تواصلت الاشتباكات بين القوات النظامية السورية ومنشقين عن الجيش السوري في حماة وريف دمشق، فيما حذر ناشطون من وقوع مجزرة في بلدة شيزر بريف حماة بعد تعرضها لقصف بالأسلحة الثقيلة. وأفاد ناشطون وشهود أن نحو 4 قتلوا أمس، بينهم شخصان توفيا متأثرين بجروح أصيبا بها ليلة أول من أمس خلال تظاهرات تطالب بإسقاط النظام. وفيما يتجه المزيد من المراقبين العرب إلى سورية، أعرب ناشطون ومدنيون سوريون عن الاستياء من «التضارب» و «التخبط» في تصريحات المراقبين العرب إلى سورية. وعن تطورات أمس، قتل ثلاثة مدنيين برصاص قوات الأمن. فيما تم تسليم جثث أربعة مدنيين تعرض بعضهم للتعذيب، إلى عائلاتهم أمس بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ففي منطقة حمص (وسط)، قضى مدنيان برصاص قناصة كمنوا عند سد الصوامة في مدينة القصير. وفي قرية كفرنبل في منطقة إدلب (شمال غرب) قرب الحدود التركية، قتل مدني برصاص طائش. وقال المرصد السوري في بيان إنه تم تسليم جثث أربعة مدنيين اعتقلتهم قوات الأمن وتعرض بعضهم للتعذيب، إلى عائلاتهم في وادي عيران في منطقة حمص وفي أريحا في محافظة إدلب. وتوفيت إمراة متأثرة بجروح أصيبت بها الجمعة في تبة الإمام في حماة في وسط البلاد، وفق المصدر نفسه. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن حي الحميدية بمدينة حماة تعرض لقصف عنيف واقتحامات، فيما أفاد ناشطون أن اشتباكات وقعت بين الجيش النظامي السوري ومنشقين عنه في ريف دمشق. وأضاف الناشطون أن الاشتباكات دارت بينما كانت القوات الحكومية تبحث عن المنشقين، ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى. وكانت الهيئة العامة للثورة السورية، أفادت في وقت سابق بمقتل 17 شخصاً برصاص الأمن أول من أمس في عدة مناطق في سورية معظمهم في حماة. ويرى بعض المحتجين أن أملهم الوحيد في الجيش السوري الحر المؤلف من عسكريين منشقين ومسلحين حملوا السلاح في وجه النظام. وقال الناشط منهل أبوبكر عبر الهاتف من حماة: «أعتقد أن على الجامعة العربية في هذا اللحظة أن تتخذ موقفاً أشد. نحتاج دعماً للجيش السوري الحر». ونبه أبوبكر إلى أن المراقبين يتفقدون الأوضاع في سورية منذ نحو أسبوع وأنهم لم يساهموا في وقف القتل. وبحسب لجان التنسيق المحلية، فإن «شباب الثورة» احتفلوا بالعام الجديد 2012 ليل السبت - الأحد عبر تنظيم تظاهرات متزامنة في إدلب وحلب (شمال) والزبداني (محافظة دمشق) ودرعا (جنوب) والقامشلي (شمال شرق). وشهدت أحياء بدمشق تظاهرات ليلية عدة ومنها الميدان وبرزة والقدم، وحملوا لافتات تطالب بإسقاط النظام. كما شهدت إدلب وريفها تظاهرات تطالب بإسقاط النظام. كما خرجت تظاهرات مماثلة في معرة النعمان وجرجناز وبنش. وقالت لجان التنسيق المحلية إنها وثقت مقتل نحو ستة آلاف شخص عام 2011، بينهم 395 طفلاً ونحو 150 امرأة. أما المرصد السوري لحقوق الإنسان فقال إنه تم قتل ما لا يقل عن 4005 مدنيين و1511 من الجيش وقوى الأمن الداخلي منذ بداية التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام منتصف آذار الماضي. إلى ذلك، أعلن رئيس غرفة العمليات الخاصة ببعثة المراقبين العرب في سورية السفير عدنان الخضير أن وفد الجامعة الآن في حمص وحماة وإدلب ودرعا، وأن رئيس البعثة الفريق أحمد الدابي موجود على رأس هذه الفرق وهو موجود في حمص. وقال الخضير في تصريحات صحافية إن الدابي يتسلم التقارير من جميع المراقبين في المدن السورية. ونفى ما تردد عن أن البعثة غير مجهزة بأدوات اتصال حديثة. وقال: «البعثة مجهزة بكل الوسائل الحديثة ولديهم كاميرات حديثة وكاميرات ديجيتال وعادية والثريا وأجهزة اتصالات حديثة». وأكد أن البعثة تتحرك بحرية في المدن السورية ويتحركون بحسب البروتوكول بالتنسيق مع الحكومة السورية ودمشق توفر الحماية ولكن خطة التحرك تعدها البعثة ولا علاقة لسورية بذلك. ورداً على سؤال حول وجود معتقلين سوريين في السجون؟، قال الخضير إن الجامعة تتلقى التقارير وتقوم بإرسالها للبعثة وتصل إليها أولاً بأول، مشيراً إلى أنه حسب ما يصلنا من السلطات السورية فإن الإعلام مسموح بدخوله إلى سورية، وعلى كل مؤسسة تريد الدخول إلى سورية أن تتقدم بطلب إلى السلطات وفي حالة الرفض ستقوم الجامعة بالتدخل فوراً والتوسط لدى السلطات. وقال إن وفداً من المراقبين العرب التابع للجامعة سيتوجه إلى سورية يوم الخميس المقبل وهو الفوج الثاني وعدد أعضائه 22 مراقباً. وقال إن نحو 20 مراقباً سيصلون من المملكة العربية السعودية والبحرين وتونس، مؤكداً أن الدول العربية هي التي تطلب زيادة عدد مراقبيها إلى سورية، وأن هذا يؤكد إصرار الدول العربية على إنجاح مهمة المراقبين. ووصل حتى الآن 66 مراقباً إلى سورية، لكن المعارضة تقول إن بلداً كبيراً بحجم سورية يحتاج إلى مئات المراقبين القادرين على الانتشار في كل مكان والتحرك بسهولة. من جهة أخرى، نفى الفريق محمد أحمد مصطفى الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب تصريحات أحد المراقبين الذي أشار في شريط على موقع يوتيوب إلى وجود قناصة في درعا مهد حركة الاحتجاج. وقال الدابي في مقابلة مع شبكة «بي بي سي» إن «هذا الرجل قال إنه إذا رأى بأم عينيه - هؤلاء القناصة - فإنه سيشير إليهم فوراً». وأضاف: «لكنه لم ير (قناصة)» وأن كلامه كان على سبيل «الافتراض». وأظهر المقطع أحد المراقبين وهو يقول إنه رأى قناصة على أسطح المنازل وطالب بسحبهم من المدينة. ولا يمكن التحقق من صحة الفيديو الذي تم بثه على الإنترنت ولكن يظهر فيه شخص يعتقد أنه أحد المراقبين وهو يحتج على قيام قناصة باستهداف المتظاهرين في درعا. ويعتقد المراقبون أن تصريحات الدابي ستزيد من شكوك المعارضين في شأن البعثة العربية بعد اتهامها في وقت سابق بأنها منحازة إلى جانب النظام السوري. وكان الدابي قد صرح عقب زيارته إلى حمص الخميس الماضي بأنه «شاهد بعض الفوضي في عدة مناطق ولكنه لم يجد أي شيء مخيف».