لم أر أنموذجا لقصة (اسطورية مشرفة) لنجم مر على تاريخ الكرة السعودية تستحق السرد بالتفصيل لتبقى نبراسا يهتدى لجيل اليوم؛ كقصة المحُتفى به هذا المساء من المجتمع الرياضي قاطبة النجم محمد بن عبدالعزيز الدعيع الشمري، محمد المولود عام 1972 بمدينة حائل الذي بدأ حياته الرياضية بعرين الاسود لحراس المرمى تحديداً نادي الطائي النادي الحائلي الضارب في جذور العراقة، ليبدأ محمد الناشئ الغض كرة غير تلك التي وصل معها للعالمية شهرة ًومجداً وأوصلته بلا مناعة اوجدلية في ذلك لدرجة الأسطورية الأنموذج تاريخا وحضورا مشرفا على مستوى منتخب بلاده وناديه (معقل الزعامة)، كرة اليد حيث بدأ هناك كحارس مرمى لفريق الطائي للناشئين لكرة اليد وعمره لم يتجاوز الثامنة ليضع بصمة في تلك المرحلة نمت عن (موهبة فذة) بل خارقة لمستقبل نجم ينتظر صقل الموهبة..! لم تمض خمسة أعوام على التحاقه بنادي الطائي؛ حتى غدا الناشئ اللفتة محط نظر (المدرب الوطني فرج الطلال) الذي كتب بفطنته بعد توفيق الله سطرا آخر في قصة مجد قادم لحارس (كرة قدم) حارساً استثنائياً بمعنى الكلمة، لتحويل محمد إلى فريق كرة القدم، بعده ليأتي دور أخيه عبدالله (قدوته الحقيقية) عبدالله الذي ملأ الدنيا وشغل الناس حين كان للكرة السعودية نجوم فوق العادة تقود تاريخ بلادها لشرف عظيم لا ينسى منذ اوائل الثمانينيات الميلادية.. عبدالله الذي لا يمكن لأي رياضي يحتفي اليوم بالاخطبوط محمد الا ويتوقف عند الاسم الكبير (عبدالله الدعيع) المُلهم الحقيقي للنجاحات تلت كان بطلها محمد الدعيع..! انضم محمد الدعيع كحارس أساسي لمنتخب الناشئين لتبدأ قصة محمد حارس المستقبل بأول إنجازاته مع أخضر الوطن حين وصل لدور الأربعة في كأس العالم للناشئين عام 1987،، ليواظب على تألقه ويضمن لينضم كحارس أساسي للأخضر الناشئ ليخوض غمار التجربة الأهم في مسيرة فارسنا لسبر أغوار النهائيات الأكثر التصاقا بتاريخ الكرة السعودية عالميا، نهائيات كأس العالم للناشئين عام 1989..! لتأتي الدفعة المعنوية الحقيقية وراء تميز نجم بحجم أسطورة مشرفة بحق وحقيقة لرياضتنا وكرتنا، فمحمد الحارس الصغير سنا حينها هوالمبدع الكبير عقلا وخلقا حتى يومنا هذا، لم يكتف بالفرحة بالإنجاز بل أضحى اسمه وعطاؤه حقيقة هي من أوصلت الذهب العالمي لرياض المحبة والسلام عبر تصديه لركلات الترجيح الأسكتلندية التي أشعلت قناديل الفرح في تاريخ الكرة السعودية منذ العام 1988 وحتى يومنا هذا وامتداداً لأجيال وأجيال قادمة ستروي بفخر قصة هذا المبدع الخلوق الانسان وكيف يستطيع المرء متى وجد الرعاية وأطر روح الإصرار وأشعل قناديل الطموح في ذاته، أن يصنع عملا يدخل (اسم وطنه) التاريخ من أوسع أبوابه.. وهكذا كان الفذ محمد بن عبد العزيز الدعيع.!! حين بلغ ابن الدعيع العشرين ربيعاً كان له موعد آخر مع التميز والحضور الدولي والعالمي، إذ كان للمدرب الوطني محمد الخراشي القدير دوركبير في (تعزيز ثقة الاخطبوط بقدراته)، وذلكم حين أدرج أمل الحراسة السعودية للمرة الأولى ضمن التشكيلة التي خاضت غمار تصفيات كأس العالم 1994م فلم يخب اختيار (الخبير) للحارس الجدير بتمثيل المنتخب في منعطف تاريخي للكرة السعودية التي تأهل كوكبها من نجوم (عصر الرواد) الى مونديال الولاياتالمتحدةالامريكية 1994م ..!! المونديال الذي برز من خلاله (عميد لاعبي العالم)؛ فسجل بجانب زملائه من جيل الرواد حضورا بارزا كان أفراد الاخضر فردا فردا لهم قدم سبق في استحقاق التأهل للدور الثاني من الكرنفال الكروي العالمي 94م؛ الا ان (نصف الفريق حارسه) كما تقول أبجديات الكرة تأبى الا ان تجير قدرا كبيرا جداً من الحضور السعودي القوي آنذاك - بعد توفيق المولى عز وجل - لليافع محمد الدعيع، إذ لم يلج مرماه غير ثلاثة أهداف كتب بإنجازه الكبير ذلك، إنجازاً آخر لا يمحى من ذاكرة الرياضيين المحايدين، باختياره ضمن افضل عشرة حراس في العالم.. الإنجاز الذي أغفله للأسف الشديد القلة من العابثين بالتاريخ الرياضي السعودي وحفظته جماهير الوعي والحياد بتخليد