حين تصبح الثقافة إنساناً    ميقاتي يتابع قضية اختطاف مواطن لبناني    دوري روشن: الفتح يلحق بتعادل إيجابي امام ضيفه الفيحاء    "فيفا" ينهي تقييمه لملف ترشح المملكة لإستضافة مونديال 2034    جدة: القبض على 5 لترويجهم 77,080 قرص «أمفيتامين» و9,100 قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    بورنموث يواصل التألق ويلحق الهزيمة الأولى بالسيتي في الدوري الإنجليزي    فرع الصحة بجازان ينظم مبادرة "مجتمع صحي واعي" في صبيا    بلدية محافظة البكيرية تنفذ فرضية ارتفاع منسوب المياه وتجمعات سطحية    في الجوف: صالون أدب يعزف على زخات المطر    وزير الإعلام يرعى ملتقى المسؤولية المجتمعية الثاني في 20 نوفمبر    المملكة تُعلن عن اكتشاف أكبر موقع تعشيش للسلاحف البحرية في البحر الأحمر    الجوف تكتسي بالبياض إثر بردية كثيفة    فان نيستلروي: يجب أن نكون وحدة واحدة لنحقق الفوز على تشيلسي    257,789 طالبا وطالبة في اختبارات نهاية الفصل الدراسي الأول بتعليم جازان    الهلال يطوي صفحة الدوري مؤقتاً ويفتح ملف «نخبة آسيا»    جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تعقد المؤتمر العالمي لطب الأعصاب    اكتشاف قرية أثرية من العصر البرونزي في واحة خيبر    الأردن: لن نسمح بمرور الصواريخ أو المسيرات عبر أجوائنا    إطلاق مهرجان هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبد العزيز الملكية    وسم تختتم مشاركتها في أبحاث وعلاج التصلب المتعدد MENACTRIMS بجدة    حقيقة انتقال نيمار إلى إنتر ميامي    ضبط (21370) مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع    السعودية تعرب عن قلقها إزاء استمرار القتال في السودان الشقيق وتصاعد أعمال العنف التي طالت المدنيين من نساء وأطفال    مرثية مشاري بن سعود بن ناصر بن فرحان آل سعود    الفرصة لاتزال مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    مثقفون يناقشون "علمانيون وإسلاميون: جدالات في الثقافة العربية"    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على ارتفاع    آلية جديدة لمراجعة أجور خدمات الأجرة عبر التطبيقات    أمانة القصيم تقيم المعرض التوعوي بالأمن السيبراني لمنسوبيها    الكلية التقنية مع جامعة نجران تنظم ورشة عمل بعنوان "بوصلة البحث العلمي"    هيئة الهلال الاحمر بالقصيم ترفع جاهزيتها استعداداً للحالة المطرية    انطلاق فعاليات "موسم التشجير السنوي 2024" ، تحت شعار "نزرعها لمستقبلنا"    ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار سقف محطة قطار في صربيا إلى 14 قتيلاً    وقاء جازان ينفذ ورشة عمل عن تجربة المحاكاة في تفشي مرض حمى الوادي المتصدع    الحمد ل«عكاظ»: مدران وديمبلي مفتاحا فوز الاتفاق    المذنب «A3» يودِّع سماء الحدود الشمالية في آخر ظهور له اليوم    الرياض تشهد انطلاق نهائيات رابطة محترفات التنس لأول مرةٍ في المملكة    تصعيد لفظي بين هاريس وترامب في الشوط الأخير من السباق للبيت الابيض    ماسك يتنبأ بفوز ترمب.. والاستطلاعات ترجح هاريس    حائل: إطلاق مهرجان هيئة تطوير محمية الملك سلمان بوادي السلف    البدء في تنفيذ جسر «مرحباً ألف» بأبها    مبدعون «في مهب رياح التواصل»    الطائرة الإغاثية السعودية السابعة عشرة تصل إلى لبنان    أمير المدينة يرعى حفل تكريم الفائزين بجوائز التميز السنوية بجامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز    ما الأفضل للتحكم بالسكري    هاتف ذكي يتوهج في الظلام    الدبلة وخاتم بروميثيوس    صيغة تواصل    أماكن خالدة.. المختبر الإقليمي بالرياض    الأنساق التاريخية والثقافية    هوس التربية المثالية يقود الآباء للاحتراق النفسي    «الرؤية السعودية» تسبق رؤية الأمم المتحدة بمستقبل المدن الحضرية    عمليات التجميل: دعوة للتأني والوعي    المرأة السعودية.. تشارك العالم قصة نجاحها    خادم الحرمين وولي العهد يعزيان ملك إسبانيا إثر الفيضانات التي اجتاحت جنوب شرق بلاده    مدير هيئة الأمر بالمعروف في منطقة نجران يزور مدير الشرطة    أمير منطقة تبوك ونائبه يزوران الشيخ أحمد الخريصي    لا تكذب ولا تتجمّل!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نحن الرأي الأهم في هذه المعاناة الاجتماعية.. ولابد من سماع صوتنا
النقاش يتسع حول قيادة المرأة السيارة.. والسيدات يعلنّ بصوت عالٍ:
نشر في الرياض يوم 05 - 06 - 2005

تحتل القضايا الاجتماعية دائماً مكان الصدارة في جدول الاختلاف بين الرأي والرأي الآخر وهو ما اعتدنا عليه وخاصة إذا كانت القضية تمس المرأة السعودية التي اعتادت الوصاية الذكورية في كل أمورها العامة والخاصة..
