تمر الحراسة الهلالية في الوقت الراهن بمرحلة بالغة الحساسية في ظل الأزمة التي أحدثها عقد الحارس حسن العتيبي وانتهت بتجديد الاتفاق معه لثلاث سنوات مقابل أربعة ملايين وسيارة فخمة!! مع الأخذ في الاعتبار أن النادي سبق أن عرضه على لائحة الانتقال مرتين ولم يتقدم أحد لشراء عقده.. كانت الأولى إبان إدارة الأمير محمد بن فيصل.. والأخرى هذا العام. ثم لاحت في الأفق هذا الأسبوع بوادر خلافات بين أسطورة الحراسة الزرقاء محمد الدعيع وإدارة ناديه حول المبلغ الكبير الذي اشترطه ثمناً لتجديد عقده وتردد أنه ما بين ستة وثمانية ملايين، مع الأخذ في الاعتبار - أيضاً - أن الدعيع كان قبل عامين مصراً على الاعتزال وترك الملاعب!! ومحمد الدعيع الذي شارك في تحقيق (20) بطولة هلالية من أصل (50) وصعد المنصة في (25) بطولة خلال مشواره الأزرق على مدى ال 14 عاماً الماضية. يعد أعظم حارس مرمى مر على نادي الهلال بتلك الانجازات المحلية والاقليمية والعربية والقارية الخالدة ويكفي الشباك الزرقاء فخراً أن الذي كان يذود عنها بكل شجاعة وبراعة عميد لاعبي العالم الذي منح مرمى «الزعيم» مهابة أمام المهاجمين.. حارس عملاق لا يهاب ولا يعرف الخشونة ولا أساليب إيذاء الخصوم.. يتقدم بهيبته العملاقة والفنية فيستخلص الكرة بمهارة عالية وخبرة عريضة اكتسبها بموهبته الفذة التي تتجلى في تخطيه الأعناق عند خروجه السليم من مرماه ولا يزال (أبو عبدالعزيز) حتى اليوم أفضل حارس في الملاعب السعودية وأميزهم في التوقيت السليم عند الخروج من المرمى. حارس عملاق بهذه الانجازات الضخمة والمكانة المرموقة حري بالإدارة الهلالية أن تقدره وتجله وتكرمه وهو في عقده الرابع.. يواصل حصده الانجازات وآخرها كأس ودوري هذا العام.. بعقد مجز يحترم تاريخ ومعطيات وتضحيات محمد الدعيع للزعيم. فهذا الحارس الأسطورة الذي قل الزمان أن يجود بمثله على ساحتنا المحلية.. هو آخر بقايا الذكرى الحية الرائعة لمشاركتنا المونديالية الأولى.. ولكرتنا الجميلة في كأس العالم بأمريكا 1994م إضافة إلى أنه آخر من ظل يركض من نجومها في ملاعبنا حتى اليوم!!