في وقت يستعد فيه الرياضيون السعوديون كافة لتكريم نجم الكرة الآسيوية والحارس الأفضل في تاريخ الكرة السعودية محمد الدعيع، تعاني كرة القدم السعودية من تراجع في مستويات حراس المرمى في مختلف المسابقات والفئات العمرية. ولأن محمد الدعيع هو أهم اسم وقف بين الخشبات الثلاث في جميع ملاعب المملكة، فإن رحيله عن الملاعب دون الاستفادة من قدراته وخبراته في حراسة المرمى سيكون خطأ كبيراً، إذ وعلى رغم عدم توجه الدعيع لتدريب حراس المرمى من تلقاء نفسه إلا أن ذلك ليس مبرراً لعدم دعوته لممارسة التدريب ودعمه وتشجيعه من باب أنه ثروة وطنية لابد من استغلالها. ما يميز الدعيع ويؤهله للنجاح في التدريب هو أنه حارس بالفطرة، وهذا سيساعده بكل تأكيد على اختيار حراس مميزين يخدمون الكرة السعودية سواء كان تواجد محمد الدعيع عبر ناديه الهلال أو حتى في أحد المنتخبات السعودية. أيضاً يتمتع الدعيع بقدرة فائقة على التصدي للكرات باستخدام أي جزء من جسمه، وهي ميزة نادرة حتى على مستوى العالم، وهذا أمر مهم جداً لمركز حساس كحراسة المرمى. كثيرون هم اللاعبون الموهوبون الذين ودعوا أو سيودعون الملاعب، ولكنهم لن يكونوا قادرين على ممارسة مهنة التدريب التي تتطلب مواصفات خاصة، وهي المواصفات التي يمتلكها (الأسطورة) محمد الدعيع، فالدعيع سيكون متمكناً من مهنة التدريب لأنه يحب مركز الحراسة، ولديه قدرات قيادية تمكّن أي مدرب من تحقيق النجاح، فضلاً عن شخصيته المميزة ومكانته الكبيرة في نفوس النشء وأخلاقه العالية التي تجبر الآخرين على احترامه. ما نتمناه أن يبادر اتحاد الكرة أو نادي الهلال لتبني الدعيع المدرب، من خلال ابتعاثه إلى أرقى مراكز إعداد المدربين، وتسليحه بالخبرات التدريبية والدورات التي تمكنه من اتقان هذه المهنة بشكل يليق باسمه، فالعديد من الحراس الذين هم أقل امكانات من (العميد) نجحوا بفضل تطوير قدراتهم رغم عدم نجاحهم في الملاعب وعدم امتلاكهم للخبرة التي يمتلكها النجم الكبير.