في تصريح لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية حول موقف الدولة من الجدل الدائر حول موضوع قيادة المرأة للسيارة قال فيه «أعتقد أنه جدل ليس له معنى لأن هذا شأن اجتماعي ويقرره المجتمع.. بعضهم وضعها قضية وهي ليست قضية».. انتهى تصريح سموه حول هذا الموضوع؛ وبقيت كلمة المجتمع الذي لا يمكن أن يتفق على رأي واحد في قضية عادات لا تتساوى مفاهيمها في العائلة الواحدة فكيف في البلد الواحد المترامي الأطراف..؟
ولأننا ندعو إلى احترام اختلاف وجهات النظر وفتح آفاق الحوار المحترم فإننا نطرح هذا الموضوع الذي من المفترض أن يكون في ظل احتواء الرأي الآخر الذي يدعونا ديننا إليه، دعونا نسمع آراء الطرف الأهم في الموضوع وأصحاب العلاقة المباشرة به وفئة المجتمع التي يدور حولها الجدل والنقاش.. النساء.. سيدات هذا المجتمع ما رأيهن بالموضوع الذي يعنيهن ويعني مصالحهن بشكل مباشر..؟
لا مكان للسائق
تتحدث في البداية السيدة أم إبراهيم الخلف ربة منزل و أم لأربعة أطفال لا يزال كبيرهم يدرس بالمرحلة الابتدائية، يعمل زوجها طياراً فيضطره عمله للغياب طويلاً عن أسرته وأبنائه قائلة: «يسكن أهلي وأهل زوجي في منطقة القصيم التي تبعد مالا يقل عن أربعمائة كيلومتر عن مكان إقامتي في العاصمة الرياض وبالطبع هذه المسافة تجعل من الصعب جداً الذهاب إليهم كلما سافر زوجي لعمله لاسيما خلال موسم الدراسة... أبقى مع أبنائي في تفكير دائم في صعوبة الذهاب إلى أقرب الأماكن وأقصرها فليس لدينا سائق خاص بل وإن استقدمنا السائق فأين سيسكن ونحن نقيم في شقة لا يتبع لها أي مكان أو ملحق للعمالة، لذلك نضطر للتعامل مع سائقين أجانب ليسوا على كفالتنا مما يجعلنا في قلق دائم أن يترك السائق العمل فجأة وخاصة أيام الدراسة»..
وتتباع قائلة «المضحك المبكي أنني أضطر للذهاب والعودة يومياً مع صغيرتي ذات السبعة أعوام لمدرستها مع السائق الأجنبي وأبقى طوال بقائي معه لا يهدأ لساني من قراءة القرآن خوفاً على نفسي من رجل أجنبي تبلغ المسافة بيني وبينه بضعة سنتيمترات...! بينما أراقب قيادته للسيارة بكل حذر فأجدني لا أستطيع السكوت عن أخطائه في القيادة فمرة أذكره بإعطاء إشارة اليمين إذا أراد الانعطاف يميناً ومرة أوبخه إذا نسي المسافة اللازمة للوقوف بينه وبين السيارة التي أمامه وأحياناً كثيرة أفقد أعصابي حين ينطلق من مخرج في طريق عام دون أن يكترث لسيل السيارات القادم من الجهة الأخرى والكثير الكثير من التوجيهات التي نعيش تحت رحمتها بسبب جهل العمالة وحرمان المرأة من أن تنجز مهامها بنفسها.. إنني أشعر بقهر عميق أن أعيش تحت رحمة أولئك الأجانب الذين يفتقدون أبسط مفاهيم التعامل وحسن التصرف في ظل وجود فلذات أكبادنا الذين يعانون ما نعانيه مع تلك العمالة الجاهلة..».
لن أنسى هذا الموقف
أم إبراهيم تعرضت لموقف لا يمكن أن ينساه المرء وخاصة عندما يكون صاحب الموقف هو أم.. وبالرغم من انزعاجها الشديد من تذكر الموقف إلا أنها لم تمانع من ذكره..
