تودع الكرة السعودية اليوم آخر نجم أفل من جيل عمالقتها الذين مثلوها أروع تمثيل في أول نهائيات لكأس العالم خاضه (الصقور الخضر) قبل 18 عاماً في مونديال الولاياتالمتحدة 1994"محمد الدعيع "الاسم العالمي والمبهر في عالم الكرة السعودية.. والحارس المبدع الذي يساوي وزنة ذهباً لتاريخه البطولي الحافل بالإنجازات الخالدة والألقاب الكبرى التي تُوج بها خلال مشواره الطويل في الملاعب المحلية والخارجية على مدى العقدين الماضيين تجلى خلالها عملاق الحراسة السعودية بعطاءاته المتميزة ونجاحاته المثيرة للإعجاب التي منحته بلا منازع لقب أسطورة الحراسة السعودية وأعطاه بأخلاقه العالية ومثاليته الكبيرة محبة الملايين من عشاق الكرة ..واستحق فضلا عن ذلك أن نلقبه في يوم اعتزاله ب(حارس التاريخ الرياضي السعودي) ذلك أنه لم تلد الملاعب السعودية قبله ولا من بعده حتى اليوم حارساً مدهشا في حضوره المؤثر.. وأعجوبة في مستواه الباهر وعطاءاته غير المسبوقة وانجازاته الخالدة على كافه الأصعدة المحلية والعربية والقارية والعالمية مطرزة بإبداعاته على الساحة الخضراء . ورغم تقدمه في العمر استمر عطاؤه الخارق مما أهَّله لنيل لقب عميد لاعبي العالم. كان محمد الدعيع (ملك الكرات العرضية ) حين يخرج لاصطيادها قبل وصولها للخصوم ينقض عليها بكل ثقة في توقيت سليم فلا تفلت من قبضته الحديدية كالنسر العملاق عندما يقتنص بمخالبه فريسته ويهوي بها إلى الأرض .كان مصدر اطمئنان لزملائه المدافعين ويريحهم كثيرا بهذه الموهبة المتألقة والحس السليم . تمعَّنوا في حراس اليوم معظمهم "جبناء" لا يثقون في قدراتهم على تحديد الوقت المناسب للخروج من المرمى عند استقبال الكرات العرضية العالية أو مواجهة انفرادات المهاجمين ما كان يفعل العملاق الدعيع يرعب المهاجمين إذا خرج من مرماه لملاقاتهم . ونحن اليوم نتذكر نجوم الكرة السعودية في "الزمن الجميل" نتحسر على غياب المواهب وندرة النجوم وبالذات من حراس المرمى البارعين الذين تعاني من غيابهم المنتخبات السعودية .. ونتذكر بكل فخر أن "عميد لاعبي العالم "محمد الدعيع هو أسطورة الحراسة السعودية كما كان النجم (الفذ) ماجد عبدالله أسطورة الهدافين .. و"الإمبراطور "صالح النعيمة أسطورة القادة الميدانيين والمدافعين الكبار .. ويوسف الثنيان أسطورة المراوغين الموهوبين والمايسترو صالح خليفة أسطورة نجوم الوسط . لقد حمل الدعيع في الإمارات عام 1996 آخر كأس للأمم الآسيوية لامسته أيدينا في عصر نجومنا الكبار السابقين وحمل باعتزاز نصف كؤوس البطولات الهلالية منذ عام 1420ه وظل الحارس "الأعجوبة" الذي يلمع في وجهه بريق ذهب الكؤوس والميداليات .. وأكبرت فيه وعيه لمسؤولياته تجاه الشعار الذي يرتديه وتمسكه بمبادئ التنافس الشريف والروح الرياضية فلا أتذكر انه آذى مهاجماً أو أساء إلى خصم .. فكما كان رقيقاً في تعامله وحنوناً على المهاجمين لحظة خروجه لمواجهتهم فيستخلص الكرة بمهارة عالية دون أن يفكر في إيذائهم برغم طوله الفارع .. كان كالأسد الشجاع في دفاعه عن عرينه وذوده عن شباكه بكل بسالة. فوداعاً يا آخر نجم من نجوم "الزمن الجميل" للكرة السعودية .. وآخر رياضي مبدع من أبناء الدعيع .