اسم ورسم (محمد الدعيع) كأسطورة للكرة السعودية لا يزاحمه في هكذا لقب أي لاعب مر على تاريخ المملكة..!! أقول ذلك وأدرك ان هناك من سيفزع لإثبات العكس.. لكنني اقول دعوني أختم مقالي هذا بسرد لإنجازات تعبت ما سبق وان ذكرت؛ فإن أتيتم بأي نجم وأقولها بصريح العبارة اي نجم من نجومنا الذين استحقوا ان تحفر أسماؤهم بماء الذهب ان يجاري محمدا بإنجازاته التي تحدثت عنها الأرقام وأكدت هذه الحقائق ولم تركن لهوى ناقد اوترصد ساخط.. فمحمد الدعيع سجل بتوفيق الله - جل شأنه - أورد منها ما أحطت به علما وأستسمح النجم الكبير وعشاق إبداعاته حال التقصير بإيراد معلومة أضحت (معلومة) عند الجميع حتى وإن سقطت - دونما قصد - من مداد منثور بصريح العبارة..! حقائق وإنجازات تقول.. الدعيع أسطورة الكرة السعودية الأول حقيقة تقول: إن حارس المرمى (مظلوم) على الدوام مقارنة بأي خانة اخرى بالفريق دقيقة للغاية، فغفلة (جزء من الثانية) تجعل الحارس يهبط من أفضل لاعب في الفريق الى أقلهم إن لم نقل أقلهم حظا في الإشادة والمديح وذكر محاسنه في أي لقاء وقع معه في خطأ يسير.. ولهذه الحقيقة أثرها في أن يختفي (تماماً) حراس المرمى من قائمة الأفضلية مقارنة كما ذكرت بأقرانهم المهاجمين وصانعي الالعاب ولاعبي خط الوسط على التوالي.. ليأتي الإنجاز (الدعيدعاوي) في هذه القاعدة جملة وتفصيلا نظرا لحضوره الدائم بأفضل حال من أقرانه.. فأضحينا نقارن غيره بمنجزه.. وهذا فيه تأكيد ان محمدا الاولى بلقب (أسطورة الكرة السعودية) ومن شئتم يأتي.. تاليا..!! حقيقة اخرى تقول بإهمال مركز الحارس (إعلاميا) عن باقي الفريق حال البريق وتسليط الضوء على سلبياته حال الإخفاق.. وهذه حقيقة لادخل للدعيع ولا غيره في سطوعها.. الا ان الاعلام المضاد للإنجاز الهلالي البطولي المتلاحق منذ عهد التأسيس أسهم في تجاهل الكثير مما كان يستحقه في حينه محمد الدعيع، فيما غيره كان لهم نصيب الاسد من (التلميع) والمبهرجة وهم لا يقارنون إنجازا وتاريخا مشرفا وقبل خُلقاً دمثاً مثلما هوحال ابن الدعيع..! إنجازه رغم صغر سنه الى بلوغ الاعتزال في أن يكسر (لقب عميد لاعبي العالم)، الا بكسر رقبة (اللوائح البائدة) لتسجيل مباريات له فاقت العشرين عدداً، ماذا والا (يبطي عظم) من يقارع هذا الفذ في لقبه وهومتوقف عن اللعب لقرابة العامين خلاف الإصابات التي أخرته في تسجيل المزيد من الحضور الدولي ناهيك عن تقصير اتحاد كرتنا الوقور في انصاف الأسطورة وحماية لقب.. عمادة لاعبي العالم..!! إنجاز آخر؛ تمثل في عقدين من الزمن يذود فيها الدعيع عن عرين الاخضر جعلته الأطول في عمر الزمن بين الخشبات الثلاث التي سرعان ما يغادرها أصحابها بمجرد حضور قصير المدى، على العكس لحالة (الدعيدعي) محمد.. لم يجامله خلالها ببلاده ليبقى عالة على فريقه اومنتخب بلاده بل فرض مستواه مشاء الله تبارك الله طيلة تلك المدة دونما اهتزاز فني واضح حتى ليل اعتزاله هذا المساء..! حصوله على لقب حارس القرن الآسيوي من الاتحاد الدولي للإحصاء والتاريخ.. ولم يبهرج بهكذا لقب كبير بل زاده ذلك ثقة في نفسه وامتد به العطاء حتى اعتزاله الذي أراهن ان (الدعيدعاوي) محمد سيقدم بإذن الله فارقا آخر يستحق به لقب الأسطورة ممثلا في حضورة الفني العالي حتى اللحظة، على عكس من سبقوه ممن أقاموا حفل اعتزال أفسد جزءا من جماله بظهوره كإنسان لم يمارس الرياضة من الاساس اما بزيادة وزن اوثقل حركة وبالتأكيد اندثار فنياته ..! أخيرا وليس آخراً.. في عامين فقط حقق (الفذ) مع هلال البطولات (9 بطولات).. كإنجاز تؤكده لغة الأرقام ولم يسبقه اليه أحد على الاطلاق من فئة (النخبة من النجوم).. الامر الذي يجعلنا نطوق عنق هذا (النجم الأسطوري) بلقب (أسطورة الكرة السعودية) كأقل ما يمنحه المحايدون لسيد وزعيم حراس آسيا في ليلة الوفاء والاحتفاء التي يقيمها الزعماء للأسطورة الصعبة التكرار.. محمد بن عبدالعزيز الدعيع..! ضربة حرة بقدر الكد تكتسب المعالى ومن طلب العلا سهر الليالى ومن رام العلا من غير كد أضاع العمر فى طلب المحال