تقول أم إبراهيم «سكنت في السنتين الأولى لزواجي بالقرب من منزل أهلي فكان منزلهم يبعد عن مكان إقامتي ما لا يزيد على خمس دقائق بالسيارة المهم كان زوجي مسافراً في عمله وكنت أبقى عند أهلي حتى ساعات متأخرة من الليل ثم يقوم شقيقي بإيصالي بسيارته إلى منزلي مع صغيري الذي لم يكن حينها تجاوز العام الواحد من العمر وكنت حينها أسكن في شقة أرضية لها حديقة صغيرة أقضي بها معظم وقتي مع صغيري، وبعد أن دخلت منزلي وأقفلت بابي وبدأت أستعد مع طفلي للنوم شعرت بحركة في الحديقة فظننتها قطة مزعجة، ولكنني حين سمعت النافذة تتحرك تجمدت أطرافي وأدركت أن هناك شخصاً غريباً فحملت صغيري بسرعة البرق متوجهة إلى الهاتف لأستنجد بأهلي فلم يرد على اتصالي أحد وبقيت أمام الهاتف مرة أتصل على أهل زوجي ومرة أتصل على أهلي ولا أحد يجيب ثم اتصلت على الشرطة وهرعت خلف الباب أرتجف خوفاً بينما منزل كان اللص لا يزال يحاول فتح النافذة التي قمت بإغلاقها وعندما حضرت الشرطة كنت في الشارع أحمل صغيري ولا أدري ماذا أفعل بينما أهلي لا يبعدني عنهم سوى القليل من الأمتار ولكن لم أستطع السير في الشارع وحدي في ساعة متأخرة من الليل وتمنيت حينها لو أنني أملك حق قيادة سيارتي والذهاب لأهلي.. كان موقفاً أعتبره الأسوأ في حياتي وبقيت بعدها شهوراً طويلة لا أستطيع النوم بمفردي فكيف تقف المرأة عاجزة عن إنقاذ نفسها بسبب مفاهيم اجتماعية تقول لقيادة المرأة «لا» دون أي مبرر منطقي»..
وتتساءل في ختام حديثها قائلة «عجباً كيف يخاف الذين لا يؤيدون قيادة المرأة عليها من الطريق ولا يخافون عليها من رجل غريب تعتاد وجوده ويراها يومياً بل قد يرافقها أكثر مما يرافقها ابنها أو زوجها»...!!
بطلة عائلتها
أما السيدة نورة فايز وهي أم لأربعة بنات فكان لها تجربة خاصة جعلت منها بطلة العائلة.. نورة سيدة سعودية تزوجت من رجل كويتي الجنسية وذهبت للعيش معه في مدينة الكويت وأنجبت منه أربعة بنات.. توفي زوجها ولا تزال ابنتها الكبرى طالبة في المرحلة المتوسطة، واصلت نوره حياتها مع بناتها الأربعة في منزل مستقل في مدينة الجهراء وكان والدهم المتوفى قد ترك لهم ما يكفيهم من المال لحياة مريحة حتى جاء ما لم يكن بالحسبان حيث نهض الناس ذات صباح يتناقلون أنباء كارثة غزو نظام صدام حسين للكويت.
تقول السيدة نورة «في ليلة لم نشهد أصعب منها سمعنا الصراخ والعويل وشاهدنا الاحتلال الغاشم بأعيننا ورأينا من كانوا إخواناً لنا يتهجمون على أعراضنا وممتلكاتنا فما كان منا أنا وبناتي إلا أن جمعنا ما نملكه من ذهب ومال في حفرة عميقة بالقرب من حديقة منزلنا ووضعنا عليها علامة لا يعرفها سوانا - كما في الحكايات والقصص تماماً - وجمعت بناتي في سيارتي وانطلقنا باتجاه مملكتنا الحبيبة التي كانت في مساندتنا حكومة وشعباً ومررنا في طريقنا على عدة جماعات تفتيشية عراقية تركونا بفضل الله دون أي مشاكل عندما لم يجدوا معنا أي مال، واستمرت رحلتنا باتجاه المملكة حتى وصلنا الحدود حينها اضطررنا للدخول عن طريق النقل العام بمساعدة رجال الأمن السعوديين فنحن نعلم أن المرأة في المملكة لا يسمح لها بقيادة السيارة، وعدت إلى بلدي ومع أهلي وبعد انتهاء الاحتلال عدت برفقة أحد أشقائي إلى الكويت واسترجعت مالي وذهبي الذي خبأته وقت الأزمة وعدت لأهلي لأكمل بقية حياتي في بلدي في منزل صغير يجمعني مع بناتي ولكنني أشعر بحزن عميق فأعيش تحت رحمة سائق يذهب وآخر يأتي حتى أن آخر سائق استقدمته اكتشفت بعد شهور قليلة من قدومه أنه يزرع الحشيش المخدر في حديقة المنزل ولولا ستر الله لأصبحت القصة على كل لسان، والمشكلة الأخرى أنني لا أحتاج السائق صاحب المشاكل الكثيرة والمخاطر التي ليس لها عدد سوى في ذهابي وإيابي لعملي بينما أدفع الكثير من المال راتباً شهرياً وتأشيرة دخول وأجرة سكنه وقيمة طعامه وشرابه وعلاجه وما لا ينتهي من القلق النفسي كلما طلب الزيارة لبلده فبالله أي منطق يجعلني أجلس خلف شخص غريب أنا أعلم أكثر منه في أصول القيادة ولي من العمر والخبرة ما يغنيني عن أمثاله من الغرباء...!! بل وحتى بناتي لا أستطيع أن أدعهن معه بمفردهن فأضطر للذهاب معهن من وإلى المدرسة فأشعر أنني مجرد حارسة بل وغير مؤهلة للحراسة.. بعض الأقرباء اقترح علي أن أحضر زوجة السائق من أجل راحتي ولكنني أقول يا للعقدة الصعبة والمعضلة الكبرى.. هل أحضر عائلة وأنفق عليها من أجل الذهاب والإياب للمدرسة..؟!!».
