أبدت عدد من معلمات المدارس الأهلية استغرابهن من استمرار ضآلة رواتبهن، التي لا تتناسب مطلقا حسب قولهن مع الجهود التي يبذلنها في عملهن في المدارس الخاصة. وكشف مدير الإعلام التربوي في تعليم عسير أحمد فرحان أن مسألة انخفاض رواتب معلمات المدارس الأهلية ليست من اختصاص إدارات التعليم ومنها تعليم عسير، مضيفا أن إمكان المعلمات المتضررات اللجوء إلى مكتب العمل لإلزام ملاك المدارس الأهلية برفع رواتبهن المتدنية. وبدورها أجرت «عكاظ» الكثير من الاتصالات بالمتحدث الرسمي لوزارة التربية محمد الدخيني ولكنه لم يرد على تلك الاتصالات. وأوضحت مصادر بأن العدد التقريبي لمعلمات ومعلمي المدارس الأهلية يبلغ نحو 24 ألف معلمة ومعلم. وقالت مريم جابر معلمة في إحدى المدارس الأهلية في محافظة جدة إن الحاجة إلى الراتب الضئيل دفعتها لقبول وظيفتها كمعلمة لغة عربية للمرحلة الثانوية. وقالت المعلمة مريم «ظروفي المادية أجبرتني على تحمل معاناة العمل في المدارس الأهلية بسبب ضغط المناهج ومضاعفة الأنشطة براتب لا يزيد على 1500 ريال منها 500 ريال تذهب لوسيلة النقل من وإلى المدرسة بسبب عدم قدرة والدي المسن على امتلاك سيارة خاصة فراتبه التقاعدي وما يتبقّى من راتبي الضئيل لا يكفي مصاريف أسرتنا المكونة من سبعة أشخاص حتى نهاية الشهر. ومن جهتها، وصفت شروق الشهراني العمل في المدارس الأهلية بأنه يساوي العمل في المدارس الحكومية ومؤهل معلمة الأهلية يماثل مؤهل معلمة الحكومية ورغم ذلك فمعلمة التعليم الحكومي تتسلم راتبا لا يقل عن 7500 وريال بينما معلمة الأهلية تتسلم راتبا لا يتجاوز 1500 ريال وذلك يعني أن الفرق قرابة 6000 ريال. وتساءلت سلمى العمري معلمة دين في إحدى المدارس الأهلية عن سبب عدم تنفيذ القرار القاضي بتقديم صندوق الموارد البشرية دعما ماليا لمعلمات المدارس الأهلية بواقع 1500 ريال إضافة لراتب المدرسة الذي يقدر ب1500 ريال وبذلك يصبح راتب المعلمة 3000 آلاف ريال. ولم تخف هيفاء عقيلي امتعاضها من انقطاع رواتب معلمات المدارس الأهلية خلال الإجازات، معتبرة ذلك هو أسوأ ما تعانيه معلمات المدارس الأهلية، وأرجعت ذلك إلى كثرة الالتزامات التي يواجهنها خلال الإجازات من متطلبات ومصاريف أسرية لأن غالبية من يرضين بهذا الراتب المتدني من المؤكد بأنهن يقمن بالصرف على أسرهن منه. وتخوفت المعلمة سوزان هادي من الغموض الذي يكتنف مستقبلهن في التدريس الأهلي من حيث عدم استقرار وضعهن الوظيفي رغم كل هذه المعوقات التي تواجهنها حيث تخشى أن يتم الاستغناء عنها مع بداية كل عام دراسي لأن راتبها البالغ 1500 هو ما تعيش عليه هي وأمها المسنة وأختها المطلقة بعد أن مات والدهنّ ولم يترك لهن من حطام الدنيا شيئا.