تخرجن في الجامعات المختلفة وطرقن كل الأبواب .. خضن تجارب بنود سابقة بحثا عن الاستقرار والأمان الوظيفى .. اتبعن الإجراءات السليمة وفقا للأنظمة .. ولم يجدن حلا يثلج صدورهن إلى الآن .. وإذا عدنا إلى أصل الحكاية فإن ما يحدث منذ زمن طويل هو أن هناك فئة من المعلمات يطلق عليهن مسمى «البديلات» نلن نصيبا لا بأس به من المتاعب في عملهن ، .. ليس هذا فقط وإنما اصبن بخيبة أمل عندما وجدن أنفسهن بعيدات عن حلم التثبيت الذي راودهن كثيرا منذ تخرجهن وبدء رحلتهن فى العمل بمجال التعليم الذي أحببنه ومازلن يعطين فيه كل طاقاتهن الايجابية ويرغبن في مواصلة العمل به . «اليوم» ترصد معاناة المعلمات البديلات فى التحقيق التالى : المعلمات البديلات يطالبن بحقهن فى التثبيت ( اليوم ) فى البداية تقول "أم تركي " : أنا معلمة منذ 14 عاما وتخصصي رياضيات وعملت منذ بداية تخرجي في مدرسة خاصة لمدة خمسة أعوام عانيت فيها من حيث نصاب الحصص 24حصة كما أيضا كلفوني بمناوبة الباص التي كانت أصعب من التدريس لأننا نتأخر بسببها كثيرا والجميع كانوا يعانون منها صباحا وظهرا حتى طفح الكيل وقررت أن أبحث عن وظيفة حكومية وإلا فمنزلي وأطفالي أولى بوجودي بينهم وبالفعل تركت العمل في المدرسة الخاصة لصعوبتها ولقلة الراتب أيضا وبينما أنا أنتظر وجود حل لوضعي وردني اتصال من مكتب شئون المعلمات يخبرنني بوظيفة حكومية لكن للأسف كانت مؤقتة ومع ذلك طرت فرحا بها وقبلت دون تردد وفعلا أكملت إجراءات التوظيف المؤقت حتى انتهاء نصف السنة الدراسية وفي بداية النصف الجديد عدت لما كنت أعانية بالسابق حيث المعاناة من عدم وجود عمل ثابت لي فقط الجلوس بانتظار ورود هاتف إليك آخر وهكذا . المعلمات البديلات أصبن بخيبة أمل عندما وجدن أنفسهن بعيدات عن حلم التثبيت الذي راودهن كثيرا منذ تخرجهن وبدء رحلتهن فى العمل بمجال التعليم الذي أحببنه ومازلن يعطين فيه كل طاقاتهن الإيجابية ويرغبن في مواصلة العمل به رغم الأجور الضئيلة التي يتم صرفها لهن رغم ما يتعرضن له من ضغوط أضافت كان وضعي مؤسفا لأنني لا أستطيع رفض عمل يأتيني حتى لو لم يناسبني وكل هذا لأنني أخاف من أن رفضي لهذا العمل سوف يمنع عني الحق في تجديد عقدي من جديد فحياتي كمتعاقدة مثل البيت الواقف لا يحق لي حتى في التفكير في الاستقرار أو المطالبة به حتى لا أخسر وظيفتي المؤقتة حتى جاء اليوم الذي أشرقت أنفسنا بالأمل من جديد حين صدرت القرارات الجديدة من أبينا الغالي أبي متعب حفظه الله وارتسمت الابتسامة من جديد على وجوهنا جميعا كمتعاقدات حيث ظننت أن القرار يشملنا كمتعاقدات لكن لا أعلم هل سيكون هناك بحث وتفعيل للقرارات وجعلنا في نصاب المستحقين منها أم لا؟ الوضع للآن غير واضح بالنسبة لي لكن أتمنى أن يكون لنا نصيب ويعم الخير على الجميع ، وعبرت "أم عبد العزيز " قائلة : نحن المعلمات البديلات على بند الأجور تخرجنا منذ ما يزيد على سبعة أعوام ولم تتح لنا فرصة للعمل في قطاعات حكومية واضطررنا إلى العمل في قطاعات خاصة ولم نتمتع بجميع حقوقنا "كمعلمات " علاوة على الأجور الضئيلة التي يتم صرفها لنا رغم ما نتعرض له من ضغوط في العمل سواء من الإدارة أو غيرها مثل مكافأة معلمات المدارس الحكومية رغم أننا كثيرا ما نتفوق عليهن من حيث الجهد والعمل والصبر في مجال العمل . ورغم ذلك لم نتذمر ولا نطالب بأكثر من التثبيت ، وليس معنى رضوخنا للأمر الواقع أننا لا نريد التثبيت وإنما نتمناه لحفظ حقوقنا ولا نطلب غير النظر في وضعنا ومنحنا ما نستحقه ، وتشير "منيرة محمد" معلمة دين إلى معاناتها قائلة : أنا خريجة منذ 12 عاما ومتعاقدة مدة خمسة أعوام في محو أمية ثم عامين بديلة انتدب وإلى مدرسة أخرى غير التي تعاقدت معها وهذا فى حد ذاته قمة المعاناة .