ثم تختم حديثها بطرح وجهة نظرها «اعتقد من وجهة نظري إن لم يكن في قيادة المرأة للسيارة حل لكثير من مشاكلنا فعلى الأقل أبسط ما يمكن فعله هو توفير وسائل مواصلات عملية وفاعلة ومريحة من أجل خدمة المرأة..!».
أيام العيد
وترى السيدة آمال الحارثي أن لا شيء يمكن أن يفقد المرأة صوابها أكثر من رؤيتها لفلذة كبدها في خطر بينما تقف عاجزة عن مساعدته فتقول
«انزلق ابني الصغير في دورة المياه ولا أعلم كيف انشقت أذنه ولم يبق منها إلا جزءً بسيطاً ظللت أمسك به عدة ثواني قبل أن أستوعب الموقف ولم أعرف كيف أتصرف فكان زوجي في عمله وجواله طوال الوقت مغلق وأهلي في مدينة أخرى خارج الرياض وجيراني لم يكونوا في منزلهم فكانت أيام عيد أين أجد من يسعفني..؟ المهم حملت ابني وخرجت به إلى الشارع وأوقفت سيارة أجرة لم أتمكن من رؤية شخصية السائق وما أن دخلت السيارة حتى رأيت ذلك الغريب يتفحصني بالمرآة ويعرض علي خدمات أحد أصدقائه الذين يمكنهم خياطة الجرح دون مقابل في حالة عدم وجود مستوصف قريب..!! أصابني الرعب من تلك الكلمات ولم يعجبني طريقة قيادته للسيارة فكان يدخل الشارع ثم يعود ثانية وعندما استأذنني ليقف عند بقالة لشراء بعض الماء له نزلت من السيارة وكلي رعب ومشيت كثيراً في يوم كانت شمسه قاتله حتى اتصلت على إحدى الصديقات التي جاءت مع زوجها وماء وجهي يقطر خجلاً وخوفاً».
تصمت قليلاً ثم تتابع «أليست هذه من الأمور البسيطة التي يمكن حلها لو ركبت سيارتي بكل هدوء وذهبت بطفلي لأقرب مستشفى....؟ ثم ما الذي جعل الأمر يزداد سوءً سوى منع المرأة من قيادة السيارة؟ وماذا أكون أنا كي أمنع من استخدام وسيلة مواصلات كانت المرأة في القرون الأولى تستخدم مثيلاتها..؟ ألم تكن النساء تستخدمن وسائل المواصلات المتاحة حينها من جمال وخيول وعربات وغيرها...؟؟».
نقبل بكل الشروط
ومن مدينة الجبيل الصناعية بالمنطقة الشرقية تتحدث السيدة «م. اليامي» قائلة: «الحاجة أم الاختراع والحاجة هي التي من المفترض أن تصيغ الأمور فحين تقرر وضعية بعض الأسر السماح بقيادة المرأة للسيارة فمن المفترض أن ترضخ القوانين لذلك المطلب، أنا متزوجة من موظف يعمل في البحرية وعمله يتطلب السفر مرة في الشهر خارج المملكة هذا عدا الدوام على فترات مختلفة ولاشك أن وضعي مع أطفالي بعيدا عن أهله وأهلي يشكل عبئاً ثقيلاً في ظل اعتماد المرأة على غيرها في عملية استخدام المواصلات فكثيراً ما أحتاج الغرباء من أجل مدارس أبنائي في فترة غياب زوجي والذي لا يقصر معنا أبداً حين يكون موجوداً إلا أن عمله ومناوباته المسائية بالذات ؛ جعلتني أتعرض لكثير من المواقف التي لا تشكل أدنى مشكله فيما لو قمت باستخدام سيارتي بنفسي وأذكر على سبيل المثال إصابة ابني البالغ أربعة أعوام في فمه حين كان يلعب مع أشقائه في فناء المنزل وأخذ فمه ينزف كثيراً ولم أعرف ماذا أعمل لاسيما واللجوء للآخرين أمراً محرجاً جداً ؛ وفكرت حينها ماذا سيحصل لو أنني حملته في سيارتي وأسعفته بدل النظر إليه بشفقة ورحمة ولم أستطع إلا أن أقوم بتعقيم فمه ومحاولة تثبيته لبضع دقائق ولكن قلبي كان ينزف حتى أنني أذكر مكالمتي لزوجي حينها وهو في باكستان حين أخبرته عن مشكلة صغيري وقال لي ماذا تريدينني أن أفعل..!».
