أبدت موظفات إدخال البيانات بمدارس البنات امتعاضهن؛ لعدم تثبيتهن ومنحهن مسمى وظيفيا رسميا، إذ لا يوجد في الوزارة مسمى «مدخلة بيانات» -بحسب الموظفات-، وإنما يتقاضين رواتبهن من مديرة المدرسة، ويشعرن بضياع حقوقهن؛ لذا يخشين من استبعادهن والاستغناء عن خدماتهن بعد سنوات من العمل، رغم محدودية الراتب حيث لا يتجاوز (1500) ريال كحد أعلى. «الرياض» تلقت العديد من اتصالات الموظفات طالبن بنقل معاناتهن وايصال صوتهن للجهات المعنية. بدايةً قالت إحدى الموظفات: «أنا موظفة حاسب مدخلة بيانات في مدرسة ابتدائية وراتبي من المديرة لا يتجاوز ألف ريال، والكل يعلم مدى الصعوبة التي يتطلبها العمل على إدخال البيانات فهو عمل شاق ومرهق، وفي النهاية أتقاضى راتبا قد لا يذكر بالنسبة لمعطيات الحياة حالياً، وهذا إجحاف بحقنا إلى متى نستمر بلا حقوق تذكر؟، وأنا في هذا العمل منذ ست سنوات تقريباً، إلاّ أنني لم أحصل على التثبيت، والنظر في حقوقي المالية». وأضافت أخرى: «أنا مدخلة بيانات في احدى المدارس، ووضعي مشابه للكثير، فنحن نعمل على إدخال البيانات وعمل السجلات وكتابة الخطابات وغيره، وأنا أعمل لأكثر من سبع سنوات وراتبي لا يتجاوز(1500) ريال، ولست موظفة حكومية، بل إنّ الراتب يتم دفعه لي عن طريق المعلمات والإداريات في المدرسة، مع أنّ هذه الوظيفة من الأساسيات في المدارس وحاجة المدرسة لمدخلة بيانات لا تقل عن حاجتها لمديرة؛ لأن كل السجلات وأعمال المدرسة الإدارية متوقفة على وجود مدخلة بيانات»، مشيرةً إلى أنّه بالرغم من تعدد الأنظمة الصادرة من الوزارة «نظام نور، تكافل، التكامل.. الخ» الخاصة بالمدارس، إلاّ أنّه لا وجود للمسمى الوظيفي «مدخلة بيانات». وبيّنت «دلال الحربي» أنها تعمل مدخلة بيانات لأكثر من خمس سنوات، وحاصلة على دبلوم حاسب آلي، وراتبها لا يتجاوز (1200) ريال، وتصرف منه على دراستها الجامعية، وأنها وزميلاتها لم يطالبن بأي شيء في الماضي؛ خشية أن يتم الاستغناء عنهن لأنهن غير «موظفات رسميات». فيما أكّدت «نجلاء حمد» على أنها تشعر بالإجحاف؛ لأنها تعمل وتتعب وفي آخر الشهر راتبها (800) ريال، تدفع جلّه للمواصلات، مضيفةً: «صبرنا حتى ملّ الصبر منّا، ولا أحد يقبل بهذا أبداً». وكشفت «دلال البلوي» على أن مدخلات البيانات يعملن حتى وهنّ في المنزل، ومع ذلك لا يحصلن على بدلات وعلاوات، ويناط بهن كل المتعلقات بالكمبيوتر في المدرسة فالعديد منهن تقع على عاتقهن ادارة»كنترول المدرسة». واقترحت «نورة عبدالله» بتعيين مدخلي ومدخلات البيانات في المدارس على الوظائف الإدارية بالمرتبة السادسة، وخريجي الحاسب الآلي على الوظائف التعليمية. وطالبت «أميرة» بالنظر إلى خبرة العاملات في ادخال البيانات، وتقدير مجهوداتهن التي مضت في مجال التعليم، وقالت: «خبرتي في إدخال البيانات تسع سنوات من بداية برنامج معارف، وعند ظهور إحلال التخصص رفعت أوراقي لتحوير وظيفتي إلى مدخله بيانات، ولكن لم يصلني الرد، وتفاجأت بأن اثنتين من زميلاتي المراقبات طالبن بوظيفة مدخله بيانات وهن حاصلات على بكالريوس حاسب آلي، وتهت في التساؤل عن وضعي بالمدرسة». وأوضحت «فايزة الجهني» أنها تعمل أكثر من ست سنوات في مدرسة ثانوية، وعلى عدة أنظمة في المدرسة، بالإضافة إلى السجلات وإدخال البيانات، وأنّها تحب عملها بالرغم من قلة الراتب، وأنّ ما تريده فقط هو الاستقرار الوظيفي. وقالت:»سمعنا عن استحداث وظائف جديدة في التشكيلات المدرسية، وأنّ هناك وظيفتين على الأقل في كل مدرسة بمسميات جديدة مسجل معلومات، ومساعد إداري، وسكرتير، ولكن المؤلم أن لا يكون لنا أيُّ نصيب منها، بالرغم من سنوات الخدمة ومعرفتنا التامة بالعمل».