما، إما أن تختار بإرادتها الحكمة، أو أن تنجرف إلى أعماق الفوضى والضياع لا سمح الله . وتعلم سوريا الشقيقة شعباً وحكومة مواقف المملكة العربية السعودية معها في الماضي، واليوم تقف المملكة العربية السعودية تجاه مسؤوليتها التاريخية نحو أشقائها، مطالبة بإيقاف آلة القتل، وإراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الآوان. وطرح وتفعيل إصلاحات لا تغلفها الوعود بل يحققها الواقع). إلا أن نظام بشار الأسد أخذته العزة بالإثم و غرته الحياة الدنيا ولم يعد لرشده و تجاهل تلك الدعوة الأخوية التي هدفها وحدة واستقرار سورية، ومع استمرار النظام في القتل والتدمير وعدم تعاون نظام بشار الأسد مع خطة العمل العربي الصادرة من الجامعة العربية، في وقف أعمال العنف التي تشهدها المدن السورية منذ أكثر من عام والتي يدفعها شعب أعزل يستقبل الرصاص والصواريخ بصدور عارية وتقديم الشهداء والجرحى طالبين العدالة والحرية والكرامة واحترام إنسانيتهم رافضين القمع والظلم الذي وجوده من هذا النظام، لقد عملت الجامعة العربية على إرسال مراقبين للوقوف على الأوضاع هناك وطلب من النظام وقف إطلاق النار و العودة لرشده إلا ان النظام لم يتجاوب مع تلك الخطة العربية واستمر القمع والقتل والتدمير ، وتأكيداً لمؤازرة الحق ومساندة الشعب السوري المكلوم لتجاوز تلك المحنة و في أثناء انعقاد اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية بالقاهرة أكد سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل بكل شفافية وقولا للحق ( ان الوضع لا يمكن أن يستمر وأننا لن نقبل أن نكون شهود زور). وعليه تم سحب المراقبين السعوديين من بعثة المراقبين العرب في سورية. يشهد التاريخ للمملكة بمواقفها المشرفة والصادقة وعرف عنها تضامنها ووقوفها مع الأشقاء، وها هي المملكة تؤكد حكومة وشعباً الوقوف مع الشعوب العربية كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر. إن دعاوى الحاقدين عن السعودية والمتربصين لا يزيدها إلا ثباتا وإصرارا على العمل على كل ما فيه الخير للأمة الإسلامية ويحقق لها العزة والكرامة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.