وتتابع قائلة «حقاً ماذا كنت أوده أن يفعل وهو هناك في بلاد بعيدة..؟ بل حتى وأنا داخل سكن قاعدة الملك عبدالعزيز البحرية حين نطلب أي طلبات من مواد غذائية وغيرها فإن حراسة السكن لا تسمح بالدخول لأي غريب سوى البوابة الرئيسة فقط..يعني حين أحتاج أي طلبات أياً كانت وأحظى بخدمة التوصيل فإن الطلب يأتي إلى البوابة الرئيسية فقط وعلي أنا أن أوجد سائق يتسلم هذا الطلب من البوابة...!! وحين أضطر لطلب مساعدة أهلي عند مرض أبنائي أو أي حالة طارئة علي أن أحسب الزمن الذي يفصلني عن أهلي الذين يقيمون في المنطقة الشرقية ويفصلني عنهم ساعة ونصف الساعة بالسيارة فأي إسعاف سيكون؟».. وتكمل بحماس «لتكن قيادة المرأة للسيارة محجمة بقدر الإمكان ولصاحبات المسؤولية ولعمر محدد ووقت محدد بل لتكن كل الأمور قيد النظام والتحديد ولكن أن يكون منعاً مطلقاً كما هو الوضع الحالي أعتقد أنه أمر غير مناسب تماماً لها ولأبنائها الذين هم المتضرر الأول بعدها..».
ظروف قاهرة
وتعتقد حصة مبارك وهي أم لأربعة أطفال يدرس أكبرهم في المرحلة الثانوية أن النساء يعشن ظروف قاهرة في ظل منعهن من التصرف السليم فيما لو حدث مكروه فتقول «ضرب ابني الصغير الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره شقيقته ذات يوم على رأسها بطبق زجاجي ثقيل فجرح رأسها جرحاً عميقاً ولم أتمكن من وقف النزيف الذي استنفذ كمية كبيرة من القطن وكان الوضع مرعباً فخرجت إلى الشارع لا أدري ماذا أفعل وكان زوجي في عمله ولا أملك هاتفاً وليس بيني وبينه حينها وسيلة اتصال وطرقت الباب على جيراني فلم أجد أحداً وضاع وقتي وأنا أمشي ذهاباً وإياباً عند باب منزلي الذي يبعد كثيراً عن الشارع العام الذي تتواجد فيه سيارات الأجرة وكان ابني في مدرسته ولا يملك بطبيعة الحال أي سيارة وبعد أن بدأت ابنتي تفقد وعيها اتصلت بشقيقي الذي يبعد عني مسافة تستغرق ساعة كاملة للوصول حيث وجدت نفسي مضطرة لذلك رغم طول المسافة وأسعفت ابنتي بعد أن فقدت الكثير من الدم واحتاجت بعدها إلى علاج طويل لتعويضه، وأقسم بالله لو كان لدي مفتاح سيارة حينها لما ترددت في الذهاب بابنتي لأقرب مستشفى فأنا أستطيع قيادة السيارة بمهارة حيث كان أبي يعلمنا أنا وأخواتي ويعتقد أن تعليم قيادة المرأة للسيارة يعد سلاحاً وعلماً لابد منه ؛ وكان يقول لا يدري أحد ما يمكن أن يتعرض له المرء من مواقف.. إنها حاجة ملحة خلقتها الظروف والمعيشة والمسؤوليات وتشتت العوائل واتساع رقعة البلاد وليست كما يعتقد البعض أنها تقليد للغرب وباب للفتنة.. المسألة تتوقف على المرأة نفسها وكما يقول المثل امشي عدل يحتار فيك عدوك».
نام زوجي
بينما تضحك السيدة أمينة عبدالله وهي أم لستة أبناء ومعلمة في مدرسة قريبة من منزلها في مدينة الأحساء بالمنطقة الشرقية وهي تقول «زوجي يتكفل بمعظم مشاورينا إلا أن الوضع يشكل عبئاً كبيراً عليه وخاصة حين لا تتوافق إجازته الأسبوعية معنا.. زوجي يعمل بشركة أرامكو السعودية ويتطلب عمله تغييراً مستمراً في دوامه ونعاني طبعاً الكثير حين لا تتوافق أشغالنا مع وقته فنلجأ للسائق الأجنبي ونحن مستاءون كثيراً من ذلك ؛ ولكن ما باليد حيلة.. وأذكر ذات مرة بقيت في جامعة الملك فيصل من الصباح حتى الثامنة مساءً لأنه خرج من دوامه منهكاً فنام وكنت أنتهي من جامعتي في الثانية ظهراً وبقيت كل تلك الساعات لا أدري ماذا أفعل.. تمنيت حينها لو أدرت محرك سيارتي وعدت مبكرة لمنزلي وأطفالي الذين بقوا بلا طعام حتى أتيت.. وأحمد الله أنني أسكن في قرية صغيرة لا يمل زوجي من الذهاب والإياب للمدارس».
