تحسن الأداء والمنافسة في الجامعات السعودية في السنوات العشر الأخيرة نتيجة إدراك قياداتها للمنافسة العالمية في التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع والانفتاح على العالم والدخول في التقييم العالمي بمعايير تعليمية وبحثية واجتماعية عالية فرضتها المؤسسات المتخصصة في التقييم. ولم تكن جامعاتنا خارج السرب، بل سعت لمواكبة المنافسة بين الجامعات العالمية وحصل بعضها على تقييم متقدم يميزها عن غيرها من الجامعات السعودية والأجنبية. جامعاتنا السعودية في الطريق إلى الريادة والإبداع والتميز. وما الهجمة الهمجية على جامعاتنا إلا بهدف التقليل من شأنها بعد بروزها حتى نستمر في التخلف والعبودية للمراجع الغربية. وهنا أفول لمفكرينا هبوا للدفاع عن جامعاتنا باقلامكم وفكركم، فجامعاتنا رمز للوطن والسيادة. وإن صحت العبارة فإن هجوم من يزعمون المهنية والاحتراف على الجامعات السعودية غير مبرر وله رائحة سياسية لأن ما يحدث في جامعات الدكاكين سواءً في الولاياتالمتحدةالامريكية أو غيرها من دول العالم لا يواجهه هجوم من يدعون المصداقية والنزاهة في الجامعات العالمية المعروفة لأنها لا تشكل منافسة لهم بينما يشعرون بخطر المنافسة من جامعات الدول النامية، ومنها الجامعات السعودية. لا ضرر في النقد الموضوعي البناء، لكن الحقيقة أن مزاعم التقرير المتعلقة بشراء بعض الجامعات السعودية للإنجازات العلمية للتفوق على غيرها من الجامعات العالمية في ترتيب التصنيفات العالمية غير مبررة ولا تحظى بمصداقية وصحة لأنها إتهامات لم تبذل مجلة الساينس الأمريكية الجهد للتحقق من صحتها لتنفي بذلك التحيز ضد الجامعتين السعوديتين اللتين وردتا في التقرير، خاصة أن بعض جامعاتنا بدأت تتبوأ مكانة عالمية بين الجامعات المنافسة. والكثير من الأكاديميين السعوديين الذين تخرجوا من جامعات أمريكية يعرفون مدى دعم الجامعات الأمريكية التي تخرجوا منها للبحث العلمي والتميز عندما يستعيون بالباحثين المتميزين في مجالات عديدة من جامعات أخرى، حيث تستضيفهم لفترة متفق عليها لتقديم البحوث والمحاضرات مقابل حزمة من الحوافز المالية، ومنها جامعات يعمل فيها الذين اتهموا جامعاتنا بعروض لشراء الدراسات منهم بعقود مغرية. كم من الجامعات الأمريكية مثل هارفارد وييل وستنافورد وأم أي تي وبيركلي ودووك استثمرت بلايين الدولارات لعلماء في الإدارة وغيرها من العلوم ليكونوا ضمن كوادرها البحثية والتعليمية لفترة قصيرة مقابل مئات الآلاف من الدولارات، وعلى رأسهم علماء حصلوا على جائزة نوبل مثل هيربارت سيمون وبيتر دركر !!!!!. الشرارة الشرسة انطلقت من جامعات بدأت تشعر بأن جامعاتنا تخطو الخطوات الصحيحة نحو المنافسة والتميز. شهادتي مجروحة في جامعة الملك سعود وقيادتها المتميزة، لكن لابد للحقيقة أن تظهر بأنها رمز للوطن مثل بقية جامعاتنا بالمملكة. وكان الأجدر ببعض صحفنا السعودية عدم الإنجراق والإندفاع مع الحاسدين والحاقدين للنيل من سمعة جامعات الوطن. أما جامعة الملك عبدالعزيز فلا يقل حبنا لها عن بقية جامعتنا فقد خطت خطوات طويلة نحو التميز والمنافسة. ولنتذكر أن جامعاتنا السعودية الحكومية والخاصة جزء منا ونحن جزء منها، بحيث لا نقبل من أحد الهجوم عليها للتقليل من شأنها، لكن النقد البناء شيء ترحب به القيادات فيها. *جامعة الملك فهد للبترول والمعادن