حلم التثبيت تبخر والفرحة لم تكتمل تقول «رحاب محمد» : بعد سماع خبر ترسيم عاملات على بند الأجور فرحت وقلت : أخيرا فتحت أبواب الفرج، لكن علمنا فيما بعد بأننا لم نلحق بهذه الفئة رغم أننا نعمل معلمات بديلات على بند الأجور فلماذا لا يطولنا التثبيت، وقد راجعت العديد من الدوائر الحكومية ومنها الإدارة العامة للتربية والتعليم وأرسلت رسالة إلى مدير إدارة تعليم البنات السابق الدكتور سمير العمران عبر ايميل الوزارة ولم أتلق رد شافيا للآن، وأضافت قائلة : نسعى الى التثبيت والنظر في أمر محو الأمية فلينظر في أمرنا بكل جدية، فنحن البديلات كنا ومازلنا نعاني تنقلنا كل يوم من مدرسة إلى أخرى. كما أخذنا نصيبا من المعاناة في المدارس الأهلية واستغلالها لنا من حيث أخذ طاقاتنا دون راتب ينصفنا ويناسب جهودنا وبعد كل ذلك لم تكتمل فرحتنا بصدور الأمر الملكي بتثبيت البنود والعقود، وقالت «حميدة الدار» : نحن فئة تحب العمل ولولا الضغوط ما طالبنا بالتثبيت فخدمة الوطن في دمائنا وحب العمل والرغبة في تربية أبنائنا وتثقيفهم وجعلهم نبراسا مضيئا أملنا فى الحياة وعملنا وجهودنا تفوق أحيانا جهود أغلب المعلمات الأساسية، لكن مع صدور القرارات ضاعت فرحتنا بعد أن نسي المسئولون فئة البديلات.
متاعب لا تنتهي والأمان الوظيفي مفقود تروي «ع . ه « معاناتها الخاصة كمعلمة بديلة وتؤكد ان بدايتها كانت عندما تخرجت عام 1419ه ولم تحصل على عقد إلا في عام 1430 ه يعني ان 11 عاما ضاعت من عمرها ، وتضيف : للأسف الشديد متاعب المعلمات البديلات لا تنتهي أبدا ولا يشعرن بالأمان الوظيفي وتقول : عندما صدرت أوامر الملك حفظه الله ظننت أن الفرج جاء وسننعم بالتثبيت مثل العاملين على بند الأجور، لكن علمنا بأننا لسنا ضمن المثبتات وضاع الأمل، وأضافت : كل ما نطلبه هو مراعاة جهودنا ومنحنا التثبيت الذي نستحقه وعدم حرماننا من الفرحة وعيش حياة كريمة مع التطور الذي نراه، وتضيف : معاناتنا لا يشعر بها غيرنا وأولها التنقل بين المدارس كل نصف سنة دراسية ما يعني غياب الاستقرار في مكان معين وأحيانا لا يوجد مكان أو مكتب نجلس عليه في المدرسة، وليس لنا راتب في الاجازات أو إجازة مرضية أو حتى اضطرارية وكأننا لسنا بشرا نمرض ويمرض أطفالنا أو نواجه ظرفا طارئا يستدعي الغياب وحتى لو أحضرنا تقريرا طبيا لا يقبل ويخصم ذلك اليوم من الراتب، اضافة لتأخر الرواتب ثلاثة أشهر أحيانا مع احتمال عدم التعاقد معنا في السنة التالية. ومع أننا نعمل مثل المعلمة الأساسية وأكثر نتحمل النصاب الأكبر من الحصص مع النشاطات ونوضع كرائدات للفصول، وبعد ذلك ألا نستحق بعد هذا التعب أن نثبت في الوظيفة كغيرنا خاصة اننا نعمل على وظائف شاغرة ليس لها بديل أصلا وأصبحت لدينا خبرة ميدانية كافية في التدريس ولا نريد إلا النظر بجدية في وضعنا وإعطائنا ما نستحق من حقوق في التثبيت أسوة بغيرنا.