كنت أقود سيارتي
أما أم محمد نور دوبي فهي أم لأربعة أبناء يعمل أكبرهم في إحدى الشركات والبقية فتيات في مرحلة المتوسط والثانوي بينما يبقى والدهم أكثر وقته وحيداً بسبب مرضه النفسي تقول أم محمد «زوجي لا يقبل أبداً أن أستخدم سيارة الأجرة وابني من النادر ما يستطيع الذهاب بي إلى أي مكان فهو يعمل ليل نهار من أجل الحصول على لقمة عيش لنا خاصة أن زوجي مريض نفسياً لا يستطيع القيام بأي عمل واضطر للتقاعد المبكر بسبب ذلك المرض ماذا أعمل حين تمر مواعيدي في المستشفى والتي لا أحصل عليها من المستشفيات العامة إلا بعد جهد جهيد وبعد مرور أشهر وتمر تلك المواعيد دون الاستفادة منها والسبب انه لا يوجد من يوصلني حيث أحتاج»..
وتسترجع أم محمد شيئاً من ذكرياتها وتستطرد قائلة «لقد كان حالنا المادي بخير وكنا نسافر كل عام خارج المملكة نقضي إجازة الصيف وكنت حينها أقود سيارتي وأقضي احتياجاتي بنفسي دون الاتكال على أحد وأنجز الكثير من الأعمال والرحلات المفيدة مع صغاري ولكن بعد أن انقلب الحال وفقد زوجي عمله وسحبت الراحة من تحت أقدامنا خاصة بعد أن سرق متجر زوجي وبضاعته التي كان يعتمد عليها أصبحنا بالكاد نحصل على قوت يومنا وفوق ذلك أصاب زوجي المرض النفسي، أما أنا فقد حطمني السكري وضغط الدم وأرى نفسي مكبلة تماماً فحتى مواعيد علاجي لا أستطيع إنجازها وانتظر بفارغ الصبر الوقت الذي يسمح لي بقيادة السيارة لأتمكن من الاعتماد على نفسي».
رأي خاص
وتعلق السيدة هدى منصور قائلة «إن السماح للمرأة بقيادة السيارة سيكون في صالح الرجال وليس من صالح السيدات لأن رجالنا من النوع الاتكالي ونحن نعاني في الوقت الحاضر هروبهم من مسؤولياتهم فكيف سيكون الحال عندما تقود المرأة سيارتها وتقضي حوائجها بنفسها لا شك أن ذلك يدعوهم إلى الهروب والراحة خارج المنزل أكثر وأكثر.. وأنا أرى على العكس تماماً دعونا نكلف رجالنا بكل شيء، ليس هذا فقط بل دعونا أيضاً نرفض السائق الأجنبي ونطالب أزواجنا بحمل مسؤولياتهم كاملة وكما يجب.. ولماذا نزيد من مسؤولياتنا في قيادة السيارة ونجعل من الرجل تمثالاً للراحة والحرية...؟؟».
ابنتي موهوبة
السيدة أم سعد لديها فتاة موهوبة في المرحلة المتوسطة وقد اختيرت هذه الفتاة من بين مئات الطالبات كونها أنموذج في الذكاء والإنجاز... ولكن أين المشكلة..؟
تقول أم سعد «في كل عام يختار مركز رعاية الموهوبات مدرسة أو مركزاً لتنفيذ أنشطته السنوية وتحرم ابنتي من هذه الأنشطة وتبقى في الإجازة كلها تبكي بحرقة والسبب لا يوجد مواصلات... فتاة موهوبة بشهادة الاختصاصين تُحرم من ممارسة أنشطتها التي تتناسب مع مواهبها وميولها بسبب عدم وجود من ينقلها إلى المركز المعني طوال فترة الصيف...! ألا يعني هذا أن ثمة خطأ في الموضوع..؟ حتى أنني في غاية الدهشة أن لا تتفاعل الجهات المسؤولة مثل وزارة النقل مثلاً مع مشكلة سيدات المجتمع التي يتركز الكثير منها في المواصلات ففي الوقت الذي تجد المرأة نفسها عاجزة عن خدمة نفسها وأبنائها في قيادة السيارة لا تجد هذه السيدة المقيدة أي حلول بديلة مناسبة فنحن أسرة لا نملك تكاليف السائق الخاص من راتب ومسكن وأجور استقدام وفي الوقت ذاته لا نجد بدائل حيث نعاني داخل المملكة من شبكة مواصلات قاصرة جداً لا تعترف بوجود النساء وأبسط الدول العربية بل وأفقرها تمتلك أساطيل واسعة لشبكات مواصلات مختلفة الأشكال والأحجام والاستخدام فهناك الكهربائية وهناك الأرضية وتحت الأرضية أما نحن فماذا لدينا سوى السيارات الخاصة والتي تملك السيدات نصفها ولا يملكن حق قيادتها...!! بصراحة قلبي ينفطر على ابنتي التي تعتبر من نخبة بنات مجتمعها وتحرم من أبسط الحقوق بينما أنا والدتها وسبب وجودها في هذه الحياة بعد الله لا أجد نفسي إلا جالسة أواسي بعض إحباطها ولا تسألونني عن والدها أو إخوانها فليس الحل في تحميلهم المزيد من الأعباء والشكوى لغير الله مذلة».
