غادر مراقب من جامعة الدول العربية سوريا قائلا إنه كان شاهدا على مشاهد مروعة لم يتمكن من منعها واتهم السلطات بارتكاب جرائم حرب وبأنها حولت بعثة المراقبة في سوريا إلى "مسرحية". وقال أنور مالك لقناة الجزيرة الإخبارية والذي كان يرتدي السترة البرتقالية المميزة لفريق المراقبين "شاهدت الباطل.. شاهدت الكذب.. شاهدت الجثث.. ما لا يمكن أصمت عليه ولذلك رأيت أن أتكلم." وأضاف "انا كنت في حمص لم يتم سحب آلية عسكرية إلا الآليات المحاصرة من الجيش (السوري) الحر" في إشارة إلى المجموعة التي كونها عسكريين منشقين عن الجيش السوري. ومضى يقول إن القناصة موجودون في كل مكان ويطلقون النار على المدنيين. وقال مالك وهو جزائري في مقابلة مع قناة الجزيرة في قطر إنه كان يخدم النظام من خلال منحه فرصة أكبر لمواصلة القتل وإنه لم يتمكن من منع ذلك. وتمثل استقالة مالك أحدث ضربة للبعثة التي وجهت إليها انتقادات بالفعل بسبب عدم فاعليتها والتي تعرض أعضاؤها لهجمات هذا الأسبوع سواء من أنصار الأسد أو المحتجين. مالك : «العطور النسائية» كشفت لي السجناء الوهميين وتابع مالك "الواقع مأساوي في حمص.. وهناك كارثة إنسانية." وأضاف "أنا زرت مقر الأمن السياسي. وجدت أناسا في حالة يرثى لها ويتعرضون للتعذيب والتجويع يأكلون وجبة خفيفة في اليوم الواحد ... والأشخاص الذين في حالة سيئة من التعذيب يتم تهريبهم لمناطق أخرى لا تسمح للمراقبين أن يطلعوا عليها وتم زج عسكريين وضباط مخابرات على انهم مساجين وهذا من خلال تجربتي لاني شممت اناسا عليهم رائحة عطور نساء فمن أين أتت هذه العطور." وعندما سئل مالك عن سبب استقالته أجاب أن أهم شيء هو التحلي بالمشاعر الإنسانية وإنه أمضى أكثر من 15 يوما في حمص رأى فيها مشاهد مروعة وجثثا محترقة وإنه لا يمكن تجاهل إنسانيته في مثل هذا الظرف. وانتقد مالك رئيس بعثة المراقبة الفريق أول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي من السودان الذي شككت جماعات لحقوق الإنسان في مدى ملاءمته لهذه المهمة نظرا لدوره السابق في الصراع في دارفور. وقال مالك الذي لفت الأنظار بسبب تصريحات وضعها على موقع فيسبوك إن رئيس البعثة أراد أن يسلك مسارا وسطيا حتى لا يغضب السلطات السورية أو أي جانب آخر. وقال مالك إن النظام لم يرتكب جريمة حرب واحدة بل سلسلة جرائم ضد الشعب السوري. وتابع مالك "هذه مسرحية يقوم بها النظام.. قبل ان يتم الإفراج عن المعتقلين يتم اختطاف الناس من الشوارع بصفة عشوائية ويتركون في السجون لبضعة ايام حتى تسوء حالهم." وقال "ثم يتم استدعاؤنا لنكمل المسرحية وبهذا يتم الإفراج عن المعتقلين. أما الأشخاص الحقيقيون الذين طالبنا بهم فلم يتم الإفراج عن أي شخص." ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من جامعة الدول العربية على تصريحات مالك والتي قررت يوم الأحد الإبقاء على المراقبين في سوريا على الأقل حتى موعد صدور التقرير الثاني للبعثة في 19 من الشهر الجاري. وقال مالك أيضا إنه رأى جثثا لعسكريين أعدموا بسبب رغبتهم في الفرار أو الانشاق.وأردف قائلا "كل الامور فعلها النظام من أجل ربح الوقت لإغراقنا في مشاكل هامشية." وقال مالك إنه رأى قناصة فوق أسطح المباني لكن بعض زملائه غضوا الطرف عن ذلك. وذكر أن بعض أعضاء الفريق فضلوا الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع النظام ونفوا وجود قناصة. وقال أيضا إن السلطات أرسلت "جواسيس وضباط مخابرات" تنكروا في صور سائقين ومرافقين للمراقبين للحصول على المعلومات التي جمعوها مضيفا أنه بمجرد تركهم لمنطقة ما كانت السلطات السورية تهاجم الناس. وأردف قوله إنه رأى مشاهد مروعة مثل جثث محترقة وجثث تحمل آثار التعذيب وجثث تم سلخها وأطفال قتلى ومنازل قصفت بالأسلحة الثقيلة ودمرت. وقال إن حي بابا عمرو هو الأكثر تضررا في حمص. وتابع أنه من حين لآخر كانوا يرون شخصا يقتله قناص وأنه رأى ذلك بعينيه.