السفر والتنقل معاناة إضافية للمعلمات
السكن بالجبيل الصناعية والعمل في الدمام تشير «ع. الجمعان» الى وجود عجز كبير في جميع مناطق المملكة ويتم سده بالمتعاقدات وتروي حكايتها قائلة: أنا خريجة بكالوريوس تربوي تخصص رياضيات وبدأت رحلتي مع العمل كمعلمة بديلة على نظام بند الساعات منذ تخرجى منذ ما يزيد على 7 اعوام وكل ما نطمح اليه الان هو الترسيم. وتقول «أ.ع»: أنا معلمة حاسب آلي متعاقدة وأسكن في الجبيل الصناعية وعملي في الدمام وفقا لنص العقد والمشكلة أن المدرسة التي اعمل فيها لا تضم معلمة حاسب آلي فلماذا لا أثبت؟. وأضافت: أحب عملي ومتفانية فيه كثيرا وأرغب في اعطاء الكثير وإفادة الطالبات بما درسته طوال هذه السنوات، ورغم المسافة التي أقطعها يوميا لمكان العمل إلا أنني أحب الذهاب يوميا للمدرسة على امل التثبيت لتحسين وضعي المادي لأنني ابنة لأب متقاعد عن العمل ومسئولة عن عائلتي ماديا، ولعل اشد ما يؤلمني أنني خريجة كلية التربية للبنات بالجبيل بتقدير جيد جدا وجميع زميلاتي بالدفعة تم تثبيتهن وانا الوحيدة لم اثبت الى الان وعندي أمل فى تثبيتي قريبا والنظر لوضعي بعين الاعتبار خاصة وان عدد معلمات الحاسب بالجبيل الصناعية ليس كبيرا.
تدريس 18 منهجاً مقابل 1500 ريال شهرياً تقول «إيمان دعبل»: أنا موظفة تعاقد على نظام العمل بالساعة منذ أكثر من 10 اعوام وللآن لم احصل على وظيفة حكومية فمنذ تخرجى في الجامعة وأنا اسعى لتطوير نفسي من خلال الالتحاق بالدورات التعليمية والتدريبية للحصول على خبرات في مجالي، فالتحقت بمدارس أهلية لمزاولة مهنة التدريس ورغم أن الراتب لا يتجاوز 1200 ريال إلا أنني قبلت من أجل الخبرة العملية علماً بأني كنت أدرس 9 مناهج بالإضافة الى الإرشاد الطلابي, ثم التحقت بمدرسة أخرى راتبي فيها 1500 ريال وكنت أدرس 9 مناهج وعند العجز في المدرسة لغياب معلمة بشكل مفاجئ تصل الى 18 منهجا، اضافة للأنشطة المدرسية, وخلال عملي فيها تم التعاقد معي على وظيفة تعاقد بنظام العمل بالساعة لمدة فصل دراسي, وعند انتهاء العقد تم الاتصال بي من المدرسة السابقة لرغبتهم فى عودتي الى وظيفتي, وبالفعل عدت وبعد بداية الدراسة بثلاثة أسابيع تم التعاقد معي مرة أخرى بالوظيفة التي ما زلت على رأس العمل فيها للآن, وطيلة هذه الفترة لم اشعر بالاستقرار والأمان الوظيفي الذي هو محك النجاح بتلك الوظيفة تحديدا, ففي كل فصل دراسي كنت أدرس مادة جديدة لفئة عمرية مختلفة ومدرسة أيضاً جديدة ثم صدر الأمر السامي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز «حفظه الله» بترسيم جميع العقود والبنود وهو الأمر الذي أدخل الفرحة في قلوبنا، بعد ان اعتقدنا ان تعب عشرة اعوام سيثمر ثم علمنا أننا لا نندرج تحت قرار التثبيت فانكسرت الفرحة في قلوبنا.