للمطلقات هموم
وتقول السيدة حبيبة دخين وهي سيدة مطلقة وأم لسبعة أطفال يدرس كبيرهم بالصف الثاني الثانوي «أعيش بمفردي مع أطفالي السبعة منذ طلاقي ووالد أطفالي يعيش خارج مدينة الرياض وكل علاقة أبنائي به هو اتصاله عليهم كل عيد ولا يصلنا منه ريال واحد اضطررت للسكوت دون المطالبة بحق النفقة خوفاً أن يحرمني منهم.. المهم أنني أنفق راتبي كاملاً (4000) ريال على أبنائي وتسديد إيجار منزلنا الصغير.. اضطر ابني للتأخر عن دراسته عامين كاملين من أجل أن يوصلني إلى عملي بسيارة متواضعة جداً استطعنا الحصول عليها بأقساط.. ابني حرم من دراسته لعامين كاملين من أجل توفير تكلفة السائق الخاص وكان يقول لي أن إطعام إخوانه أهم من الدراسة.. رغم سعادتي ببره لي ورحمته لإخوانه إلا أن كلامه يعتصر قلبي، و لا أملك حلاً آخر فلا تسمح قدرتي المادية باستقدام سائق خاص كما أن السائق الأجنبي من داخل البلد كان يكلفني ألف وخمسمائة ريال شهرياً من أجل خدمة توصيلي إلى عملي فقط..! فماذا سيبقى من الراتب لإطعام صغاري وتسديد أجار المنزل..؟».
وتستطرد بحزن قائلة «ليس هناك أحوج من الأمهات المطلقات أن يحملن مسؤوليات أنفسهن في قيادة السيارة بدل استقدام الرجال الأجانب والصرف عليهم ومنحهم الراتب والسكن وغيره من النفقات التي تزيد هموم المطلقة وتحملها فوق طاقتها.. ابني يذهب بإخوانه لمدارسهم ويضعني في موقع عملي ثم يعود لمدرسته ويضطر للعودة لي بعد صلاة العصر بمفردي حيث لا يتناسب خروجي من العمل مع دوام دراسته وقد أمسك هذا الابن البار مقود السيارة وهو لا يزال بالصف السادس الابتدائي من أجل عدم قدرتي على استقدام السائق.. إنها معضلة كبرى لا يشعر بها إلا من عانى بالفعل منها».
أزواجنا كسالى
بدأت حديثها منفعلة تتهم الرجال بالكسل وعدم تحمل المسئولية فتقول «أنا أم لخمسة من الأبناء لم يصطحبهم والدهم يوماً إلى مدرسة أو طبيب حياته عمل وأصدقاء وسهر ونوم ونادراً ما يذهب بأحد أبنائه إلى أي مكان، ويعتقد بأنه حين وفر لي سائقاً خاصاً قد انتهت المشكلة أو الحاجة له ولكنني من داخلي أرفض أن يكون هذا حلاً».
هكذا تحدثت السيدة مها عبدالله معتبرة نساء اليوم هم الرجال الحقيقيين والقائد الأساسي في مركب الحياة وأضافت «لست وحدي صاحبة هذه المعاناة بل إن معظم نسائنا على هذا الوضع فالرجال يعتمدون اعتماداً كلياً على السائقين ولو طلبت الزوجة من زوجها الخروج لأي مكان أجابها بالحال لم أحضر السائق إلاّ لأرتاح أنا.....!! وأصبحت المرأة في مجتمعنا لا تستطيع قضاء أدنى حاجة لها خارج المنزل دون سائق خاص وبما أن الوضع أصبح بهذا الشكل وأعني أن الرجل يعتمد على السائق في كل شيء فمن الأولى أن تنجز المرأة ذلك بنفسها توفيرا للمال وراحة للبال»..
وتحكي السيدة مها قصة جارتها التي أصاب زوجها نوبة قلبية ولم يكن بالبيت سوى صغارها الثلاث فخرجت إلى الشارع تطلب المساعدة وبسبب هذا التأخير ازدادت حالته سوءً بينما كان من المفترض أن تقوم هي بنفسها بنقل زوجها كسباً للوقت لاسيما في هذه الحالات الخطيرة، وتتابع قائلة «كم من القصص علمنا وشاهدنا كان العجز بها سيد الموقف وأقصد بالعجز هو عجز المرأة عن قيادة سيارتها لأي ظرف طارئ كإصابة الزوج أو الابن بنوبة سكر مفاجئة وغيرها مما قد يعترض الإنسان ما لم يكن بالحسبان وتبقى المرأة لا تملك حينها سوى البكاء والعويل».
ابنتي معوقة
السيدة عائشة محمد الشمري أم لستة أبناء سافر كبيرهم للدراسة في الخارج منذ أكثر من خمسة أعوام ولم يعد تقول أم راكان عن معاناتها: «تركني ابني الكبير وسافر للدراسة وهو يعلم أنني ووالده المسن ليس لنا بعد الله غيره فهو أملنا في هذه الحياة فقط ليتصل بنا كلما مرت بضعة شهور ويقول أنه تزوج هناك وقريباً سوف يأتي لزيارتنا ولكن مضى على وعوده لنا سنوات ولم يأتي...والده الذي يكبرني بعشرين عاماً أصيب منذ عامين بمرض (الزهايمر) وتزوجت ابنتي الكبرى منذ ثلاث أعوام وبقيت أنا وابنتي المعوقة (14 سنة) وابني الصغير عماد (9 سنوات) وابنتي ساره ونوره بالمرحلة المتوسطة لا معين لنا سوى الله فأهلي خارج مدينة الرياض وان كانوا هنا فلن يضيف لي ذلك سوى صلة الرحم أما أعباء الحياة فكل شخص غارق في همومه ومسؤولياته، ونحن في زمن لا أحد يمكنه أن يستمر في مساعدة أحد..
ما يؤلمني حقاً هو ابنتي المعوقة والتي من المفترض أن أذهب بها لمراكز التأهيل التي تناسب إعاقتها غير أنها لم تتلق منذ ولادتها أي تدريب أو دراسة بسبب عدم وجود مواصلات فمن يذهب بها ومن يأتي بطلبات المنزل....؟ لقد مللت الحاجة للناس وكلما اضطرتني الظروف طلبت من ابن جارتي أن يذهب بي جزاه الله خيراً حتى أصبح ذاك الفتى رجلاً فأصبحت أخجل من طلبه وكلما اضطرتني الظروف خرجت بسيارة أجرة وتبقى أطرافي ترتعد خوفاً حتى أعود..
وكم أتمنى لو أستطيع أن أخدم أبنائي وأقوم بقضاء حاجاتهم والتنفيس عنهم ولكن لا حيلة لي بذلك وأحمد الله أنهن يعتمدن على حافلة المدرسة في ذهابهن وإيابهن وإلاّ لكان حالي من أسوأ الأحوال.. وحتى مواعيد علاج زوجي في كثير من الأحيان لا أستطيع توفير سيارة تنقله وأحياناً كثيرة آخذه بسيارة أجرة وأنا أحدث نفسي لما كل هذا العناء ولماذا أضطر للجلوس خلف رجل غريب رجعي بينما أستطيع قيادة السيارة بنفسي..!؟».
موظفة ولا أجد طعامي
سلمى عبدالمجيد أرملة لديها أربعة أبناء يدرس كبيرهم بالمرحلة المتوسطة وتعمل مستخدمة في مركز صحي وتعيش معها والدتها المريضة والتي أصبحت كفيفة منذ أكثر من سبعة أعوام تقول عن حالها: «الحياة مريرة لا ترحم وكثيراً ما أصاب بكآبة تريني الدنيا سوداء مميتة منذ أن توفي زوجي وأنا أعاني من النفقة على الأبناء وبصعوبة وجدت وظيفتي التي يبعد مقرها ما يستغرق أكثر من نصف ساعة عن منزلي ولا يقبل سائق الأجرة أن يأخذ شهرياً أقل من ألف ريال بينما راتبي كاملاً هو (1800) ريال فكم يبقى لعلاج السكر والضغط لأمي وكم يبقى إيجار المنزل وكم يبقى لنأكله وصغاري...؟ ودائماً أسأل نفسي لماذا لا أذهب لإدارة المرور وأحصل على رخصة قيادة وأتولى بنفسي هذه المهمة التي يذهب أكثر من نصف راتبي عليها أنا أمثل حالة خاصة وظروفي قاهرة على المسؤولين الإحساس بها وتقديرها وليس هناك حل آخر.. لماذا أبقى تحت رحمة سائق الأجرة..؟ وأبقى في رعب وخوف منه طوال الطريق وكلما أتى بأي حركة أجد نفسي على قائمة الاستعداد للدفاع عن نفسي حتى أنني لا أركب سيارة أجرة دون أن أحمل في حقيبة يدي سكين صغيرة أخشى أن اضطر يوماً لاستخدامها هكذا علمتني والدتي التي سبق لها قبل أن تصبح كفيفة أن تعرضت لمحاولة خطف من سائق سيارة أجرة ولم ينقذها بعد الله سوى محاولتها لخنقه بغطاء رأسها الطويل والتي جعلته يقف بينما انهال عليه المارة ضرباً حين أعلمتهم بما حصل لها.. كثيرة هي حوادث السائقين التي لا يمكن أن ينكرها عاقل حفظنا الله من كل شر.. ويعتقد كثيرون أن قيادة المرأة للسيارة سوف تجلب المشاكل ولكنني أتساءل أيهما أصعب..؟ فلنطرح الموضوع بجدية أعمق ولنناقش الموضوع بواقعية.. أعتقد أن المسألة لا تتعدى مشكلة العادات والتقاليد التي نلبسها لباس الدين..».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.